السودان لكل السودانيين
لستُ أقصد بما سبق أياً من طرفي الصراع السوداني، فالقصد عموم الظاهرة وليس أحد أشكالها تحديداً. إلى ذلك، ربما يفيد التذكير بسوابق تدلل على عمق وجود تلك الظاهرة عربياً. فقبل السودانيين، وقع تطور مفزع كهذا لشعوب أجزاء شتى من العالم العربي. مثلاً، واجه أبناءُ فلسطين، وبناتها، المواطنون منهم والمُهجَّرون، مذ حلّت بهم أولى نكباتهم، وحتى هذا اليوم، حالات تقسيمهم طبقات في الوطنية، وأقساماً في الولاءات، وفق أهواء قيادات تنظيماتهم. الأمر ذاته تكرر مع اللبنانيين ومع السوريين، مع العراقيين ومع الليبيين، وكذلك مع اليمنيين، جنوباً ثم شمالاً. أكتفي بذكر شعوب مناطق العرب التي اشتعلت فوق أراضيها حرائق أريد لها أن تأتي على أخضر مجتمعات عربية ويابسها، بعدما بدا أنها بدأت تشكل بدايات واعدة، فنُسِف الحاضر، أولاً، وكانت النتيجة أن دُمر غد أجيال بأكملها، بل إن البعض لم يتوانَ حتى عن تزوير، أو إلغاء، ماضٍ موثّق يثبت وجود بنيان دولة سبق استيلائه عليها، كأن شيئاً لم يكن قائماً، على الإطلاق، قبل أن يتصدر المشهد.
رغم وقوع عدد من حوادث الصدام نتيجة تظاهر شبان وشابات يطالبون بإتمام التحول الديمقراطي، لم يكن طفا على سطح أحداث السودان، حتى فجر يوم السبت الماضي، مؤشر ينبئ عن انفجار مسلح وشيك داخل جسم الجيش كمؤسسة تحكم منذ إطاحة حكم الفريق عمر البشير. مراسلو معظم محطات التلفزة، ومنصات الإعلام العالمي، عبر القارات الخمس، عبّروا عن دهشتهم إزاء مفاجأة الحدث. بيد أن الطرف الأساس الذي صُعق من وقع المفاجأة، تَمثل في أهل السودان أنفسهم. بالطبع، ذلك أن أغلب الناس لم يكونوا مستعدين لمثل تلك الصدمة، فيما هم يقضون أواخر أيام شهر الصيام بقلوب مطمئنة، ويستعدون لاستقبال بهجة عيد الفطر بما توفر من حد أدنى من أسباب العيش الكريم، وليس بلا مواد تموين أساسية، إذ لم يكن هناك ما يدعوهم لأن يأخذوا حذرهم، فيسارعوا إلى تخزين السلع الغذائية، أو غيرها. هكذا تنتهي الأمور في كل حالات الصراع المسلح على السلطة بين أطراف عدة داخل أي بلد، وليس في السودان وحده. عوامُّ الناس، وخصوصاً البسطاء منهم، سوف يدفعون أغلى ثمن دائماً. ثم إن نقص الغذاء قد يَهون إذ يُقارَن بوقوع قتلى مدنيين نتيجة اقتتال مسلحين على الحكم. مؤلم فوق كل تصور أن تسيل دماء أي إنسان مدني برصاص ينطلق من رشاش جندي من مواطني الوطن ذاته. ها هو السوداني المسالم يجد نفسه أمام فوهات مدافع جيش بلده، وتحت رحمة قصف طائرات سلاح طيرانه. هل ثمة منطق يمكن له تبرير هكذا وضع؟
كلا، ليس ممكناً، على الإطلاق، فهم معنى أن تحلق طائرات استقطع المواطنون، بأي بلد، ثمن شرائها من قوت عيالهم، كي تزهق أنفس أطفال أولئك المواطنين أنفسهم، بل تهدم أسقف بيوتهم فوق رؤوسهم. تكراراً، هذا مرفوض، في السودان وفي أي مكان. لقد وُجد الجيش بكل البلاد لغرض أن يدافع عن أهلها، ويدفع عنهم كل أذى يأتيهم من وراء حدودها، لا كي يوقع قتلى بينهم، وآخرين جرحى. قبل ثمانية وثلاثين عاماً، ذهبتُ إلى الخرطوم موفداً من الأستاذ فؤاد مطر، وهو يومذاك ناشر ورئيس تحرير مجلة «التضامن»، لندنية التأسيس والصدور، وعربية الانتشار. كانت تلك أواخر أيام عهد المشير جعفر نميري. خلال لقاءاتي، كنتُ أسمع من مختلف القيادات السياسية التعبير الشعبي القائل إن «الحالة بطالة خلاص». في سادس أبريل (نيسان) 1985 أطاح السودانيون حكم نميري. جرت مياه كثيرة مذّاك الزمن في النيلين الأزرق والأبيض. بقي المشكل قائماً؛ يفشل كبار أشخاص قوى السودان السياسية في التوافق، فيتدخل الجيش، وتستمر الدوامة. إلى متى؟ عالم الغيب وحده يعلم.
وزير الزراعة يزور موقع المدينة الصناعية الغذائية الزراعية
أسعار النفط تحافظ على مستواها السبت
وزارة الصحة تنفي تصريحات تداولتها وسائل الإعلام .. تفاصيل
جيش الاحتلال يعترض مسيرة من جهة الشرق
توجيه بتسريع العمل بمشروع تصريف المياه على طريق العدسية
البدء بتحريج جوانب طريق العارضة مطلع عام 2025
حماس تكشف تطورات اجتماع القاهرة لأجل غزة
تذكرة مرور مجانية .. مهم بشأن عودة السوريين بالأردن الى بلادهم
العمل على تنفيذ إجراءات الربط الكهربائي مع مصر وفلسطين
الإحتلال اعدم أكثر من 1000 ممرض وطبيب بغزة
نيالا .. عنوان مجزرة جديدة لجيش البرهان .. فيديو
أعيان ونواب يطلعون على خطط وبرامج إقليم البترا
مذكرات تبليغ بحق عشرات الأردنيين .. أسماء
إمهال متهمين 10 أيام لتسليم أنفسهم .. أسماء
التايمز:جنيفر لوبيز ومقويات جنسية في مكتب ماهر الأسد
من هو ماهر النعيمي في أغنية "وبسيفك نقطع روسهم" .. فيديو
هام بخصوص موعد صرف رواتب متقاعدي الضمان
إجراءات قانونية ضد شركات رفعت أسعار بطاقات الشحن
ولي العهد ينشر مقطع فيديو خلال زيارته لدولة الكويت
مهم من التعليم العالي بشأن المنح والقروض الطلابية
تصل لـ 3 تحت الصفر .. أبرد 10 درجات حرارة متوقعة الليلة
وظائف في الشركة العامة الأردنية للصوامع والتموين
مدعوون لإجراء المقابلات لغاية التعيين .. أسماء
أمطار محتملة في الأردن بهذا التوقيت