صحيفة السوسنة الأردنية

رام الله - السوسنة

بيعت،  الخميس، لوحة السيّارة المميّزة رقم "H-1-1" في رام الله بمبلغ مليون شيكل، أي ما يزيد عن ربع مليونِ دولارٍ أمريكيّ، في مزادٍ علنيّ نظمته وزارة المواصلات الفلسطينيّة.
وكانت الوزارة في وقتٍ سابقٍ من الأحد الماضي، وعبر موقعها الرّسميّ، أعلنت عن "مزادٍ علنيّ لأرقام مميّزة للوحاتِ تمييز المركبات"، وقد ضمّ إعلانها قائمةً بعشرينَ رقمٍ، فيما تراوح الحدُّ الأدنى الذي تبدأ فيه المزايدة عليها من 80 ألف شيقلٍ، إلى 150 ألف شيقل.
وكانت الوزارة طالبت في بيانها الراغبين في دخول المزايدة بدفع شيكٍ بنكيّ مصدق بقيمة 10% من قيمة الحدّ الأدنى للرقم المطروح للمزايدة، والذينَ يرغبونَ في المزيادة عليه.
المزاد أثار ردودَ فعلٍ رافضة وساخرة في الشّارع الفلسطينيّ، رغم أنّ قيمة هذه اللّوحات ستذهب للموازنة العامّة كما قالت الوزارة، إلّا أنّ الوضع الاقتصاديّ الفلسطينيّ المتدهور جعلَ الشّارع ينظر إلى الأمر بعينِ الارتياب والغرابة. ففي الوقت الذي يباع فيه رقمٌ بنحو ربع مليون دولار، هناك عشراتُ آلافِ الموظفين الحكوميين يتقاضون منذُ أكثر من عامٍ 80٪ من راتبهم الشّهري، وكان المعلّمون دخلوا إضرابًا طويلًا الربيع الماضي مطالبين بعدد من الحقوق أبرزها الراتب الكامل، في ظلّ زياداتٍ مهولةٍ في الأسعار تشهدها الأراضي الفلسطينيّة حسبَ اقتصاديين.
الأمر الملفِتُ أنّ المزادَ شهدَ إقبالًا، وهذا يدلّ ربما على تعمُّق الفجوة بين طبقاتٍ اقتصاديّة داخل المجتمع، وتعمّقها أيضًا على صعيد أولويّات الشّارع في الفترة الحاليّة، خاصّة في ظلّ توحش حكومة الاحتلال اليمينيّة ورغبتها في نقل تأزّمها الداخليّ، إذْ كان أشار تقريرٌ لوزارة الصّحة الفلسطينيّة أنّه استشهِدَ، في النّصف الأول من العام الحالي، 180 شهيدًا، فيما بلغ عدد الإصاباتِ نحو 6000 إصابة.