بازوم إلى المُحاكمة .. هل نجح انقلاب النيجر؟

mainThumb
صورة تعبيرية

14-08-2023 10:48 PM

عمّان- وكالات- السّوسنة

فشلَ مجلس السلم والأمن الإفريقيّ في التوصل لاتفاق بشأن الانقلاب في النيجر، وقرّر عقد اجتماع آخر دون تحديد موعده، جاء ذلك بعد ساعات من إعلان المجلس العسكريّ، الإثنين، في النيجر عزمه محاكمة الرئيس محمد بازوم بتهمة "الخيانة العظمى" و"تقويض أمن" البلاد.
وفي بيان تُليَ عبر التلفزيون الوطني في النيجر، قال الكولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن، عضو المجلس العسكري الذي نفذ الانقلاب ضد بازوم، إنّ "الحكومة النيجرية جمعت حتّى اليوم الأدلة لمحاكمة الرئيس المخلوع وشركائه المحليين والأجانب أمام الهيئات الوطنية والدولية المختصة بتهمة الخيانة العظمى وتقويض أمن النيجر الداخلي والخارجي".
وقال أمادو عبد الرحمن إنّ شعب النيجر "يتأثر بشدة بالعقوبات غير القانونية واللاإنسانية والمهينة التي تفرضها الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والتي تصل إلى حد حرمان البلاد حتى من الأدوية والمواد الغذائية والتزود بالكهرباء".

وفي سياق متصل، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، الاثنين، إنّ أي محاولة من جانب المجلس العسكريّ في النيجر، لتوجيه اتهام بالخيانة العظمى للرئيس محمد بازوم، ستكون مقلقة للغاية، وأضاف دوجاريك للصحافيين: ما زلنا قلقين للغاية بشأن وضع الرئيس وأسرته وصحتهم وسلامتهم، ونكرر دعوتنا للإفراج الفوري وغير المشروط عنهم وإعادته لمنصبه رئيسًا للدولة.

أمّا واشنطن فقد ألقت برهاناتها على مجموعة غرب أفريقيا الاقتصادية (إيكواس) للتعامل مع انقلاب النيجر، وما أعلنته المجموعة في أبوجا يوم الخميس الماضي بضرورة إعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، بعد أن أطاح به الانقلاب العسكري في 26 يوليو (تموز) الماضي. واتخذت المجموعة في اجتماعها برئاسة رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو قرارات بإغلاق الحدود بين إيكواس والنيجر ووقف الرحلات الجوية التجارية، ووقف المعاملات التجارية والمالية، وتجميد أصول النيجر في البنوك المركزية، إضافة إلى تعليق المساعدات المالية.

وكرر وزير الخارجية الأميركي دعمه لكل القرارات التي تتبناها قمة قادة إيكواس، مفضلًا الخيارات الدبلوماسية من أجل حلّ سلمي للأزمة. وأبدت المجموعة تفضيل المسار الدبلوماسي، لكنها لوَّحت بخيار التدخل العسكري، إلا أنّ تأجيل اجتماع رؤساء الأركان لدول المجموعة الذي كان مقررًا في غينيا دون تحديد موعد جديد كشف عن انقسامات عميقة بشأن خيار التدخل العسكري، خاصة أن كلًا من تشاد والجزائر اعترضت على التدخل العسكري في النيجر، وحذرت أن ذلك يمثل تهديدًا لمصالح الأمن القومي للبلدين.

ولا يبدو أنّ المسارات الدبلوماسية تتقدم بعد أكثر من أسبوعين على الانقلاب، بينما يتعزز نفوذ روسيا في مقابل مشاعر العداء ضدّ الغرب بصفة عامة داخل النيجر، وهو ما يضع واشنطن أمام خيارات صعبة ومحدودة، ويطرح سؤالًا حول إمكانيّة تسليم واشنطن وإيكواس بالأمر الواقع.

 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد