ليس هناك أدنى شك بأن الناس على الكرة الارضية خلقوا من نفس واحدة آدم عليه السلام وخلق الله له زوجه من نفسه وبعد ذلك تزاوجا ورزقهما الله بالذرية الذكور والإناث وبث منهما رجالا كثيرا وَنِسَاءً (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)). فالناس جميعا بغض النظر عن إختلاف ألوانهم ولغاتهم واعراقهم وأجناسهم (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22)) متشابهين في اجسادهم، فأشكال البشر تشبه بعضها البعض في مكونات الجسد المادية. فليس هناك جسد للإنسان العربي يختلف عن جسد الغربي او غيره (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (الموافقون: 4)). ومتشابهين كذلك في أرواحهم لأن الله نفخ في سيدنا آدم من روحه (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (السجدة: 9)). إلا أن الناس مختلفين في نفوسهم، فنفوس البشر تندرج تحت ثلاثة انواع من النفوس فأولها الأمارة بالسوء (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (يوسف: 53))، وثانيها النفس اللوامة (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (القيامة: 2))، وثالثها النفس المطمئنة (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (الفجر:27)). وهذه النفوس تعكس نشأة وتربية وثقافات وعادات وتقاليد الناس ... إلخ عن طريق تعاملهم مع بعضهم البعض، ووفقا لتعليمات الرسالات السماوية السابقة التي أرسلت لهم من رب السموآت السبع والأرضين السبع عن طريق روح القدس جبريل عليه السلام. إلا أن البيئات والمعتقدات والتشريعات والقوانين الوضعية مثل نظرية الجندر والمثلية الذكورية الأنثوية والزواج من المحرمات وقبلها الزنى فيهن، وما تربى عليها الناس من إيمان أو إشراك أو كفر أو إلحاد بالله أو عبادة للشياطين وغيرهم، عزز ويعزز ذلك طبيعة هذه النفوس عند الناس. إلا أن النسبة المئوية من كل نوع من هذه النفوس تتفاوت بين الناس ومن شعب لآخر ومن دولة لأخرى مثلا في امريكا تختلف عن أوروبا وعن آسيا وعن أستراليا وعن افريقيا. ولكن اغلب الناس من النفس الأمارة بالسوء (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف: 179)) وإتضح لنا ذلك من احداث العنف التي حدثت في امريكا ايام الأعاصير وموجات الثلج والكورونا وفي غيرها من الدول وما يحدث الآن في فرنسا من احداث مدمرة ... إلخ. ويليها بالنسبة تنازليا النفس اللوامة واقلهم جدا من النفس المطمئنة. فما حدث من حروب طاحنة بين شعوب الدول في العالم سابقا (الحرب العالمية الأولى والثانية وغيرها من الحروب في قارة أوروبا وحرب الخليج الأولى والثانية، وغيرها)، وحاضرا (الحرب الروسية الأوكرانية (وفي الحقيقة الحرب الروسية ودول حلف الناتو) ومستقبلا (نشوب حرب عالمية ثالثة) تعزى لأصحاب النفوس الأمارة بالسوء. نعود ونقول معتمدين على إحصائيات عالمية منشورة أن اتباع الدين الإسلامي في العالم هم من أكثر من يمتلكون النفسين اللوامة والمطمئنة وأقلهم من النفس الأمارة بالسوء لإلتزامهم بتعليمات وتشريعات الدين الإسلامي واحاديث رسولهم محمد بن عبد الله ﷺ.