الإرهاب و التطرف الديني مدخل نظري محاولة للفهم (2)

mainThumb

13-08-2023 04:09 PM

الجزء الثاني

ثانيا : نقد تصنيفات الإرهاب (أنواع و أشكال) هندسة الإرهاب.
مرة آخرى سأبدأ بقصة القرصان مع الإمبراطور الإسكندر الأكبر لا أذكر بها، ربما لأن القصة توفر الكثير من الكلام حول تصنيفات الإرهاب، و ذلك بجعل الإرهاب مقتصرا على اللصوص الصغار الذين يزعجون الأقوياء كما ورد في القصة، كما ورد على لسان القرصان فإن الامبرطوار(تمثله الولايات المتحدة الأمريكية و الدول العظمى و اسرائيل)، فهل يجرؤ أحد على إدراج الإمبراطور الدول العظمىفي قوائم الإرهاب؟
هذا يقود إلى مصطلح "هندسة الإرهاب"، بمعنى إقناع شعوب العالم من خلال الإعلام و مراكز الدراسات و اجهزة المخابرات، بأن دولا محدده أو منظمات و حركات أو دين معين، تمارس الإرهاب أو تولده أو تدعمه. و قد تمارس تلك الدول التي تمثل الإمبراطور، و من منطلق ميكافللي _الغاية تبرر الوسيلة _ أعمالا بهدف إلصاق تهمة الإرهاب بدول أو حركات أو أشخاص أو فكر أو دين.
وهندسة الإرهاب، تمثل تنظيم دقيق ومحكم، تديره دولا عظمى، و اجهزة أمن و استخبارات تعمل على مستوى العالم.
و لتجنب الإشكالية المفاهيمية فإنني ساستخدم مفهوم للإرهاب يعني، التهديد بالعنف أو استعماله لتخويف أو الإكراه عموما لتحقيق أهداف سياسية. سواء منه إرهاب الجملة الخاص بالامبراطور الدول عموما و الدول العظمى خصوصا، او إرهاب التجزئة الخاص باللصوص الصغار _ الأشخاص و الحركات و المنظمات الإرهابية _.
ا- إرهاب الجملة الخاص بالامبراطور أو الاباطره:(و نعني به الإرهاب الذي تمارسه الدول عموما و الدول العظمى خصوصا و حلفائها مثل اسرائيل، و إرهاب الدول ضد مواطنيها).
يشير (روبرت دريفوس) في كتابه، لعبة الشيطان :دور الولايات المتحدة الأمريكية في نشأت التطرف الإسلامي) إلى فرضية أساسية ينطلق منها لإثبات الدور الأمريكي في دعم حركات الإسلام السياسي في مختلف الدول العربية والإسلامية. و و الفرضية التي يثبتها دريفوس هي (إن الولايات المتحدة الأمريكية من خلال سياستها لاحتواء المد الشيوعي و حصار الاتحاد السوفيتي، قامت بدعم الكثير من الحركات الإسلامية). كما يؤكد نعوم تشومسكي في كتابه قراصنة و اباطرة الإرهاب الدولي في العالم الحقيقي، على فكرة أساسية مفادها أن المسؤول الحقيقي عن الإرهاب الدولي في العالم هو الولايات المتحدة الأمريكية و حلفاؤها، و و يؤكد على عدم قدرة احد على بيان هذه الحقيقة كون الولايات المتحدة الأمريكية تمثل الإمبراطور و حلفاؤها يمثلون الاباطرة في قصة القديس اوغسطين المذكورة سابقا.
و تؤكد الدراسات في مجال الحروب في العالم، إلى أن العالم شهد خلال الفترة من عام 1990-2005، و مائة و أربعة عشر (114) نزاعا مسلحا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تدعم أو تبيع السلاح الي 76% من طرفي النزاع. كما تشير بعض الدراسات إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، الإمبراطورية الأكثر استخداماً للعنف و القوة العسكرية في سياستها الخارجية في التاريخ.

ب- إرهاب التجزئة الخاص باللصوص الصغار، و هو الإرهاب الذي تمارسه جماعات مسلحة و أفراد ضد دول أو أهداف مدنية (كالقاعدة وداعش و جيش ميتشغن و منظمة الباسك...).
وهنا تجدر الإشارة إلى أن استخدام العنف ضد المدنيين، أمر مرفوض و يقبله اي دين و اي انسان عاقل، و هو أمر متفق عليه بين دول و شعوب و مجتمعات العالم كافة. و تجدر هنا الإشارة إلى أن هناك خلط متعمد بين الاتهام بالإرهاب لحركات و جماعات مسلحة تقاوم الاحتلال و بين حركات و منظمات تمارس العنف لتحقيق أهداف سياسية. و لعل نموذج حركات مقاومة الاحتلال في فلسطين المحتلة، ضد الإحتلال الإسرائيلي كحركة حماس و حركة الجهاد الإسلامي، و حزب الله في لبنان و غيرها، و هي حركات تمارس نشاطها السياسي و العسكري ضمن مبادئ الأمم المتحدة المتحدة في حق الشعوب في تقرير المصير و
الدفاع المشروع عن النفس. إلا أننا بتنا نشاهد إدراج هذه الحركات في قائمة الإرهاب من قبل الإمبراطور و اباطرته، في إطار ما اسميته هندسة الإرهاب، و ذلك بهدف فرض رؤيا و توجه أيديولوجي و سياسي ليبرالي، يسوق لفكرة السلام و التسوية السياسية و يشيطن و يلصق تهمة الإرهاب بكل من يرفض تلك الايديولوجيا و رؤيتها للعالم.
و الإطار ذاته و في سياق مختلف
و تجدر الإشارة إلى أن هناك حركات و منظمات كانت تصنف من قبل الدول العظمى على أنها حركات مقاومة أو جهادية مشروعة، حين كانت تخدم مصالح الغرب في صراعه ضد الشيوعية و الاتحاد السوفيتي، كحركة طالبان و نواة القاعدة، و كان يتم وصف أفراد هذه الحركات بالمجاهدين، و بعد أن حققت الدول العظمى هدفها بانهيار الشيوعية و الاتحاد السوفيتي، و تحولت هذه الحركات إلى حركات إرهابية تهدد الأمن و السلم الدوليين. الأمر الذي يدلل بما لا يدع مجالا للشك_ كما بينت في بداية الجزء الأول من المقال _ على الحمولة الأيديولوجية و السياسية و المصلحية لمفهوم الإرهاب السائد على الساحة الدولية.

ثالثا :مدخل تفسيري لفكرة وصم الإسلام بالإرهاب و ظاهرة الاسلاموفوبيا.
يشير المفكر المغربي الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه "الأنا و الآخر"، إلى فكرة مفادها أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لا يستطيع العيش دون وجود آخر عدو يتصارع معه لينتصر عليه، و يورد مثلا انه بمجرد انهيار الاتحاد السوفيتي و منظومته الاشتراكية تمت إزالة الخطر الأحمر الشيوعي من الخارطة، و و ظهر ما يسمى بالخطر الأخضر، و في اشاره إلى الإسلام و دول العالم الإسلامي. و هي ذات الفكرة التي أكد عليها ادودرد سعيد في كتابه الاستشراق، فالشرق شرق و يبقى هناك، والى الصورة السلبية للشرق التي رسمها مؤرخي و أدباء الغرب عن الإنسان الشرقي و بالطبع الصورة تشمل المسلم و العربي.
و في ظل الترويج الإعلامي الغربي الأمريكي لفكرة الخطر الأخضر القادم، أطل المفكر الأمريكي الياباني الأصل فوكوياما في كتابه نهاية التاريخ و خاتم البشر، الذي أعلن فيه عن نهاية التاريخ و ذلك بإعلان انهيار الشيوعية و سقوط الاتحاد السوفيتي و كتلته الاشتراكية، و انتصار الغرب يقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و بالتالي تعميمم القيم الليبرالية الرأسمالية على العالم، كونها القيم الأفضل للسياسة و الاقتصاد و لن يأتي أفضل منها كونها تمثل نهاية تطور الفكر الإنساني. إلا أنه في نهاية كتابه اشار الى جيوب مقاومة دينية و قومية تقف في طريق عولمة النموذج الليبرالي الرأسمالي.
و في هذا الإطار و للخلاص من جيوب المقاومة التي تقف حجر عثرة في طريق عولمة النموذج الليبرالي الرأسمالي، ظهر كتاب المفكر الأمريكي صموئيل هانتغتون صدام الحضارات، و الذي بين فيه أن الصراع في العالم تطور بشكل خطي من صراع بين قبائل إلى صراع بين شعوب انتقل الى صراع بين إمبراطوريات ثم صراع بين دول انتقل الى صراع بين ايديولوجيات و أن المرحلة النهائية و آخر مراحل الصراع هو الصراع أو الصدام بين الحضارات، و قد حصر الحضارات التي ستتصارع بالحضارة الغربية و الحضارة الإسلامية و الحضارة الكونفوشية.
و ظهر كتاب شمعون بيريز الرئيس الإسرائيلي السابق، والذي بشر فيه بولادة شرق أوسط جديد، و سمته نهاية فكرة القومية العربية، و جامعة الدول العربية الممثلة الرسمية للفكرة.
الأمر الذي يهدف إلى القضاء على جيوب المقاومة لعولمة النموذج اللبيرالي الرأسمالي، و ذلك بإعلان الحرب على الإرهاب(مسمى موارب بإعلان الحرب على الإسلام الإسلاميين)، و القضاء على جيوب المقاومة القومية (الحرب على العراق و إنهاء نظام البعث، الأزمة الجزائرية، و اخير الأزمة السورية).
و قد ترافق مع هذه الكتابات الغربية، إطلاق حملة العداء للإسلام من قبل مراكز أبحاث و باحثين عرب علمانيين و ملحدين، من خلال كتب و أبحاث و برامج تلفزيونية و مقالات صحفيه و صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر افكار العداء للإسلام و أصحاب الفكر الإسلامي من مفكرين و أحزاب و حركات اسلامية و مراكز تحفيظ القرآن الكريم، و التشكيك في التاريخ الإسلامي و القرآن و وصفه بكتاب يحث على الإرهاب، إضافة إلى التشكيك بالفقه الإسلامي، و كتب الفقه و الحديث كالبخاري و مسلم، تحت مسمى إعادة قراءة التاريخ و التراث الإسلامي، كطريق للنهضة و التقدم. لكن حجم العداء و الكراهية و التشكيك في كل ما هو إسلامي
و يظهر بما لايدع مجالا للشك، و ان كل هذا يتم في سياق فكرة صدام الحضارات و ظاهرة
الاسلاموفوبيا، و ان أصحاب هذه الأفكار ليسوا أبرياء و إنما هم وكلاء الغرب و امريكا في العالم العربي و الإسلامي.
وهنا يجدر التساؤل الإشارات التي تصدر من وكلاء الغرب في بلادنا عن الفكر التنويري و التنويرين مقابل القوي الظلامية و الظلاميين كوصف يوصف به كل من كان منطقه إسلاميا حتى لو كان أكبر المفكرين و الفلاسفة كالمفكر المغربي طه عبدالرحمن و غيره من الباحثين و المفكرين. فأنت إذا كان منطلقك في التنظير للنهضة منطلقا إسلاميا، و فأنت ظلامي تريد إعادتنا إلى الكهف، و الماضي و ترفض الحداثة و الفكر الحداثي، فمسار النهضة و التقدم عندهم مسار واحد لا ثاني له، أنه مسار الفكر المادي العلماني اللبيرالي الرأسمالي، التحرر من الدين و التاريخ و الحضارة الإسلامية.
و على الرغم من أن مفكرا عالميا متخصصا في قضايا التنمية و الحضارة كالمفكر المغربي المهدي المنجرة و الذي عمل كخبير في التنمية لدى الأمم المتحدة، و و أشرف على الكثير من قصص النجاح في دول العالم في مجال النهوض و التنمية، قد أكد مرارا و تكرارا، و ان تجاربه في دول العالم أثبتت انه لايمكن لدولة أو أمة النهوض إلا بلغتها منطقة من تاريخها الحضاري كأساس و مستفيدة من تجارب الآخرين، و لا على أساس التنكر لتراثها الحضاري و لغتها و ماضيها.

