صحيفة السوسنة الأردنية

السّوسنة

بعدَ أحدَ عشر قتيلًا، ونحو ستينَ جريحًا، أعلنت هيئة العمل الفلسطينيّ المشترك في لبنان، التّوصلَ إلى اتفاقٍ على وقفِ إطلاقِ النّار في مخيم عين الحلوة، بعد اشتباكاتٍ مسلّحة اندلعت منذُ مساء الأحد في المخيّم بين الفصائل الفلسطينيّة.
وقالَ أمين سرّ فصائل منظمة التّحرير في لبنان، فتحي أبو العردات، إنّ الاتفاقَ يقوم على سحب المسلّحين، وتكليف لجنةِ تحقيق لكشفِ المتورطين في مقتل قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا.
وأكّد أنّ اللقاءات التي عُقدت خلالَ اليومين الماضيين في مقرّ حركة "أمل"، ومقر النائب في البرلمان اللبنانيّ أسامة سعد، طالبت بتسليمِ القتلة إلى الدّولة اللبنانية والقضاء اللبناني، بناءً على الاتفاق السابق لهيئة العمل الفلسطيني المشترك، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتشكيل لجنة تحقيق فلسطينيةٍ مشتركة.

الاشتباكات الفلسطينيّة – الفلسطينيّة أعادت إلى الواجهة في لبنان عددًا من التّساؤلاتِ الملحّة حول وضع المخيّمات الفلسطينيّة والفصائل المسلّحة. التي وبموجبِ اتفاقٍ ضمنيّ، يعود إلى سنوات طويلةٍ، لا يدخلها الجيش اللبنانيّ، تاركًا مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم.
وقد رفض رئيسُ حكومة تصريف الأعمال اللبنانيّة نجيب ميقاتي، ما أسماهُ استخدامَ بلادِهِ ساحةً لتصفيةِ الحسابات، كما دعا الأمينُ العامُ لحزب الله اللبنانيّ، حسن نصر الله، إلى وقفِ القتالِ بأيّ شكلٍ في المُخيّم والاحتكامَ إلى القَضاء، حيثُ وصَفَ ما يَجري هناكَ بأنّه "مؤلمٌ لأنّه يمسُّ الجميعَ وفيه تهجيرٌ وسفكُ دماء".
في حين قالَ الجيش اللّبنانيّ إنّه وإثْرَ الاشتباكاتِ داخلَ مخيّم عينِ الحلوة، سقطت قذيفة في أحدِ مراكِزِه العسكريةِ، وأشارَ إلى أنَّ مراكز ونقاط مراقبةٍ تابعةٍ له تعرضت لإطلاق نار، مما أدّى إلى إصابةِ عددٍ من العسكريينَ بجروح.

أمّا دوليًا، فكانَ صرّح المتحدّثُ باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة، ماثيو ميللر، في إفادةٍ صحفيّة، الثلاثاء، إنّ الولايات المتحدة تواصل متابعة التقارير "المقلِقة" عن تصاعدِ العنفِ في مخيمٍ للاجئين في لبنان.
في حين ردّت الرئاسة الفلسطينيّة على ما يجري ببيانٍ مقتضب قالت فيه: "عملنا طوال السنوات الماضية، وبجهد كبير للحفاظ على استتباب الأمن والاستقرار وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية، وسنبقى على هذا الطريق للحفاظ على أمن وسيادة لبنان، وحماية أبناء شعبنا في المخيمات وتحت سيادة القانون والأمن اللبنانيين".

ويعد مخيم عين الحلوة أكبر المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان، إذْ يؤوي أكثرَ من 54 ألفَ لاجئٍ فلسطينيّ، من مجمل أعداد اللاجئينَ الفلسطينيينَ المسجلين لدى الأونروا في لبنان، والذينَ يبلغ عددهم 450 ألفًا، ويعيشُ معظمهم في 12 مخيمًا رسميًا للاجئين.