رابطة غريبة تجتاح الأردن والجدل يتزايد

mainThumb

14-08-2023 09:08 PM

عمان - السوسنة - هبه الربيع

تُعتبر مواقع التواصل الاجتماعيّ المختلفة، وسيلةً مثاليةً لنشر الأفكار والقضايا؛ لما تتمتع به هذه الوسائل من سرعة بالانتشار ووصولها لشريحة كبيرة من المجتمع والعالم أجمع.

وقد تبدو بعض الأفكار غريبة ومستهجنة، لكنّها تجد رواجًا كبيرًا ويتبناها الكثير من الأشخاص حتّى تتسع وتكبر وتزدادَ رقعة انتشارها.

ومن بين المواضيع الغريبة التي لاقت رواجًا في الأردن في الفترة الأخير، وزاد الحديث عنها "رابطةُ الصّلعان"، فما قصة هذه الرابطة؟ ومن أنشأها؟ وما الهدف منها؟

قام مجموعةٌ من الشباب بإنشاء رابطة الصلعان في الأردن، وبدأت فكرتهم بمزحةٍ خفيفةٍ خلال فترة الحظر الصحيِّ الشامل الذي رافق انتشارَ فايروس كورونا في ربيع 2020، فقاموا بحلاقة شعرهم بالكامل، وتوسعت فكرة الرابطة، وانضمّ إليها الكثير من الأعضاء عبر مواقع التواصل في الأردن، كما قاموا بطباعة ملصقات تحمل صورةَ رجلٍ أصلع بملامحَ غير واضحة مرفقة بتعليق "رابطة الصلعان في الأردن".

الفكرة تعدّت كونها مزحة، أو وسيلة لتمضية الوقت، فقد قام هؤلاء الشّبان بتداول المنشورات التي تضامنوا فيها مع أطفال السرطان معربين عن دعمهم لهذه الفئة.

وهذا ما أكّده مؤسِّس الرابطة طراد عمرو، خلال لقاء مع إحدى القنوات الأردنية، حيث أشار إلى أنّ الفكرة التي بدأت في 2020 كانت مجرد مزحة لكنّها توسعت وصارت تضم أكثر من 30 ألف شخصًا عبر صفحتها في "فيسبوك".

وأكد طراد بأنّ الهدف من التجمع لم يعد للمزح فقط، بل يحمل معانٍ إنسانيةً وإجتماعيةً وتطوعيةً من أبرزها التضامُنُ مع مرضى السرطان، ودعم أصحاب المشاريع والمنتجات التجارية ودعم السياحة في الأردن.

هذه الرابطة لقيت تفاعلًا على مواقع التواصل وعبر النشطاء عن رأيهم بهذه الفكرة الغريبة، خاصةً أن الكثير من الرجال باتوا يعالجون مشكلة الصلع بزراعة الشعر لكن هؤلاء الشبان أرادوا تغيير الفكر السائد حول الصلع باعتبارها مشكلة تؤثر على مظهرهم.

والكثير من هؤلاء النّشطاء طلبوا الانضمام لهذه الرابطة، بينما اعتبر البعضُ أنّ "الفراغ" الذي يعاني منه الكثير الشبان يأخذهم للاهتمامِ بأمور غريبة وغير مفيدة، بينما اعتبر البعضُ أنّ الأمر كوميديٌ ولطيفٌ من باب التخفيف عن النفس، بعيدًا عن القضايا الجديّة.

وقد رصدت "السّوسنة"، تعليقات بعض النشطاءِ على مواقع التواصل، فقد قال حساب يحمل اسم علي.م : "الفضاوة خطيرة هاي همومنا صارت؟"، بينما قال الناشط محمد. ج: "الفكرة إنسانيّة أكثر منها هزلية.. ندعم هذه الأفكار".
وقالت ناشطة من حساب يحمل اسم أميرة الوادي بطريقة مازحة: "كيف ستنضم الفتيات لهذه الرابطة.. نريد رابطة الشّعر الطويل".

يُذكرُ أنّه قبل أيام نظم هؤلاء الشبان وقفةً في منطقة عبدون، ما دفع دورية شرطة للتوقّف وسؤالهم عن سبب التجمهر، فصادف أنّ الشرطيّ أصلع أيضًا، فكانت المصافحة والعناق بينهم.

فما رأيك كمواطن أردني بمثل هذه الأفكار؟ وهل انتشارها سيصنع فرقًا بالقضايا الإنسانية والسياحية؟ أم هي مجرّد تخفيفٍ من حدّة الضغوطات الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي يعاني منها معظمُ الشُّبان في الأردن؟






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد