صحيفة السوسنة الأردنية

ابو اللوقس جمال الإسم وحيرة التفسير

--ثقافة مبكرة تمتد إلى عقود وعلماء نسبوا للقرية: البلوقسي.

إذا أردت أن تستنشق سنابل القمح الذهبية فإنعطف يمينا حيث الحقول شامخة تعانق هيكل الشمس.

أبواللوقس حيث تتشابك اشجار التين والزيتون على جنبات الطرق .. وتمتد الحقول فوق السهوب والهضاب.

--أودية جميلة تنساب منها المياه الرقراقة في وادي عين عبدة.

بابور الطحين: ابو اللوقس القديم 1935 وقصة عشقه للقمح.
الطابون حيث تعبق رائحة الخبز الزكية ورائحة المكمورة الشهية.

خربة الكوم البرونزية شاهد على عراقة تاريخ البلدة.

نفق اليرموك-ديكابولس والممتد يمينا نحو بلدات علعال ومرو والشلالة وشرقا نحو بلدة خرجا

المنتج الثقافي الحضاري المادي والمعنوي وترميم المباني القديمة وجمع المقتنيات التراثية وإبرازها لجذب السياحة للبلدة من الداخل والخارج.

** بلدة ابو اللوقس

ابو اللوقس اسم لم يتجمع على معناه أو تفسيره بعد، ابو اللوكس وغيره من الأسماء الكثيرة المتداولة وحيرة المصدر بين الروماني والعربي، لكن العوام ينطقونها “بلوقس ” بتشديد للام وسكون الواو والنسبة إليها بلوقسي.

تقع بلدة ابو اللوقس في أقصى شمال المملكة الأردنية الهاشمية على مسافة 12 كم إلى الشمال الشرقي من إربد المدينة حيث تتبع إدارياً لبلدية اليرموك الجديدة، ويقطنها حوالي 4 آلاف. يحدها من الشرق علعال ومن الغرب القصفة ومن الجنوب حريما ومرو ومن الشمال خرجا والخريبة.

** العشائر والسكان

يسكن بلدة أبو اللوقس عشائر الصغير والسيوف والنعامنة. ولقد عرف العديد من العلماء قديما بلقب البلوقسي. ومنهم الشيخ برهان الدين الشافعي البلوقسي وقد ضبط اسمه وعرفه ابن قاضي شهبة فقال : بالباء الموحدة والقاف والسين المهملة ، صحب الشيخ شهاب الدين الملكاوي وأخذ عنه وفضل ونسخ بخطه وكان ديناً خيراً منقطعاً عن الناس ويسكن بدار الحديث الأشرفية ، توفي في شوال سنة ٨٠٣هـ/١٤٠٠م (المصدر: تاريخ ابن قاضي شهبة ١٩٧/٤).

** الزراعة

تتميز ابو اللوقس بإنتشار الأراضي الزراعية ذات التربة الحمراء الخصبة ووفرة مصادر المياه من العيون وخصوصا عين عبدة
وسعة انتشار الرقعة الخضراء وخصوصا من أشجار الزيتون والتين والعنب والأشجار المعمرة من الصنوبر والخروب والبلوط والسرو والكينا.

وتشتهر ابو اللوقس بمحاصيل القمح والشعير والعدس والرمان.

** الإقتصاد والتعليم

كما ويعتمد أهالي الو اللوقس في حياتهم على مصادر متنوعة كالتجارة وحافلات نقل الركاب والبضائع وبعض الصناعات اليدوية مثل صناعة أطباق القش والقصيب. ويعمل عدد كبير في الوظائف الحكومية والخاصة والجيش، علما أن نسبة المتعلمين في أبو اللوقس عالية نسبيا ومنهم حملة الشهادات الجامعية العليا. كما يوجد فيها مدرستان. واحده للذكور واخرى للاناث , ومسجدين, وجمعية خيريه ايضاً

*" بيوت الأصالة التراثية والمعاصرة الحجرية

تشتهر ابو اللوقس بالبيوت التراثية المبنية من الطين والقش والقناطر والبيوت المبينة من الحجر المشذب والبيوت المغطاة بالقرميد الاحمر على سفح هضبة البلدة.

إن زخم المنتج الثقافي الحضاري المادي والمعنوي في البلدة يتطلب ترميم المباني القديمة وجمع المقتنيات الأثرية و التراثية فيها كمتحف لإبرازها ولجذب السياحة للبلدة.

** المكمورة (على وجه التخصيص) ازكى الأكلات الشعبية:

المكمورة من الأكلات الاردنية االشعبية القديمة المشهورة والمعروفة في المناطق الريفية شمال الأردن. وهذا الطبق الشهي عادة ما يصنع في المناسبات والاجتماعات الأسرية ومواسم الزيت في شهر تشرين الثاني لأنها تعتمد على زيت الزيتون البلدي وخاصة وهو جديد، وهو مناسب في جميع الفصول لكن يفضل الناس تناوله في فصل الشتاء بالذات لانه يعطي طاقة و تحضر المكمورة من الطحين البلدي الذي كان يخزن بالكوارة ( كوارة القمح او الطحين) واللحم او الدجاج مع البصل المهروس وزيت الزيتون، على شكل طبقات كثيرة. توجد طبخات مشابهة للمكمورة مثل المطابقة والتي تعمل بالصواني والمسخن الذي يعمل على شكل طبقات دون الطحين. بل بالخبز الجاهز.

** عين عبدة

ذاكرة عين عبدة تجمع الحضارات والشواهد فيها الانفاق والكهوف على امتداد روض العين. إن نقاء مياه العين جعلت سكان البلدة واللواء في تزاحم دائم بتنكات الماء لتوصيل المياه إلى المنازل والمزارع والحقول والحواكير، ويوجد بها ايضاَ ثلاثة ابار للماء تابعة لوزارة المياة والري ,تقوم على تغذيه البلده والبلدات المجاوره بالمياه

** نفق اليرموك- ديكابولس ومقابل خربة الكوم الاحمر

بالقرب من روض خربة الكوم وبارض عائلة الصغير تروي ذاكرة المكان مدخل عميق بأكثر من 50 درجة طمر في ستينات القرن الماضي بسبب الكائنات المفترسة التي كانت تختبىء في النفق وذلك لقربه من عين عبدة وتوفر الماء والغذاء .. ولقد حاولنا عام 2006 وبإستخدام الآلات الحديثة إعادة فتح هذا المدخل ولكن كثرة الطمم والركام جعلنا نبحث عن مدخل آخر ووجدناه في الوادي بين أبو اللوقس وعلعال وقمنا بتصويره وتوثيقه في حلقة كاملة عرضت قبل عقد ونصف على فضائية 7 ستارز وكان للمتألق المصور محمود مساد والاستاذ ضياء ابو طالب الدور الأكبر في نجاح المهمة.
---------------------

وسنركز كما عودناكم في هذا المقال على تفاصيل بابور الطحين والكوارة مخزن القمح والطحين:
** ذاكرة المكان .. البابور والأصل فابور

بابور ابو اللوقس ويعود تاريخ إنشاؤه لعام 1937 ويعتبر من أقدم "البوابير" في اللواء بعد بابور بلدة سمر المنشأ عام 1925 .. وعلى سبيل التأكيد قلما تخلو بلدة من بلدات اللواء وكذلك الأردن من تواجد مثل هذه البوابير لأنها توفر الدقيق أو الطحين لإعداد رغيف الخبز "العيش".وترجع أصل كلمة بابور إلى اللغة الإنجليزية من مصطلح "Vapor"
او اللغة الفرنسية "Vapeur" والتي تعني بخار الكيروسين الممتزج بالدخان،

و»بابور الطحين» يتألف من محقان معدني كان ينصب فوق سدة مرتفعة محكمة التصنيع في بناء متسع وفي أسفل المحقان طاحونتان ضخمتان من حجر البازلت وحين يفرغ القمح في المحقان لطحنه كان يستقر مابين الطاحونتين اللتين تداران بواسطة اقشطة مرتبطة بماتور يتحرك بشكل آلي ليخرج الطحين من فوهة مخصصة ليملأ بالأكياس

"المكنست" ..
هي وظيفة المأمور الذي كان يشرف ويشغل مطحنة القمح في القرى. ويطلق علية "مكنست البابور" أن أصل كلمة مكنست، هي صفة باللغة الإنجليزية (mechanist) لتدل على مهنة الميكانيكي mechanic

** من بخار الكيروسين إلى الكهرباء

مطحنة "بابور" طحين RUSTON الإنجليزي من الذكريات القديمة في قُرانا الأردنية وخصوصا في بلدة أبو اللوقس حيثُ كان صوتُه يعلو ليَصل القرى المُجاورة إذاناً ببدء عملية طَحنِ القمح.
.

*" المكاييل .. "وأفوا الكيل ولا تخسروا الميزان"

اعتمد الناس في "تكييل" عملية القمح ثلاثة أنواع لـ"المكاييل" في "الشوالات"؛ فكل واحد منها يتسع لخمسة من الصاعات يسمى "عشراوية

"الثمنية" التي تزن 2.5 كغ.
"الربعية" التي تزن 5 كغ، أو ما يعادل ثمنيتين.
"الصاع" المقدر بعشرة كغ أو نصف مُد،
"المُد" المقدر بعشرين كيلوغراماً،
أمّا "الكيل" فهو يزن ستة أمداد.
"الفردة" هي كيس أو خيشة، ويختلف وزنها حسب الحيوان، فالفردة التي يحملها الحمار تختلف عن الفردة التي يحملها الجمل وتزن 100 كغ أو خمسة أمداد.
"الغرارة" التي تعادل 1600 كغ أو ثمانين مداً. والغرارة: أصله وعاء من الخيش يوضع فيه القمح ونحوه، توسع استعماله في العصرين المملوكي والعثماني فأصبح عندهم من المكاييل،