دولةٌ في الظّلام .. لـ24 ساعة لبنان بلا كهرباء

mainThumb

17-08-2023 09:18 PM

عمّان- وكالات- السّوسنة

على غرار رواية بول أوستر "رجلٌ في الظّلام"، كانت دولة لبنان، منذُ مساء الأربعاء، تغرقُ في الظّلام، بعد الإعلان عن توقف تشغيل مَعْمَلَيْ دير عمار (شمال لبنان) والزهرانيّ (جنوب لبنان) من قبل الشركة المشغلة لهما التي تسمّى برايم ساوث؛ بسبب نقص السيولة المالية. جاء هذا الانقطاع وسط موجة الحر التي تضرب المنطقة عمومًا ولبنان من ضمنها، وخلقَ إرباكًا كبيرًا في لبنان، حيثُ انعكس على حياة اللبنانيين اليومية من المياه والاتصالات وحركة المرافق العامة، وأبرزها المرفأ والمطار الذي خيمّت عليه العتمة لساعات، وهو ما أظهرته مقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعيّ.
وكانت أفادت مصادر إعلاميّة أنّه توقف تزويد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بالتغذية الكهربائية، منذ مساء الأربعاء، ويعمل حاليًا على المولدات الخاصة به حتى نفاد مادة المازوت لديه.
بعد نحو 24 ساعة على العتمة الشاملة التي عاشها لبنان، ووفق ما أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، تم التوصل إلى حل قضى بالدفع من حقوق السحب الخاص التي حوّلها صندوق النقد الدولي إلى لبنان، وذلك بعد رفض حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري الدفع من أموال احتياطي البنك المركزيّ، وهي المشكلة التي يواجهها لبنان منذ انتهاء ولاية رياض سلامة، الذي توجّه إليه الآن تهم بالفساد وتمّ تجميد حساباته، ووجّهت إليه الولايات المتحدة ودول أخرى عقوباتٍ، ورفض منصوري تحويل الأموال لتغطية نفقات رئيسية للحكومة إذا لم يتوفّر الغطاء القانوني له.
وأشارت المعلومات إلى أنّ الشركة المشغلة حصلت على وعود شفهية من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأن تحصل شهريًا على سبعة ملايين دولار من مستحقاتها وبالتالي العمل على إعادة تشغيل المعملين.

وهي ليست المرة الأولى التي ينقطع فيها التيار الكهربائيّ، الذي لا تصل تغذيته أساسًا كحدٍ أقصى، إلى ست ساعات يوميًا. إذ في بداية العام الحالي عاش اللبنانيون الأزمة نفسها، مع مشكلة فتح الاعتمادات اللازمة لتفريغ بواخر المحروقات وذلك في ظل الأزمة المالية والسياسية التي يعيشها لبنان. مع العلم، أنّ نسبة كبيرة من اللبنانيين عمدت إلى إيجاد حلول فردية لمشكلة الكهرباء، لا سيما أنه في السنوات الأخيرة كانت التغذية شبه معدومة، بحيث لجأ عدد كبير منهم إلى تركيب ألواح الطاقة الشمسية لتأمين الكهرباء إضافة إلى الاشتراك بالمولدات الخاصة في مختلف المناطق.

ولا يزال اللبنانيون حتّى السّاعة، حسب ما أفادت المصادر الإعلاميّة اللبنانيّة يجلسون في انتظارِ عودةٍ مرتقبة للكهرباء. 

 

 

 

(الشرق الأوسط)






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد