اليرموك تؤبن العالم الدكتور عبدالله الجيوسي .. فيديو

mainThumb

11-12-2011 10:28 AM

أقامت جامعة اليرموك بمحافظة اربد – شمال الاردن - الخميس الماضي الثامن من هذا الشهر حفل تأبين في مدرج كلية التربية ، إحياءً لذكرى العالم الجليل الدكتور عبدالله الجيوسي ، أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة اليرموك ، والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اثر حادث سير مؤسف في طريق عودته من الأردن إلى المدينة المنورة ، حيث يعمل منذ شهرين في جامعة طيبة (إجازة تفرغ علمي) .
وقد ابتدأت الفعاليات بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم ، تلاها الدكتور مأمون الشمالي ، ثم تحدث عريف الحفل ، أحمد عكور ، عن مناقب الفقيد ومآثره ، مستعرضاً سيرته الحافلة بالعطاء ، حيث قام  رحمه الله  بعمل أربعة كشافات للدراسات القرآنية جمع فيها كل ما كتب حول القرآن وعلومه من مقالات ، أو رسائل جامعية ، أو كتب وغيرها ، هذا الجهد الذي تعجز عن القيام به مؤسسات وفرق عمل متكاملة ، نظراً لما يحتاج إليه هذا العمل من تمويل ووقت كبيرين ، عدا عن الأبحاث والمؤتمرات والندوات التي تزيد عن عشرين ، بالإضافة إلى إشرافه ومناقشته لما يزيد عن خمس عشرة رسالة ماجستير ودكتوراه . كما تم استعراض بعض ما قيل وما كتب عن الفقيد من طلابه وزملائه ومعارفه على الصفحات الالكترونية  المختلفة ، والتي تشيد جميعها بحسن خلقه وطيب معشره وإشراقة ابتسامته التي لا تفارق محياه ...
وتخلل هذا الحفل محاضرة بعنوان "عظه وذكرى من حياة الدكتور عبدالله الجيوسي" تحدث فيها كل من الدكتور عايش لبابنه ، والدكتور محمد الطوالبه .
حيث لخص الدكتور عايش لبابنه شخصية الدكتور الجيوسي بستة مفاتيح رئيسة هي : الحياء مع الابتسام ، والمسارعة مع الاغتنام ، والعمل وقلة الكلام . مشيرا إلى أن عظمة الفقيد بانت في موته أكثر مما ظهرت في حياته ، كيف لا وهو الذي عشق القرآن تلاوة ، وأنس بالمصحف صحبة  ، وتوفي في بلد حرام ، في شهر حرام ، بعد أداء فريضة الحج  ، وفيما رآه من حلاوة منظره حتى في مماته ، وعظم جنازته التي لم يعرف فيها المعزي من المعزى ، فكانت له حسن ختام .
أما الدكتور محمد الطوالبة فتحدث عن عظم الموت وما بعده ، وحرقة فقدان الأحبة ،  وقال ان عزاءنا في الدكتور أبي البراء أنه كان من أهل القرآن حفظاً وتلاوة وتفسيراً ، وأنه ذهب إلى رب رحيم بعد حج مبرور بإذن الله تعالى . كما أشار إلى أن الموت باب كل الناس داخله فأما إلى جنة وإما إلى نار ، وأشار إلى أن الطريق المؤدية إلى الجنة هي الصلاة وأداء الحقوق والإخلاص والعمل الصالح ، وكلها تجتمع في شيخنا رحمه الله ولا نزكي على الله أحدا .
كما تحدث عميد كلية الشريعة ، الأستاذ الدكتور عبدالرؤوف الخرابشة ، عن عظم أعمال الدكتور الجيوسي ، مستشهدا بالحديث النبوي الشريف "إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْتَزِعُ الْعِلْمَ مِنْ النَّاسِ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ فَيَرْفَعُ الْعِلْمَ مَعَهُمْ وَيُبْقِي فِي النَّاسِ رُءُوسًا جُهَّالًا يُفْتُونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ " . ودعا الله أن يعوض على الأمة بقدها هذا العالم الجليل ، لأنها بحاجه إلى مثل هؤلاء العلماء المختصين في تفسير القرآن الكريم وعلومه ،  ليقدموا للأمة خيرا، ووجه كلمة للحضور بالالتزام بأمر الله والرجوع لكتابه وسنة نبيه.
وفيما يتعلق بإكمال مسيرة الدكتور عبدالله الجيوسي في مجال التفسير ، تحدث الأستاذ عبدالله المهتدي بأنه تم تأسيس مركز للعلماء ، يهدف إلى الحفاظ على تراث الدكتور عبدالله الجيوسي ، وأرشفته وتصنيفه ومن سيأتي بعده من العلماء ، ممن لم يأخذوا حقهم في هذه الحياة .
وفي نهاية حفل التكريم شكر الدكتور احمد الجيوسي ، شقيق المرحوم ، جميع من شارك في العزاء وخص بالشكر جامعة اليرموك ، ممثلة برئيسها وكوادرها الأكاديمية والإدارية كافه ، لما أبدوه من اهتمام ومشاركة .
ثم ختم الدكتور مأمون الشمالي بالدعاء والتضرع إلى الله أن يتغمد الفقيد ونجله بواسع رحمته ورضوانه ، وأن يسكنهما فسيح جنانه ، وأن يلهم أهلهما وذويهما حسن الصبر وحسن العزاء ، وأن يعوض على الأمة خيرا .
هذا وسوف تقوم كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بتسمية المكتبة الحاسوبية في الكلية باسم الدكتور عبدالله الجيوسي ، كما ستقوم الجامعة بتسمية أحد مرافقها باسم الدكتور عبدالله الجيوسي ، وتحدث عميد شؤون الطلبة بأنه سيخاطب محافظ اربد ورئيس بلديتها لتسمية أحد شوارع مدينة اربد باسم الدكتور عبدالله الجيوسي .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد