نحو جمعية للدفاع عن الموروث البدوي

mainThumb

16-05-2023 03:16 PM

الموروث البدوي,او كما يقال تركة الاجداد للاحفاد من القيم التي تستحق ان ندافع عنها بالنفس والنفيس وبالغال والرخيص ونتصدى لكل (المتشعبطين) على اعمدة هذا الموروث الذي له معاييره الخاصة وقوانينه الملزمة ابتداء من التحية مرورا بفنجان القهوه وانتهاء بالقضايا الكبرى ونحن في هذا المقال لانريد ان نناور على طول خطوط الجبهة في هذا المجال لكن سوف نتناول الساخن منها والذي يتطلب من العارفين واهل الخبره وقفه صارمة في وجوه المتنطعين والمنبطحين على هذا الباب
بدانا نلاحظ في الاونة الاخيرة عرض اعمال بدوية على كثير من الشاشات العربية ومنها شاشة الوطن وعند مشاهدة هذه الاعمال تجد انها وبلا استثناء بعيده كل البعد عن الموروث البدوي ذلك ان البداوة ليس فرسا تركبها امراة حاسرة الراس ولا شيخا بنصف ذقن اشبه بكومة ذر ولا بلباس لايمت للبداوة بصلة ولا بلهجة ولا بعادات دخيله ولا بلهجة مقرورة الحروف مبتورة المخارج .
واذا استعرضنا ابرز المحطات التي سعت وتسعى لتعهير العمل البدوي فان كاتب النص ياتي في المقدمة ذلك ان اغلب الكتاب الذين يكتبون النصوص البدوية دخلاء على البدوي ولا علاقة لهم بالنصوص البدوية لامن بعيد ولا من قريب تماما كعلاقتي انا باللغة الصينية فهم ومن وجهة نظرهم ان العمل البدوي او النص البدوي امر بسيط ويمكن لاي كان الخوض فيه ولو سالت الكاتب نفسه عن اهم المفردات البدوية لعجز عنها ولو سالته عن العطوه والصلحه والدخيل واحترام الجار والقهوة وآدابها وطريقة اعدادها وصبها وعدد الفناجين ومسمياتها والخيل وارسانها لما وجدت عنده جوابا اما الجهة الاخرى التي سعت وتسعى لتدمير الموروث البدوي فهو المنتج نفسه ذلك ان المنتج يهمه بالدرجة الاولى الربح وقد وجد اغلب المنتجين في النص البدوي ربحا سريعا طالما ان هناك شاشات تعرض مايتم انتاجه دون النظر للقيمه والجوده ثم ياتي المخرج الذي هو الاخر لايميز بين الغث والسمين وابعد ماوصل اليه من خبره هو فيلم دكيومنتري ويخرج على الملا ويقول ان مخرج شامل ولدي القدرة على اخراج كافة الاعمال مع انه يحتاج لعمل ميداني بمالايقل عن عشرين عملا حتى يقال عنه انه مخرج منفذ وليس مخرجا بالمعنى الشمولى اضف الى ذلك كتيبة من المغمورين من شباب وصبايا الذين يزج بهم في هذا المجال مقابل مردود مالي رمزي رغبة منهم ان يصبحوا نجوما ثم يتم تقديمهم من قبل المخرج والمنتج على انهم عتاولة في التمثيل مايجعل النص يخرج للملا_ في ظل عدم وجود مراقب لهجه حقيقي_ عبارة عن كوكتيل من المفردات التي تداخل بها(البدوي المجزوء والريفي المبتور والمدني المرقوع) علاوة على الاسفاف في الانتاج فالبدوي ليس لديه غرفه خليجي ولا سجاد اعجمي ولا احمر شفاه للمراة ولا احذية تب سايدر ذلك ان الباديه تمثل السهل الممتنع في كل شي.
خلال رمضان الحالي تم شن حمله شعواء على التلفزيون الاردني على زمرة او بكج الاعمال التي قدمها ربما هناك اخطاء ارتكبت من جهة التلفزيون لعدة اسباب ابرزها ان الذي راقب هذه الاعمال اما انه لم يراقبها بالشكل الصحيح او انه مشاها لغاية في نفس يعقوب لكن اللوم على الجهات التي انتجت هذه الاعمال الرديئة وقدمتها للتلفزيون على انها سوبر وفي حقيقة الامر فان هذه الاعمال تبقى ندبه في جواز سفر الدراما البدويه بشكل خاص والاردنية بشكل عام ويبقى العتب على التلفزيون الانجرار خلف الابواق التي تقدم له نصوصا ميته ويتعامى عن الجوده والاصالة التي هي حاضرة ولكنها بكل اسف مغيبة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد