مخاوف من تزايد الإصابات .. الأردن يتحرك

mainThumb

02-08-2023 02:18 PM

عمان - السوسنة

بات مرض السرطان من الأمراض المنتشرة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، لعدة عوامل أبرزها التدخين ونمط الحياة غير الصحي، وتزايد عدد السكان والتلوث وغيرها الكثير.

وفي هذا الشأن، يخوض الأردن حربا مفتوحة ضد مرض السرطان الخبيث من خلال وزارة الصِّحة ومركز السرطان العسكري ومركز الحسين للسرطان بدءا بالوقاية وانتهاء بالعلاج ذي الكلفة المرتفعة جدا على أمل حفظ الحياة للمصابين بهذا المرض.

مختصون ومسؤولون بهذه الصروح الطِّبية الهامة يؤكدون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أنَّ هناك عوامل عدة تسهم بخفض الفاتورة العلاجية للمرضى المصابين بالسرطان أهمها الجانب الوقائي، وترسيخ ثقافة الكشف المبكر للإصابة، مشيرين الى أن تكلفة علاج الحالة الواحدة تصل إلى عشرات الآلاف من الدَّنانير.

وكشف هؤلاء عن 1239 حالة سرطان متقدمة في آخر سجل وطني للسرطان عام 2018 وهو مؤشر مؤسف في ظل توقع ازدياد الأعداد تبعا لزيادة أعداد السكان وزيادة العوامل المؤثرة في الإصابة مثل التدخين والبدانة وأنماط الحياة غير الصحية، وهو ما يستدعي وضع استراتيجية طويلة المدى للتعامل مع الزيادة المتوقعة للإصابات.
وأشاروا إلى أن 20 -25 بالمئة من حالات السرطان في الأردن مرتبطة بالتدخين، معتبرين أن مكافحة التدخين تحتل مرتبة متقدمة في سلسلة الوقاية من السرطان.

رئيس قسم مكافحة السرطان بوزارة الصحة الدكتور عبد الله معتوق قال، إنَّ من أنجح وأهم الطرق بعلاج السرطان الكشف المبكر عن الإصابة من خلال المسح الطبي أو ما يطلق عليه برنامج المسح الوطني وأبرز الأمثلة على ذلك البرنامج الأردني لسرطان الثدي الذي يعمل على فحص السيدات بأعمار معينة بهدف الكشف عن المرض بمراحله الاولى حيث تزداد فرص الشفاء وتقل تكاليف العلاج الى حد كبير.

وأضاف، إنَّ هناك برنامجين قيد الدراسة يعمل عليهما قسم السيطرة على السرطان بوزارة الصحة أحدهما سرطان القولون والمستقيم والآخر سرطان عنق الرحم بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية والقطاع الخاص ومركز الحسين للسرطان.

وأشار الى مبادرة فاز بها الاردن على مستوى العالم مع مستشفى "سانت جود" الاميركي يهدف الى مساعدة الأردن بأدوية لعلاج سرطانات الأطفال حيث أنجزت المرحلة الأولى ويجري العمل على المرحلة الثانية.

ولفت إلى أنَّ الأردن أجرى عمليات نوعية لسرطانات الدماغ بنجاح وبدون مضاعفات بالإضافة إلى عمليات في سرطان الكبد والكلى والرئة، مشيرا الى أن في مستشفى البشير قسما للطب النووي يعالج سرطان الغدة الدرقية بأحدث الأجهزة.

ويبلغ عدد الأطباء الحاصلين على البورد في المملكة بتخصصات أمراض السرطان 158 طبيبا حسب الأرقام الصادرة عن نقابة الأطباء، بحسب الدكتور معتوق.

ويشير مدير مركز الأورام العسكري العميد الطبيب عبد الحميد العدوان إلى انَّ جهود مكافحة السرطان تحتاج إلى تعاون من كل المؤسسات الصحية في الأردن؛ لأنَّ أعداد المرضى أصبحت مؤرقة، مشيرا الى عدد الحالات ونسب الشفاء مرتبطة بالتوعية الإعلامية.

