لعنة العسكر ومستقبل السودان
وفي حكم المتعارف عليه، فإن الدفاع عن الوطن فرض وجوب، وهو أيضاً حق مشروع على القادرين من مواطنيه في آن معاً. فهو واجب، لأنه يلزم الفرد من مواطنيه التضحية بالغالي والنفيس ضد من تسوّل له نفسه الاعتداء عليه، وبهدف أن يعيش حراً من أغلال الاستعباد وأصفاده. وهو حقٌ، لأن الانتماء إلى وطن يمنح بالضرورة مواطنيه حقوقاً، ومن ضمنها، وفي مقدمتها، يبرز الحق في الدفاع عنه.
إلا أن واجب أو حق الدفاع عن وطن، مثل غيرها من الواجبات والحقوق الأخرى، كثيراً ما تكون عرضة، في كثير من الأوطان، إلى التضييق أو التغيير. فتصير الواجبات، وما يترتب عليها قانوناً من عقوبات إزاء التهاون في أدائها، حكراً على فئات كثيرة من الشعب أو الأمة. وتصبح الحقوق، وما يترتب عليها من امتيازات، حكراً على فئة صغيرة.
وما دعاني للحديث عن هذا الموضوع، هو أنني، في الأسبوع الماضي، من خلال متابعتي لأخبار جريمة الحرب الدائرة في السودان بين قادة الجيش و«قوات الردع السريع»، لفت انتباهي خبر يتناول دعوة وجّهها الجنرال عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، عبر القنوات التلفزية، إلى الشباب السوداني بالمسارعة بالتطوع في الجيش للدفاع عن الوطن!!
تلك الدعوة تستدعي بالضرورة سؤالاً؛ عن أي وطن كان الجنرال البرهان يتحدث، ويطلب من الشباب المسارعة إلى الدفاع عنه؟ هل كان، مثلاً، يقصد بالوطن، السودان الذي كان يتقاسم حكمه منافسه وعدوه في آن الجنرال حميدتي، أم كان يقصد بالوطن، السودان الذي كان الشباب السوداني يتعرضون إلى الموت في سبيله، في شوارع العاصمة الخرطوم، برصاص الجيش و«قوات الردع السريع» معاً، في الأيام السابقة للحرب، وهم يطالبون بالعودة إلى الحكم المدني والديمقراطية؟
هل نلوم ذاكرة الجنرال عبد الفتاح البرهان في قدرتها على محو جرائم القتل تلك التي ارتكبتها قواته بالمشاركة مع قوات شريكه سابقاً ضد الشباب السوداني، عقب انقلابهما الفجائي على الحكومة المدنية، وفرض الحكم العسكري مجدداً؟
ولماذا، وبأي منطق، يسارع شباب في مقتبل العمر، إلى التضحية بحيواتهم بالتطوع في قوات جيش وقوات ميليشوية كانوا يوجهون رصاص بنادقهم إليهم في شوارع الخرطوم، لا لشيء إلا لاحتجاجهم سلمياً ضد تواصل الحكم العسكري، ولمطالبتهم سلمياً بخروج العسكر إلى معسكراتهم، وإجراء انتخابات ديمقراطية؟
لعنة حكم الجنرالات لعنة قديمة في السودان، بدأها الفريق إبراهيم عبود، مروراً بحكم الجنرال جعفر النميري، والجنرال البشير، ووصولاً إلى الجنرال البرهان وحليفه سابقاً، وعدوه حاضراً، الجنرال حميدتي. تلك اللعنة أعاقت نموه منذ بداية الاستقلال، وقادته نحو طرق المهالك، وأدت إلى تقسميه، وحرمته من نعمة الاستقرار والازدهار. وها هي تقوده الآن نحو هاوية الدمار، وتحوّل شعبه إلى قوافل من نازحين ومشردين ومهاجرين، وإلى جرحى وقتلى تحت الأنقاض، وتتيح فرصة تاريخية أمام أعدائه للانقضاض عليه، والتهامه.
متابعة أخبار الحرب الدائرة في شوارع وأحياء العاصمة السودانية وغيرها من المدن، في وسائل الإعلام، مدعاة للحزن والتأسي والألم. والذين أشعلوا نيرانها يعرفون مسبقاً نتائجها المأسوية، ومن سيدفع أثمانها المكلفة، إلا أنهم كعادتهم لا يبالون بالدمار وبالقتل، في سبيل الوصول إلى أهدافهم. كان الله في عون أهلنا وإخوتنا في السودان.
مهرجان الزيتون يقدم خدمة تتبع الزيت بنظام QR Code
الرئيس الأستوني: حل الدولتين ضرورة لتحقيق السلام الدائم
الحالة الجوية المتوقعة من الثلاثاء حتى الخميس
فعاليات تطوعية تجميلية في العقبة
موقع عبري يحدد موعد وقف إطلاق النار في لبنان
غالانت يصادق على إصدار 7 آلاف أمر تجنيد إضافي للحريديين
نشاطات توعوية ورياضية في مديرية شباب المفرق
بدء فعاليات أيام الرصيفة الثقافية
ورشة لتطوير استراتيجية الحماية المجتمعية في الطوارئ الصحية
غارة إسرائيلية على دمشق تستهدف قيادياً بارزاً في حزب الله
الجمعة البيضاء: تنزيلات تجذب الأردنيين في ظل ركود السوق
رحيل حسن يوسف ومصطفى فهمي .. ما علاقة ليلى عبد اللطيف
إحالة موظفين حكوميين للتقاعد وإنهاء خدمات آخرين .. أسماء
موعد تكميلية التوجيهي 2024 في الشتاء
مواطنون في منطقة وادي العش يناشدون الملك .. تفاصيل
الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية الشهر المقبل
أمطار وكتلة هوائية أبرد من المعتاد قادمة للمملكة .. تفاصيل
أمطار بهذه المناطق غداً .. حالة الطقس نهاية الأسبوع
أم تستغل ابنتها القاصر بالعمل مع الزبائن
حقيقة عدم تشغيل أردنيين بمول تجاري بالكرك
مصادر: أحمد الصفدي رئيسا لمجلس النواب العشرين
الجريدة الرسمية: صدور تعليمات استقطاب وتعيين موظفي القطاع العام
موسم زيتون صعب في الأردن وارتفاع سعر التنكة .. فيديو
إنهاء خدمات 36 موظفا في وزارة التربية .. أسماء