ناظر الكلمات
سافر إلى القارة السمراء يافعاً، وقد حفظ بضع كلمات من الإنجليزية، وجمع ليرات من توفيره. ومن حظه، أن كلمات الأفارقة الإنجليزية كانت قليلة هي أيضاً، ولذا جرى التفاهم بالكثير من أموال المواطنين والقليل من فصاحة الفريقين. ولم يكن لصديقنا مهنة، أو حرفة، أو علوم. فقرر أن يوظف الناس تعمل عنده. هو الوسيط بين فريقين: الأول يبيع، والثاني يشتري، وهو يقبض من الاثنين ويهنئهما على حسن الاختيار.
تعلم في أسواق أفريقيا وألوانها وبهرجتها أن يفعل عكس الأفارقة. هم يسرفون بلا حساب ويصرفون بلا وجل، فأخذ يقتر بلا حساب ويصرف بوجل، علاوة على رجفة باليد اليمنى ورعشة في جفن العين اليسرى. ولم يكترث قليلاً أو كثيراً لسمعة البخل التي نمت حوله في أوساط الجالية. وما كانوا يعتبرونه غلوا في الحرص، كان يراه حكمة في السلوك والمسرى. وكان كلما تضخمت ثروته قلل من قاموس الكلمات التي حفظها. ومع السنين أتقن، مثل الجميع، اللغة العامية: كلمة «سواحيلي» كلمة إنجليزية من ست كلمات «أوكي». وكان يشكر الله كل يوم على فضله تعالى في وجود «أوكي»، وإلاّ لكان هو وأفريقيا، والمبادلات التجارية في مأزق.
الظرف والبخل، مثل خطّين مستقيمين، لا يلتقيان. حظه حقق المعجزة. بخيل مثل بخلاء الجاحظ، ومسلٍّ مثل بديع الزمان ومقاماته. وكان يأتي كل صيف لزيارة الأهل والأصدقاء، وبدل أن يحمل لهم الهدايا، يحمل «مقامات» جديدة من وضعه وتأليفه ومخيلته. وواضح من هذه الروايات أن له ضعفاً خاصاً حيال الأفيال وسكونيتها وحبها للبشر وتسامحها مع سائر الحيوان.
ويقول إن في هذا الكائن الهائل الحجم دعة اليمام وأنفة الصقور، ولا شيء يبعث فيه الغرور الفارغ. فهو مهما كبر، مثلاً، يعرف أنه لا يستطيع أن يغني، ومهما كان قوياً، فالفراشة أكثر جمالاً، ومعلم اللغة الإنجليزية الفقير يعرف أضعاف ما يعرف هو.
في نهاية المطاف قرر صديقنا العودة من القارة الأفريقية إلى القارة اللبنانية. واكتشف أنه لم يعد له فيها أحد، وأن الصداقات لا في سن متقدمة، وأن الزواج تعقَّد في مثل هذه السن، مثل الثقافة القائمة على بضع كلمات إنجليزية تلفظ بطريقة مضحكة تسندها «أوكي» بين كلمة وأخرى. تأخر على كل متع الحياة حتى القراءة. تذكّر ما سمع يوم كان طفلاً من القدامى الحياة قطار: حاول أن تفيد من سرعته وأن تفرح بمناظر النافذة، وتتعلم من رفاق الطريق، وتشكر الله على الوصول بخير.
سأل أصحابه كيف يحسن تمضية الهزيع الأخير؟ اتفقوا على رأي واحد: أن يتبرع ببناء مدرسة، وأن يوظف نفسه ناظرها، وفي دوراته أن يتلقف ما يستطيع من كلمات إنجليزية: لن يصدق أحد أن بذلك العدد من الكلمات غزوت القارة.
مع عودة ترامب .. 3 مخططات استيطانية إسرائيلية كبرى في القدس
نشرة الطقس في الأردن من الجمعة إلى الاثنين
طرح البوستر الرسمي لـ فهد البطل بطولة أحمد العوضي
شرطة غزة تعلن إعادة الانتشار في جميع مناطق القطاع
الحالة الجوية ودرجات الحرارة المتوقعة الجمعة
تربية الكرك تعقد اختبارا لقياس مهارتي القراءة والكتابة
إنقاذ معتمرة مصرية توقف قلبها أثناء الطواف بالكعبة
قرى الأطفال سوريا ترفع دعوى لكشف المفقودين
حرب جديدة قد تندلع والأردن يحذر من الجحيم: السيناريوهات المحتملة للمنطقة
ما هو عدد الأسرى الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم .. السبت
منتخب الإيبيه الأردني يشارك بالجائزة الكبرى بالدوحة
صحيفة: وقف النار في غزة يكشف استمرار سيطرة حماس
الفراية يلتقي المدير الاقليمي للمنظمة الدولية للهجرة
بحضور الملك وولي العهد .. جاهة لطلب الأميرة سارة بنت فيصل
ترفيعات في الديوان الملكي .. أسماء
ولي العهد من محبته لموسى التعمري .. ماذا فعل
أردنيون مطلوبون للقضاء .. أسماء
العمل:قرار يخص العمالة السورية فقط
نشرة الطقس في الأردن حتى الأربعاء
القضاء يبرئ د. بني سلامة من قضية رفعها محامي اليرموك
دعوة للمكلفين بضريبة الأبنية والأراضي ومالكي العقارات
ضعف مطري غير مسبوق في الأردن مع انتصاف المربعانية
غزيون يرفعون لافتة كتب عليها "الأردن منا ونحن منهم"
الأردن .. إطلاق المرحلة الثانية للتعرفة الكهربائية المرتبطة بالزمن
مهم للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع فواتير الكهرباء
إحالة أمين عام وزارة الشباب إلى التقاعد
سابقة تاريخية .. القضاء ينتصر لأستاذ جامعي في اليرموك للمرة الخامسة