وأشار الى العدوان الى مركز الاورام العسكري الذي افتتحه جلالة الملك عبدالله الثاني في 3 آب 2021 حيث بدأت كوادره العمل بخطى ثابتة لعلاج مرضى السرطان والتخفيف من آلامهم، مبينا أنَّ السعة الاستيعابية للمركز تبلغ 140 سريرا وتمت إضافة 30 سريرا من مستشفى الملكة علياء نظرا لازدياد أعداد المرضى المستفيدين من خدمات المركز.

كما لفت إلى وجود قسم عناية مركزَّة يحتوي على 6 أسرة، إضافة إلى قسم زراعة نخاع العظم الذي يحتوي على 4 غرف مخصصة لهذا الغرض وقسم أشعة علاجية مجهز بـ 3 مسارعات لمعالجة المرضى، إضافة الى أجهزة العلاج الداخلي لسرطانات الرحم ومختبر آلي لأمراض الدم بقدرة ألف عينة بالساعة وجهاز لإشعاع الدم وقسم للخلايا الجذعية والمختبر البيولوجي.

ويبلغ عدد مراجعي المركز يوميا 200 مريض ومراجعي أمراض الدم وجراحات الأورام وخاصة الثدي يصل إلى 100 مراجع، ويعمل المركز بنظام الفترتين الصباحية والمسائية لتخطي موضوع الضغط على العيادات.

وأضاف، إنَّ المركز يتميز بإجراء عمليات نوعية كعمليات ترميم الثدي بعد الجراحة بأيدي أطباء على درجة عالية من التأهيل والتخصص في مجال معالجة مرضى الأورام، وهناك مبادرات في موضوع الكشف المبكر عن هذا المرض.

ويحتوي المركز، كما يقول العدوان، على قسم لزراعة نخاع العظم حيث أجريت هذه العملية في المركز لما يزيد على 60 مريضا مع نسب شفاء عالية جدا تضاهي النسب العالمية.

مدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور قال، إنَّ الناس يخطئون حين يعتقدون أن مكافحة السرطان تنحصر فقط بعلاجه، موضحا أن التصدي لهذا المرض طيف واسع يبدأ من الوقاية ثم الكشف المبكر ثم العلاج، إضافة الى توفير الرعاية التلطيفية، ومتابعة الناجين من المرض.

وأضاف، إنَّ الأردن هو الأكثر تميزاً بمعالجة السرطان وقطع شوطاً كبيراً للوقوف بين مصاف الدول المتقدمة في هذا الجانب، لكنه أشار الى أن جهود الوقاية من هذا المرض محلياً ما زالت دون الطموح، وأن الوعي بضرورة اللجوء إلى عمل فحوصات الكشف المبكر ما يزال دون المستوى المطلوب، مؤكدا أن تشخيص المرض في مراحل متأخرة يضاعف العبء على المركز الذي يقدم العلاج لـ 55 بالمئة من مرضى السرطان الأردنيين.

ولفت إلى أنَّ عدد الأسرّة المخصصة لعلاج مرضى السرطان في المركز بالكاد تفي بالحاجة، معربا عن اعتقاده بأن التخطيط للمستقبل لمكافحة هذا المرض تستدعي إنشاء المزيد من المراكز الطبية المتخصصة، وتوفير المزيد من الأسرة لاستيعاب تزايد أعداد المصابين سنويا.

ولفت إلى أنَّ آخر احصائية للسجل الوطني للسرطان أشارت إلى تسجيل ما يزيد على 7 آلاف حالة عام 2018 وفي ضوء استمرارية تسجيل إصابات جديدة بالسرطان، يتوقع بأن هذا الرقم مرشح للارتفاع وقد يصل عدد المرضى إلى 10 آلاف حالة بين الاردنيين سنويا إضافة إلى حوالي (2500) مريض موزعين بين مرضى عرب ولاجئين.

وبين أنَّ سعة المركز تبلغ 352 سريراً للبالغين والأطفال، وهو عدد غير كاف حيث يضطر المركز للاعتذار عن قبول عدد من المرضى بسبب محدودية القدرة الاستيعابية.

وقال، إن المركز يحتوي على ستة 6 مسارعات خطية حديثة للأشعة العلاجية، ويعمل على توفير جهازين إضافيين خلال الأشهر الثلاثة القادمة لمواجهة الزيادة في أعداد المرضى، وهناك 12 غرفة للعمليات مجهزة لإجراء عمليات إزالة أورام السرطان، وأدخل المركز مؤخراً الجراحة "الروبوتية".