انطلاقاً مما سبق و بناءً عليه، يثبت لنا مصدر فكرة وصم الإسلام والمسلمين بالإرهاب، حيث ثبت لنا بالدليل العلمي، أنها فكرة ذات نسب أيديولوجي و ذات بعد سياسي و هدف مصلحي، يسعى إلى القضاء على أي نموذج حضاري يقف في طريق عولمة النموذج اللبيرالي العلماني الرأسمالي في جميع أنحاء العالم.
و تثبت لنا الدراسات العلمية مدى كذب و وهن فكرة أن الإسلام دين مولد للإرهاب و ان المسلمين هم الأكثر ممارسة له في العالم. فتثبت الباحثة الأمريكية في معهد ماساشوستش للتكنولوجيا (نيكول اركو) الدكتوره في العلوم السياسية، و و التي عاشت سنتين في إسرائيل و الضفة الغربية و غزة، و أعدت دراسة بعنوان "القنابل البشرية" :إعادة النظر في الدين و الإرهاب. فتأكد لديها بلغة الأرقام أن هناك أكثر من 10000 عشرة آلاف مدرسة دينية مثلا في باكستان لم نجد من خريجيها الا انتحاريين اثنين فقط أحدهما في أفغانستان و الآخر من ضد غزو العراق. كما تشير الدراسة ذاتها إلى أن 8% فقط من السلفية الجهادية قدموا من مدارس دينية داخلية، و في حين أن 78% منهم التحقوا بالشبكات الجهادية في غالب الأحيان في بلدان أوروبية و أمريكية، و بسبب الضغوط النفسية و السياسية الإجتماعية و الإقتصادية و الإعلامية التي يتعرضون لها. و استنتجت الباحثة في ختام دراستها إلى أن "الإسلام ليس دافعا للإرهاب، و لكن يستلهمونه و يبررون أفعالهم العنيفة بخطاب إسلامي، كما أكدت أن الدافع الرئيسي للإرهاب هو (الشعور بالإهانة)، وليس الإسلام.". و هو الأمر الذي اكدة المفكر المغربي المهدي المنجرة في كتابه الإهانة في عهد الميغامبريالية.
و في السياق ذاته، تجدر الإشارة إلى أن العنف و الإرهاب ليس من ابتداع دين أو جنس أو فكر معين. بل ربما يكون لمحاربي العنف و الإرهاب قصب السبق في ذلك، و فقد أكد محمد بن عبدالله السلومي في كتابه "القطاع الخيري و دعاوى الإرهاب" _بلغة الأرقام _أن وكالة المخابرات الأمريكية كانت وراء العديد من الأعمال الإرهابية، و تدريبا أو رعاية أو تخطيطا أو دعما مباشرا أو غير مباشر و خصوصا في المنطقة العربية. فقد دبرت حادثة تفجير سيارة مفخخة في بيروت الغربية على أيدي كتائب خاصة في مارس 1985اسفرت عن مقتل 150 شخصا، و و تورطت في حوادث قتل من قبل منظمة الكونترا في نيكارجوا، فضلا عن تديرها لعدة انقلابات و أعمال شغب في جهات متعددة في العالم خصوصا في أمريكا اللاتينية و أفريقيا و آسيا.
و في السياق ذاته، و ضمن فكرة ايديولوجيا الإرهاب، و خصمها الأساسي الاسلام و المسلمين، فقد ذكرت جريدة الشرق الأوسط في عددها ليوم23نوفمبر تشرين ثاني 2002 أن السفير الأمريكي في مصر طالب بإغلاق خمسة و عشرين25 جمعية دينية، بدعوى علاقتها بالقاعدة و الحقيقة أن طلب الإغلاق راجع إلى كونها قامت بدور قوي في تفعيل مقاطعة المنتجات الأمريكية.
اما في اوروبا و الإرهاب في الإتحاد الأوروبي، و فإن الدراسات تثبت ادلجة الإرهاب، حيث تثبت الدراسات التي قامت بها منظمة الشرطة الأوروبية في تقريرها عن وضع و اتجاه الإرهاب في دول الاتحاد الاوروبي، و ان في سنة 2006 مثلا حدثت 424 عملية إرهابية قامت بها منظمات انفصالية، و 55 عملية قامت بها منظمات يسارية، و 18 عملية قامت بها منظمات إرهابية مختلفة، و عملية واحدة نفذها مسلم في ألمانيا اي ان نسبة 2'0% من العمليات فقط نفذها مسلموا أوروبا، و مع ذلك فإن عدد المعتقلين المسلمين بتهمة الإرهاب وصل إلى 257 من أصل 706 معتقل مسلم بنسبة 4'36%، في حين لم يعتقل من الانفصاليين سوى 226 معتقل بنسبة 32% رغم أن نسبة عملياتهم بلغت 1'85%، و مع ذلك اعتبر التقرير أن " مواجهة الإرهاب الإسلامي تعتبر بمثابة أولوية بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي". و أليس هذا ادلجة لمفهوم الإرهاب؟!!
كما أن ربط الإرهاب بالوطن العربي أو الشرق الأوسط، هو جزء من ادلجة الإرهاب و الكذبة الكبرى لربط الإرهاب بالإسلام و المسلمين، و فالدراسات تشير إلى أنه من بين 355 عملية إرهابية سنة 2091 عدت إرهابا، 29 عملية منها فقط حدثت في الشرق الأوسط، و و201 عملية في أمريكا اللاتينية و مع ذلك لم نسمع عن الإرهاب اللاتيني أو الكاثوليكي، و لكننا سمعنا الكثير عن الإرهاب الإسلامي. و و في إحصائية لوزارة الخارجية الأمريكية بين عامي 1997-2002اعتبرت 77 عملية سنة 2002 بمثابة عمليات إرهابية ضد أهداف أمريكية 46 منها في أمريكا اللاتينية و 16 عملية في الشرق الأوسط.
لعل هذه الدراسات و الأرقام تؤكد ما ذهبنا آلية من فكرة ادلجة مفهوم الإرهاب، و الجانب السياسي و الاقتصادي و المصلحي و راء إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام و المسلمين. فالمسلمين بالأرقام هم الأقل في إعداد العمليات الإرهابية في دول العالم و مع ذلك هم من يتصدرون مشاهد العنف و الإرهاب على شاشات التلفاز و منشيتات الصحف العالمية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد