لقد ثبت فضل العشرة الأوائل من ذي الحجة عن الأيام جميعا وبالخصوص عن العشرة الأواخر من رمضان في الكتاب والسنة. قال تعالى (وَٱلۡفَجۡرِ، وَلَيَالٍ عَشۡرٖ، وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ، وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ، هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ (الفجر: 1 - 5)). عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء. يتساءل البعض وهل افضل من العشرة الأواخر في رمضان وفيهن ليلة القدر والتي خير من ألف شهر؟!، الإجابة: نعم لان الله لم يقسم في العشرة الأواخر من رمضان. والسؤال الذي يتبادر للذهن لماذا؟!. فالجواب والله اعلم، لأنه يمر على الناس في العام إحدى عشر شهرا وهم يعدون ويصلون يستغفرون ويتعبدون لله بشتى العبادات وينتظرون الحج وهو في العشرة الأوائل من ذي الحجة وفيهن يوم وقفة عرفة وهو التاسع من ذي الحجة، قال الرسول ﷺ: الحج عرفه وعن عائشة، رضي الله عنها، أن رسول الله ﷺ قال: ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟!. وفي هذه العشرة الأوائل يحجون الناس لبيت الله الحرام من كل بقاع المعمورة، والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ويقف الحجاج جميعا على جبل عرفة ويصلون الظهر والعصر جمع تقديم وقصرا لله في مسجد عرفة (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (آل عمران: 97)). والسؤال الذي يتكرر من قبل الناس: لماذا احب الأعمال لله في هذه العشرة الأوائل من ذي الحجه؟! ولماذا فيها تتضاعف أجور الأعمال الصالحة للمسلمين أجمعين بأعداد لا تعد ولا تحصى؟!. في نظرنا وإعتقادنا ان الله يجازي كل مسلم من المسلمين الصالحين في هذه الأيام باجور وأعمال وإستغفار جميع الملائكة وجميع مخلوقاتة دون إستثناء في الكون اجمع وبالخصوص ملايين الحجاج الذين يعدون بالملايين في هذه الأيام. والذبن يعدون للحج بصلاة وصيام وعبادة وإستغفار واعمال صالحة منذ سنين (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (الإسراء: 44، النور: 41)). نعم، تحسب أجور الصلاة في المسجد الأقصى عن خمسماية صلاة، وفي المسجد النبوي عن الف صلاة وفي المسجد الحرام عن مائة ألف صلاة عن الصلاة في اي مسجد آخر. فكيف بالأجور بالعشرة الاوائل من ذي الحجة والتي لا تعد ولا تحصى؟!.