وأشار الى استحداث العلاج الموجّه والعلاج المناعي للتعامل مع عدد من الأورام منها سرطان الرئة والجلد والمثانة وغيرها حيث أن العلاج المناعي هو نوع من أنواع العلاجات ويحقق نسب شفاء عالية.

وأشار الى أن المركز استثمر كثيراً في مجال التشخيص من خلال توفير أجهزة الشخيص الحديثة بالأشعة أو استخدام الطب النووي أو التشخيص الجيني حيث يجري تحليل لجينات الورم للوصول إلى فهم حول وجود جينات مورّثة من الآباء إلى الأبناء ودراسة الطفرات الجينية وفهم طبيعتها لتمكين الأطباء من توجيه علاج معين لها.

وبين أن كلفة علاج مرض السرطان باهظة جداً وهي في تزايد سنوي مع ظهور أنواع جديدة من الأدوية البيولوجية وأدوية المناعة التي تقدّر تكلفتها السنويّة للمريض الواحد من 80 - 100 ألف دينار وتعطى لسنوات طويلة ما يحدّ من قدرة بعض الدول محدودة الموارد على مواكبة تطورات الأدوية والعلاجات المستخدمة.

وأشار إلى أن 20 -25 بالمئة من حالات السرطان في الأردن مرتبطة بالتدخين، حيث سجل كل من سرطاني القولون والرئة لدى الرجال نسباً عالية، لافتا الى أن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعا عند السيدات حيث أن 4 سيدات من كل 10 مصابات بهذا النوع من السرطان.

وأوضح أن هناك حوالي 30 بالمئة من السيدات الأردنيات اللاتي شخّصن بسرطان الثدي في مراحل متأخرة، وإذا لم نصل إلى نسبة 5 بالمئة فهذا يعني الاضطرار لإجراء عمليات جراحية كبيرة واللجوء إلى العلاج الكيماوي وهذا ينطبق على سرطان القولون.

وأكد أنَّ عدد المرضى الذين خضعوا للعلاج في مركز الحسين للسرطان منذ افتتاحه تجاوز 70 ألفاً بمعدل (6) آلاف حالة جديدة كل سنة، لافتا الى أن نسبة الشفاء في سرطانات الاطفال تتجاوز 70 بالمئة وبعض أنواع السرطان مثل "لوكيميا الدم" تصل إلى 90 بالمئة وتبلغ نسب النجاح في عمليات زراعة نخاع العظم حوالي 70 بالمئة، ونسب شفاء المصابات بسرطان الثدي في مراحله الأولى تصل إلى 90 بالمئة.

مدير مركز سميح دروزة للأورام الدكتور منذر الحوارات قال إنَّ المركز هو جهد مشترك ما بين مركز الحسين للسرطان ووزارة الصحة ومستشفى البشير وجمعية "همتنا" وهي جمعية مجتمع مدني أخذت على عاتقها تجهيز مكان معين بوزارة الصحة والتعامل مع المتبرعين حيث تم انجاز هذا القسم الذي يدار من قبل مركز الحسين للسرطان وكوادر عاملة في العيادات الخارجية.

وأضاف، بدأنا بالتدرج من بمعالجة سرطان الثدي وسرطانات الجهاز الهضمي مثل القولون، المريء، البنكرياس، الكبد المعدة ، ثم سرطان الرئة وسرطانات الجهاز البولي والتناسلي: البروستات والمثانة، وبدأ المركز بعلاج اللوكيميا بمتابعة أطباء مستشفى البشير والتعاون مع مركز الحسين للسرطان، لافتا الى أن المركز تعامل خلال عام وثلاثة شهور من افتتاحه مع 1100 مريض.

وقال، إنَّ الخطة الرقمية لمركز سميح دروزة تسير قدما إلى الامام بطريقة تبشر بأن هذا المركز يمكن أن يتحول في وقت قريب إلى نقطة انطلاق لتطوير علاج السرطان في القطاع الحكومي.

إقرأ أيضا: 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد