التأمين على الودائع والمخاطر الأخلاقية
الهدف الرئيسي للتأمين على الودائع هو دعم استقرار النظام البنكي، وبعث الثقة لدى المودعين بشأن ودائعهم لدى البنك لتقليل حالات الذعر والسحب الجماعي الذي يؤدي إلى انهيار البنوك، وهو ما حدث مع بنوك عدة من قبل لم يكن بنك «وادي السيلكون» إلا واحداً منها. والتأمين على الودائع ليس بالأمر الجديد، فقد بدأته ولاية نيويورك عام 1829، وكان حينها يسمى صندوق الأمان للمودعين. وبعد الأزمة المالية عام 2008 استحدث العديد من الدول أنظمة للتأمين على الودائع، وتوسعت دول أخرى في أنظمتها السابقة للتأمين، ولكن تأمين الودائع لاقى انتقادات واسعة لأسباب عديدة، منها ما يسمى أثر المخاطر الأخلاقية (Moral Hazard)، ونقطة الخلاف فيها تأتي من المنطلق التالي: الهدف الأساسي من التأمين على الودائع هو المحافظة على النظام البنكي من الانهيار الناتج عن ذعر المودعين الذين يسحبون أموالهم دفعة واحدة مسببين أزمة سيولة للبنوك التي لا يمكن لها أن توفي بجميع الأموال المودعة دفعة واحدة. وجود التأمين بذلك يقلل خطر الانهيار على البنوك، ويزيد من ملاءتها المالية، وهو ما جعل العديد من البنوك تزيد من استثماراتها الخطرة لزيادة أرباحها، مستندة على التأمين الذي يعوض العملاء في حال عدم القدرة على الإيفاء بأموالهم المودعة، معرضة بذلك النظام البنكي للخطر، وهو ما يعارض الهدف الأساسي من التأمين على الودائع.
هذا المأخذ أثبته العديد من الدراسات الأكاديمية، فعلى سبيل المثال توصلت دراسة إلى أن التأمين على الودائع يقلل من السيولة الاحتياطية لدى البنوك، وتوصلت أخرى إلى أن البنوك أصبحت تموّل أكثر المشاريع خطورة بعد إقرار أنظمة التأمين على الودائع، ولكن المخاطر الأخلاقية عادة ما تُستثنى من التأمين بشكل عام، ولعل ذلك ينطبق – على سبيل المثال – على التأمين على الحياة؛ إذ تُستثنى حالات الانتحار من تعويضات التأمين، إلا أن التأمين على الودائع، بشكله الحالي، يشمل جميع المودعين، بغض النظر عن أسباب فشل أو انهيار البنك. وما حدث في حالة بنك «وادي السيلكون»، هو حالة مثبتة من الإهمال من التنفيذيين في البنوك بعدم التحوط من المخاطر، وتحديداً المخاطر الناتجة عن ارتفاع أسعار الفائدة، وهو تحوط يجب الأخذ به في البنوك الأميركية بحسب الأنظمة.
والحكومة الأميركية الآن على المحك بشأن إعادة الاستقرار إلى النظام البنكي؛ فهي من ناحية ضمنت أموال المودعين في بنك «وادي السيلكون»، ولكن هذه الضمانات لا يمكن أن تستمر أو تنطبق على جميع البنوك. فإذا أدركت البنوك أن أموال مودعيها مضمونة بضمانات حكومية، فستزيد معدل الخطر في استثماراتها، وسيحدث نفس التأثير للتأمين على الودائع، وهو أثر المخاطر الأخلاقية. ولذلك فقد دعا الرئيس الأميركي إلى معاقبة رؤساء البنوك كأحد الحلول المطروحة لزيادة التزام البنوك بإدارة المخاطر فيها، وهو أمر لم يُبت فيه بعد.
إن ضمان الحكومة الأميركية لأموال المودعين ما هو إلا حل مؤقت لمنع أزمة مالية مشابهة لتلك التي حدثت في عام 2008، ولكنها لن تكون أبداً حلاً دائماً لهذه المشكلة؛ فالزمن اختلف الآن مع سرعة الحوالات البنكية عن طريق الإنترنت، وسحب الأموال الذي كان يتم خلال أيام في السابق، أصبح يتم خلال دقائق، وكذلك الانتشار السريع للأخبار، وهو ما يعني أن الحكومة تحتاج إلى نظام معلن يتم من خلاله التعامل مع هذه الحالات، لا أن يتم التعامل مع كل حالة بشكل منفرد، وهو ما يستغرق عادة أياماً قد ينهار خلالها النظام البنكي بما لا يمكن تداركه.
قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم السبت .. أسماء
بيعة متجددة لا تنطفىء لها جذوة بإذن الله
نعم للحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية
هل يملك ترامب حق التدخل بأي سلطة
الحسين إربد الملكي حديث الساعة وعامر صاحب الإنقلاب
الأردن يدين حادث إطلاق النار في أوريبرو السويدية
ماذا رأى المحتضرون العائدون من الموت .. تفاصيل تقشعر الأبدان
الأونروا: سكان غزة يتعرضون لعملية منهجية من نزع الإنسانية
الفايز: علاقات الملك الإقليمية والدولية جنبت الأردن المخاطر
مهم بشأن إعفاءات رسوم تراخيص النقل العام
استشهاد طفل متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال شرقي طولكرم
عمان الأهلية تُثمّن موقف جلالة الملك برفض التهجير
التعادل يسيطر على مباراة الرمثا وشباب العقبة بدوري المحترفين
قرار هام من الضمان الإجتماعي يخص المتقاعدين
الحكومة تكشف سعر القطايف في رمضان 2025
الأمن يضبط سائق المركبة الاستعراضية في الزرقاء
إيعاز من مدير الأمن العام بشأن النزلاء الناجحين بالتوجيهي
المناطق التي قد تشهد تساقطًا للثلوج .. أسماء
منخفض ثلجي شديد البرودة قادم للأردن .. تفاصيل
تنقلات وتشكيلات بين كبار موظفي وزارة التربية .. أسماء
كتاب لاتحاد كرة السلة بخصوص مباراة الأردن وإسرائيل
الجيش يفتح باب التجنيد .. تفاصيل وشروط
موظفون حكوميون إلى التقاعد .. أسماء