هذه أسرار الهَجْمة ضد الأوقاف
أما الهدف الثاني فهو ثأري، يتعلق بتصفية حسابات مع الوزارة ،جرّاء قيامها بتصحيح معادلة علاقة قديمة مع الإخوان، انتهت ( لا تسأل كيف تمت ومن وراءها ؟) منحتهم فرصة الاستثمار" البزنس " في المجال العقاري و الوقفي ، والديني أيضا ، هذا التصحيح الذي تم بموجب القانون "هزّ شجرة " الجماعة ، ودفعها لتصويب نيرانها ضد الوزارة والوزير ، على قاعدة "إما معنا أو ضدنا ".
لفهم "اللغز "الأول ،أسست الجماعة مجلسا للافتاء تابعا لها، وتعمدت في مرات عديدة سابقة إصدار فتاوى تتعارض مع الفتاوى التي تصدرها دائرة الإفتاء الرسمية ، كما أنها حشدت طواقمها الدعوية للانتقاص من دور المؤسسة الدينية في مجال الوعظ والإرشاد ،والفتوى وخدمة القرآن ، ثم التشكيك بقدرة خطباء المساجد وأئمتها (علماء السلطان ) ومصداقيتهم ، حين يتحدثون باسم الدين . حسابات الإخوان بدأت في إطار المناكفة ، ثم تحولت إلى إطار الصراع المكشوف ، خاصة بعد أن تم إنهاء احتكارهم ،الذي استمر عقودا طويلة ، للخطاب الديني ،وتحديدا المنابر ، من خلال إعادة اختيار وتكليف الخطباء ، بناءا على معايير علمية ودينية ،لا علاقة لها بالانتماء لأي تيارات سياسية .
في سياق فهم اللغز الثاني جرت اكثر من واقعة أثارت انفعالات الجماعة وردودها على الوزارة ، آخرها ما حدث قبل شهور ،حين أبلغت الوزارة الجماعة بانتهاء العقد المبرم معها لنادي اليرموك ، الواقع وسط العاصمة عمان ، وهو النادي الذي استأجرته الجماعة لأكثر من 30 عاما ،مقابل مبلغ مالي متواضع ، وبعد طرح العطاء ،وفق الأسس القانونية ،تقدمت الجماعة -بالإضافة لأطراف أخرى ، بعرضها، لكن اللجنة وجدت انه ليس هو الأفضل ،مما دفع عددا من نواب الإخوان للوساطة مع الوزارة ،لاستعادة النادي الذي كان أهم رافد استثماري للجماعة، لكن الوزارة رفضت ، بحجة أن العرض الفائز تم بموجب إجراءات قانونية سليمة ، وانه يحقق للنادي الوقفي ارباحا بأضعاف المبلغ الذي ورد بعرض الجماعة.
في قضية مسجد " العراء" أيضا، اكتشفت وزارة الأوقاف أن احد نواب الجماعة قام ببناء مسجد في منطقة بين عمان والزرقاء، تخلوا من السكان ، وبعد التدقيق تبين انه لم يحصل على التراخيص اللازمة، لا من البلدية ولا من الوزارة ، و أن تكاليف بنائه جاءت تبرعات من الخارج ، لم يتم الأفصاح عنها، وإلى جانب المسجد نصبت " آرمة" إعلان عن بيع قطع من الأراضي لغايات الإسكان (تم استخدام المسجد كمصيدة للترويج العقاري) ، موقف الوزارة لم يعجب النائب، مما دفعه لمهاجمة الوزارة أكثر من مرة .
تكرر ذلك أيضا في " فتنة" جمعية المحافظة على القرآن الكريم ، الوزارة وضعت يدها على أخطاء إدارية ، وحاولت تصويبها بموجب القانون ، والجمعية استجابت ، كان يمكن أن يتوافق الطرفان بلا ضجيج ، لكن ما جرى أن الجماعة دخلت على الخط ، فرفعت المصحف بوجه الوزارة ، واستخدمته ل" شيطنتها"، ثم حاولت أن تظهر الوزير وكأنه "عدوّ" للقرآن، و أن تغطي على جهود الوزارة في خدمة الكتاب العزيز ( 2200 مركز تحفيظ تابع للوزارة ، و مسابقات دولية ينفق عليها مئات الآلاف ، وجوائز للائمة الذين يحفظون القرآن.. الخ)، كل ذلك جرى بهدف كسب تعاطف الجمهور بدون وجه حق ، والانتقاص من دور المؤسسة الدينية ، والتهوين من شأنها ، ثم الاستئثار بالمجال الديني ، أو مقايضة الوزارة (تحت التهديد ) لاستعادة جزء من المكاسب غير المشروعة.
من المفارقات ان سلوك الجماعة يتوافق ،ربما بدون قصد ، مع مواقف تيار العلمانيين المتطرفين ضد المؤسسات الدينية ، لإضعافها أو تشويه صورتها ،من المفارقات ،أيضا ، أن الجماعة تصبّ " لايكات" اعجابها تجاه دول ومنظمات معروفة، بذريعة أنها تخدم القرآن والدين، والأقصى وفلسطين أيضا ، فيما لا تقدّر أي جهد تبذله الدولة الأردنية في هذا الاتجاه ، على العكس من ذلك، فإنها لا توفر أي فرصة للتهوين منه ، من المفارقات ،ثالثا ، أن تحظى وزارة الأوقاف حين كانت بعهدة أي وزير محسوب على الجماعة بالاشادة والاحتفاء، من قبلها ، فيما تتحول -بعد ذلك - ب"كبسة زر " إلى "شعير مأكول مذموم "، ويصبح كل وزير يتولاها مشكوكا في دينه وادائه وأمانته.
كلمة أخيرة ، المؤسسات الدينية في بلدنا هي " قلاعنا" الاخيرة الصامدة بوجه ما نشهده من تحولات سلبية ، تستهدف قيمنا الدينية والاجتماعية والفكرية ، و أمن بلدنا ومؤسستنا ، وأي محاولات لاضعافها، او تجريحها، يصب في مصلحة حرّاس التطرف ، سواء أكانوا من المجال الديني ، أو من خارجه ( وما اكثرهم ) ، كما أن هذه المؤسسات جزء من الدولة الأردنية ، ومن واجب الذين يريدون خدمة دينهم وبلدهم ، أن يدافعوا عنها، أو أن يكونوا منصفين عند انتقادهم لها ، بعيدا عن اية حسابات و مصالح شخصية ، أو سياسية.
بين الحديد والبلاستيك: أمان أم تكلفة
مرشحون لحضور الامتحان التنافسي بسلطة العقبة .. أسماء
الدوري الألماني .. بايرن يتغلب على فرانكفورت برباعية
مطلوبون لدفع مستحقات مالية تحسباً لاتخاذ اجراءات قانونية بحقهم .. أسماء
بني مصطفى: التنمية مستمرة بدعم جهود الجمعيات الخيرية
إضاءات عن زيارة وزارة العدل الأردنية
رانيا يوسف متهمة بجرائم قتل .. وتسريبات تهز الجمهور
مراكز شبابية تنظم أنشطة متنوعة
الشرع يتلقى دعوة للمشاركة بالقمة العربية الطارئة بمصر
هل تشهد أسعار البنزين والسولار انخفاضاً الشهر المقبل .. توضيح
بحدث نادر .. قريباً سنصوم رمضان مرتين بنفس العام
مجزرة في الضمان الاجتماعي .. إحالة 84 موظفا على التقاعد المبكر
هل انحرفت العاصفة جلمود عن الأردن .. آخر تطورات المنخفض القطبي
توضيح حول سعر أسطوانة الغاز البلاستيكية
تطورات جديدة على العاصفة القطبية جلمود .. تفاصيل
صورة الأميرة السعودية ريما بنت بندر بجانب ماسك تثير تفاعلا
عمر العبداللات يطلق رائعته : انت لنا .. شاهد
مهم للأردنيين بشأن طريقة استخدام الاسطوانة البلاستيكية .. فيديو
تثبيت سعر القطايف برمضان في الأردن
المواصفات والمقاييس تحسم الجدل بشأن أسطوانات الغاز البلاستيكية
الحافلة تنطلق حتى لو كانت فارغة .. هيكلة خطوط النقل في المحافظات
الأرصاد تطلق هذا الاسم على الموجة القطبية القادمة
قرار حكومي بزيادة رواتب المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى