فجّر قنبلة بنفسه .. أرقام غير معلنة للانتحار في غزّة

mainThumb

19-08-2023 04:22 PM

عمّان- وكالات- السّوسنة

لاحقت ظاهرة الانتحار الكُتاب والأدباء والشّعراء منذُ زمنٍ بَعيد، فالكاتِبة الانكليزية فرجينيا وولف (1882-1941) قامَت بملء الحجارة في جيوبها؛ لتغرق نفسها في النّهر، والرّوائي الأمريكي آرنست همينغوي (1899-1961) الذي قتل نَفسه برصاصة في الرأس، والمسرحي و الكاتب الرّوائي الياباني يوكيو ميشيما (1925 -1970 ) انتحر واضعًا سيفًا طويلًا في بطنه، وغيرهم الكثير، كخليل حاوي، وصفيّة كتّو، ومنير رمزي، وابراهم زايِد، والفلسطيني فرانسوا أبو سالم، والفلسطينيّ مهنّد يونِس، والتونسي نضال غريبي، وعشرات الأسماء الأخرى.
استيقظَ قطاع غزّة، السّبت، على إقدام الشّاب محمّد النّجار (27) عامًا على وضعِ حدٍ لحياته، بتفجير قنبلة يدويّة بنفسه، تاركًا وراءه رسالةً مقتضبة مؤثِّرة. 

وقالت شرطة مدينة خانيونس في تصريحٍ مقتضب فجر السبت، إنّ محمد نبيل النجار، قام بتفجير قنبلة يدويّة (ملز)، بنفسه بقصد الانتحار، وقد فارق الحياة. وأشارت إلى أنّ الحدث وقع قرب مدرسة المهاجرين، في نهاية شارع الشهيد أسامة النجار. وقال محمّد في رسالته التي تركها على صفحته في تطبيق الفيسبوك: "مضطر لمغادرةِ هذا العالم بعد أن استنفدت كل جهودي ومحاولاتي للشفاء من مرض الاكتئاب على مدار 8 سنوات، آخرها جلسات الكهرباء قبل أقل من عام. حاولت بكل ما في وسعي، لا لوم على أحد، كل ما في الأمر أنني لم أعد أستطيع تحمُّل كل هذا الكم من الألم داخلي. أنا آسف كتير".

 

الفقيد محمّد، لديه مجموعة من القصائد والكتابات واهتماماتٌ يبدو من بينها عزف العود، فتحَ باب الحديث مجددًا حول حالات الانتحار المتزايدة في الفترة الأخيرة. وهي أرقامٌ غير معلنة، ويجري التّكتّم عليها، وتجنّب نقاش أسبابها التي تبدأ من الفقر والبطالة وانسداد الأفق، وتمرُّ بسوء مستوى الرّعاية النفسيّة، وليسَ انتهاءً بالضغوطات الاجتماعيّة والعائليّة، في مدينة محاصرة منذ أكثر منذ أكثر من ستّة عشرَ عامًا. 

الباحث في الهيئة المستقلّة لحقوق الإنسان في غزة، مصطفى إبراهيم، قالَ في تصريح لقتاة الشرق، منتصف 2020، إنّ أعداد ضحايا الانتحار أكبر بكثير مما يُعلن، وإنّ هناك عائلات تخفي السبب الحقيقي للموت، لتجنب الوصمة الاجتماعية، وقال إنّ دراسة أعدها مؤخرًا، واستند فيها إلى أرقام حصل عليها من المؤسسة الرسمية، بينت أنّ 17 شخصًا انتحروا في قطاع غزة (في النصف الأول من 2020)، وأن هناك أكثر من 200 محاولة انتحار.

وأضاف إنّ 373 محاولة انتحار سُجلت في العام 2019، توفي فيها 15 شخصًا. وأشار إلى أنّ أصحاب محاولات الانتحار "ربما أرادوا من وراء ذلك لفت النظر إلى مشكلاتهم الجدية، وليس التخلص من الحياة"، وقال إنّ العام 2017 كان الأكثر سوءًا، حيثُ سجلت 37 حالة انتحار و759 محاولة انتحار، وعزا الظاهرة إلى "الحصار والفقر والإحباط وانعدام فرص العمل وفقدان الأمل".

 

وكانت قالت مؤسسات (غير رسميّة)، تعمل على الصّحة العامّة في الأراضي الفلسطينيّة في عدّة تصريحات، نقل العربي الجديد بعضًا منها، إنّ نسبة الاكتئاب مرتفعة جدًا في الأراضي الفلسطينيّة، تصل لحدود 24٪، في حين أنّ النسبة عالميًا لا تتعدّى 10٪. 

 

فيما يلي نصّ الرسالة التي تركها محمّد، لروحه السّلام:

 

 

 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد