اعتذار «الغارديان» وعقلية الإنكار
ضمن السياق أعلاه، يجوز إدراج حدث مهم هز قبل أيام مجتمع الصحافة البريطانية، فبدا لمُعظم من تأمل الوقائع كأنه غير مسبوق، ربما لِعِظَم، أو جسامة مضمونه. ملخص الخبر هو إقرار ملاك صحيفة «الغارديان» بما تضمن تقرير بشأن وجود صلات بين شخص جون إدوارد تايلور، مؤسسها في مانشستر، وبين تجار رقيق آخرين، داخل بريطانيا وخارجها، خصوصاً في الولايات المتحدة. اليوم التالي لصدور ذلك التقرير، صدرت «الغارديان»، وقد تصدر صفحتها الأولى عنوان - أو «مانشيت» إذا شئت - يعلن لجمهورها، أولاً، وللملأ أجمعين، ثانياً، اعتذار ملاكها عن هكذا صلات لا تجمعها أي صلة بمنهج ليبرالي اشتهرت به الصحيفة محلياً، وكذلك عالمياً، عارض دائماً سياسات التمييز العنصري، وساند حركات تحرر في أنحاء مختلفة من أفريقيا وأميركا اللاتينية، وناهض أنظمة انتهجت الاستبداد في أنحاء مختلفة من العالم.
مضمون ما نشرته «الغارديان» في شأن ذلك التقرير يمكن إيجازه بأن ملاك الصحيفة - «Scott Trust» - أصدورا بيان اعتذار عما تضمنه تقرير أكاديمي مستقل بدأ إعداده عام 2020 بشأن الاستعباد، ونُشر يوم الثلاثاء 28 مارس (آذار) 2023، وكشف أن جون إدوارد تايلور، إضافة إلى تسعة على الأقل بين أحد عشر داعماً له في تأسيس الصحيفة عام 1821، كانت لهم صلات بتجارة الرقيق، تحديداً من خلال صناعة النسيج، واستيراد كميات قطن خام هائلة كانت من إنتاج عمال مستعبدين في الأميركتين. تبعاً لذلك، فإن «سكوت تراست» تتوقع استثمار ما يفوق عشرة ملايين جنيه إسترليني (12.3 مليون دولار أميركي- 18.4 مليون دولار أسترالي) وملايين إضافية، لصالح العائلات المتحدرة ممن كانت لهم علاقات بصحيفة «الغارديان» خلال القرن التاسع عشر.
في افتتاحية خُصصت لمناسبة مرور مائة عام على صدورها، ونُشرت في عددها الصادر يوم خامس مايو (أيار) 1921 وضع تشارلز بريستوِتش سكوت، رئيس تحريرها يومذاك، ملخصاً للمبدأ الذي سوف تعتمده الصحيفة، طوال اللاحق من سنواتها، تضمن التالي: «التعليق حر، لكن الحقائق مقدسة». هذه العبارة لم تزل حتى هذا اليوم تحتل مكانها، مع صورة تشارلز سكوت، في ترويسة صفحات «الغارديان» المخصصة للرأي.
وفق تعاملها مع مضمون تقرير كشف علاقات مؤسسيها الأوائل بتجارة الرقيق، واضح أن صحيفة «الغارديان» لم تخن ذلك المبدأ على الإطلاق. صحيح أن تعامل الصحيفة مع حدث معيّن قد لا يعجب كثيرين، وقد تختلف الآراء بشأن مدى حيادها إزاء أحداث معينة؛ خصوصاً عندما يقاس الحياد وفق هوى محدد، أو أجندة فريق ما، لكن الأرجح أن يجوز أيضاً القول إن مجرد الالتزام، ولو نسبياً، بمبدأ الإقرار بالخطأ، ثم امتلاك شجاعة الاعتذار عنه، هو إنجاز في حد ذاته. ضمن هذا السياق، ترى كم من جهة في العالم العربي، وكذلك الإسلامي، حان وقت إقرارها بما ارتكبت من أخطاء، ومن ثم الاعتذار لضحايا أخطائها التي ربما ترقى إلى مستوى خطايا، كما في القبول بسلوكيات يومية ليست تقل سوءاً عن تجارة الرقيق، مثل إعطاء ذوي البشرة السمراء صفة «عبيد»؟ نعم حدث هذا، ولم يزل يحدث، في عالم عربي يحلو لكثيرين في صالونات نخبه الثقافية تحديداً أن تنزهه عن أي عنصرية، رغم أنها تنضح بالكثير من أشكالها. أولئك أناس يعيشون بعقلية إنكار ما يجري حولهم واضحاً وضوح الشمس في منتصف النهار.
السيسي وماكرون يبحثان تطورات غزة وسوريا ولبنان
آخر مستجدات الحالة الجوية الخميس .. تفاصيل
جيش الاحتلال يقرّ بخرق وقف إطلاق النار في غزة
إغلاق طريق السيل بسبب انجرافات جرش .. تفاصيل
واشنطن تزود تل أبيب بذخائر جديدة غير مسبوقة
حماس توافق على تسليم جثامين عائلة بيباس .. تفاصيل
تسهيلات حكومية لدعم الاستثمار بمنطقة القسطل الصناعية
زيادة رأسمال البنك المركزي لتعزيز الاستقرار المالي
تعليق دوام مدارس الكرك ومعان الخميس
بلدية جرش تتعامل مع 12 شكوى منذ بداية المنخفض
دوائر ومؤسسات تعلن جاهزيتها للتعامل مع الظروف الجوية
أوقاف لواء الكورة تحتفل بالإسراء والمعراج
أراضٍ بالأقساط للموظفين والمتقاعدين والجيش والأمن في الأردن .. رابط
إلزام وضع سارية علم أمام كل مبنى أو منزل يرخص جديدا .. تفاصيل
قرار هام من الضمان الإجتماعي يخص المتقاعدين
حبس فنانة مصرية بتهمة الفسق والفجور .. من هي
إيعاز من مدير الأمن العام بشأن النزلاء الناجحين بالتوجيهي
الحكومة تكشف سعر القطايف في رمضان 2025
أمانة عمان تكلف مكاتب محاماة بتحصيل ضرائب المسقفات
منها إحالات للتقاعد .. عقوبات ضد مديريات في وزارة الزراعة
منخفض ثلجي شديد البرودة قادم للأردن .. تفاصيل
الأمن يضبط سائق المركبة الاستعراضية في الزرقاء
تنقلات وتشكيلات بين كبار موظفي وزارة التربية .. أسماء
الأردن يحسم الأمر بشأن استقدام عمالة فلبينية للعمل بالتمريض