أنت وانا وهو يريد والله يفعل ما يريد

mainThumb

04-06-2023 01:11 PM

لقد قابلنا في حياتنا العملية أشخاصا عديدون، وكل شخص (ذكرا كان او أنثى) يريد أن يخطط لحياته اشياء كثيرة ويكون عنده الرغبة الشديدة في تحقيق كل ما خطط له أو يريد أن يحققه في حياته. ولكن الله فعل ويفعل وحقق ويحقق له غير ما خطط له وعمل بشكل دؤوب لتحقيقه. وربما الكثير إذا لم يكن الجميع من اولئك الاشخاص ونحن من ضمنهم نغضب لذلك، ولكن دعونا نتساءل: لماذا الله أراد لنا غير ما أردنا؟!. فحتى نكون منطقيين في الإجابة نعود إلى كتاب الله القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية وأحاديث الرسول ﷺ الصحيحة في الإجابة على هذا التساؤل. ألم يقل سبحانه وتعالى (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمً (الإنسان: 30))؟!. ألم يعلم الله ما يحدث من صغيرة و/أو كبيرة في هذا الكون ... إلخ (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ، يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (الحديد: 4 - 6)). ألم يعلم الله غيب السموات والأرض وما تخفيه صدورنا (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (هود: 123))؟!. فالله يعلم الغيب وعليم وحكيم بما هو في صالح عبده أوغير ذلك ودائما وابدا يختار الله الأفضل لعباده. فلما تقدم علينا ان نقبل بما أراد الله لنا ولا نغضب ولا نتذمر ونقول الحمد لله، قدر الله وما شاء الله فعل.

نضرب أمثالا من القرآن الكريم ومن واقع الحياة، كأمثلة على ذلك، ألم يقل الله بخصوص غزوة بدر (إِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَٰفِرِينَ (الأنفال: 7))؟!. ألم يوافق الرسول على شروط معاهدة صلح الحديبية، التي بدى للبعض أن فيها إجحافا وذلاً للمسلمين، ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي قال للنبي ﷺ: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟، قال: بلى، فقال: فَلِمَ نعطي الدنية في ديننا إذاً؟، لكن الرسول ﷺ كان مدركا وموقنا أن هذا الصلح سيكون فاتحة خير وبركة على المسلمين وفي طريق العودة للمدينة انزل الله سورة الفتح على رسوله. والمسلمون في هم وغم، وقد حيل بينهم وبين نسكهم، فانقلبت كآبتهم فرحا وسرورا، وأدركوا أن التسليم لأمر الله ورسوله فيه كل الخير لهم ولدعوة الإسلام. ألم ترد القيادة الروسية ان تنتهي الحرب على أوكرانيا خلال اسابيع ولكن أراد الله غير ذلك؟! ليتم تقوية إقتصاد روسيا وتشكيل إتحاد دول البريكس ويزداد عدد دول المنتسبين لإتخاد البريكس؟! ويتم تغيير سيطرة عملة الدولار الامريَكي على إقتصاد العالم؟!. ألم ترد أمريكا والدول الغربية ان يفشل رجب طيب أردوغان في الإنتخابات التركية؟! وينجح كمال كليتشدار أوغلو؟! وأراد الله غير ذلك؟!. ألم ترد الحكومة الخفية وعملت جاهدة ومن معها في العالم على تقليل عدد سكان العالم من 7 مليار إلى 1 مليار (المليار الذهبي) وآخرها عن طريق وباء الكورونا وأراد الله عكس ذلك؟! ... إلخ. فدعونا نسلم ونوكل امورنا لخالق وَمدبر ومدير هذا الكون، عاملين وباذلين قصارى جهودنا فيما يرضى الله عنا ولا يغضبه علينا حتى ينصرنا على أعدائنا وأعداء الله والإسلام والمسلمين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد