ادراة جحا للأزمات

mainThumb

01-04-2023 06:28 PM

من الاساليب السطحية والبدائية التي كانت تتعامل معها بعض حكومات دول العالم النامي والفقير، ان كانت هي بصدد اتخاذ قراراً غير شعبي، بث التسريبات ومعلومات "بحجم أكبر" من القرار المراد اتخاذه، لتصل في النهاية الى حالة من القبول والرضا على قراراتها اللاحقة، بل المديح لتلك الحكومات في وسائل الاعلام التابعة لها .


فمثلاً، عندما تريد حكومة ما في بلاد الفقر والعوز في هذا العالم الواسع، رفع سلعة اساسية معينة، تبث عبر وسائل اعلامها المأجور ان هناك نية لرفع السلعة الفلانية بقيمة ( 100 دولار) ، بمعدل ضعفين، وهنا يصاب الناس بحالة من الاستياء والضجر ، فتطل عليهم الحكومة بقرارها الرحيم برفع السلعة لغاية 75 دولارا فقط ... !!.


بل ان بعض الحكومات تلجأ الى أساليب جحا في ادارة الازمات وحلها، عندما جاءه رجل شاكياً ضيق السكن الذي يقيم فيه مع زوجته واطفاله وحماته، ومنزله مكون من غرفة واحدة ..


فطلب منه جحا ان يسكن معه حماره في ذات الغرفة، فاستغرب الرجل هذا الطلب، الا انه قبل بالتنفيذ تحت اصرار جحا ..!.


عاد الرجل الى جحا في اليوم التالي، فسأله كيف امضى ليلته ، قال : كانت في غاية الصعوبة ..
وهنا طلب جحا ان يسكن معه ايضا الديك والكبش والخروف، جن الرجل ، الا انه قبل مع اصرار جحا ..
عاد الرجل الى جحا مثقلا ومهموما، وكانت اجابته على سؤال جحا المعتاد، بان الوضع اصبح لا يطاق ..
وهنا بدأ جحا باعطاء الحلول، بأن يخرج الحمار من الغرفة هذه الليلة ، فعاد في اليوم التالي وكانت اجابته ان الامور افضل مما كانت عليه ..


وبعد ذلك ، طلب منه ان يخرج جميع الحيوانات من الغرفة، وعاد الى جحا الذي كرر عليه السؤال ، فكانت الاجابة ان الامور الان في غاية الراحة والهدوء وانهم تخلصوا من الضغط واصبحت الحياة جميلة .. !!.


اسلوب جحا يذكرنا ببعض الحكومات في بعض البلدان الفقيرة في العالم المترامي الاطراف، كيف تكون عاجزة عن ادارة ازمات البلاد وشؤون العباد فتتعامل معهم بسذاجة واستخفاف... وصولاً لتنفيذ قراراتها غير الشعبية .. التي تعتقد ان الناس اقتنعت بها ..!!!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد