امتحانات التوجيهي ومقياس الطالب

mainThumb

12-07-2023 03:24 AM

لا شك في كل عام تستعد الأسر الأردنية لاستقبال امتحانات الثانوية العامة، أسابيع حاسمة من القلق والتوتر يصاحبان تلك الفترة لا يمكن أن تبارحا أحداً. فجميع طلاب الثانوية العامة يشعرون بضغط نفسي حاد، محاولين أن يقدموا حصيلة ما تعلموه في سنوات دراستهم، فشهادة التوجيهي تعتبر بوابة عبور نحو الجامعة حلم العديد منهم.
إن الكفاءة في وضع أسئلة امتحانات الثانوية العامة يستطيع أن يقيسها الطالب نفسه، فمدى صعوبة أو سهولة تلك الأسئلة تعتمد على مدى قوة مذاكرة الطالب واسترجاعه للمعلومات التي درسها وتمكنه من تحليلها واستنباط الحلول الصحيحة لها. لذا تعد امتحانات الثانوية العامة من أكثر الاختبارات دقة وحرفية في صياغتها لتناسب جميع المستويات من غير أن يكون هناك أي نوع من الغبن لأي شريحة من شرائح الطلاب المتفاوتين في قدراتهم ونسبة ذكائهم، فليس من المنطق أن تكون سهلة بالمطلق أو صعبة بحيث يعجز الطالب عن حلها حتى المتفوق منهم، فمن المفضل أن تكون الأسئلة متوسطة المستوى ما بين الصعوبة المعقولة والمتوسطة والسهلة، لضمان تحقيق عدالة بين الطلاب تجنباً أن تكون مبهمة يتفاجيء بها الطالب فيصاب بالصدمة ويعجز عن حلها.
قياس مستوى أسئلة التوجيهي بالإمكان التعرف عليها من خلال ردة فعل الطلاب أنفسهم، فالسنوات الماضية حفلت بأبحاث علمية تربوية رصينة استطاعت أن تقيس مدى رضا الطالب عن أسئلة الثانوية العامة للتعرف على الإيجابي والسلبي منها، ويفتح مجالاً للنقاش والجدال فيها ومدى ملاءمتها لمستوى الطالب سواء المتفوق أو المتوسط أو الضعيف. لا يمكن في هذا السياق أن تنتهي جدلية امتحانات الثانوية العامة في المستقبل المنظور ، إلا إذا تم تبني آليات أخرى لقياس التحصيل العلمي للطالب خلال ما يقارب إحدى عشرة سنة من الدراسة والمثابرة والجهد المتواصل، فكثير من الدول خاصة المتقدمة تعتمد على منهجيات مختلفة ومرنة لقياس التحصيل العلمي الذي يخرج به الطالب من سنوات طويلة من الدراسة والمذاكرة، ولن نتمكن على الأقل في الأعوام القادمة هنا في الأردن أو حتى الوطن العربي، استنباط أدوات قياس جديدة وعصرية تقيس مدى قدرة الطالب على الفهم والاستيعاب للمادة العلمية غير امتحانات الثانوية العامة!
ختاماً:
نتمنى أن يمن الله على أبنائنا الطلبة النجاح والتوفيق في امتحانات الثانوية العامة، وتدخل الفرحة قلوب وبيوت الأردنيين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد