اخترتَ يومَ الهول يوم وداعِ؟!
يقول وليم شكسبير (في هاملت): إنّ المصائب لا تأتي فُرادى! والعبارة لا تنطبق على اللبنانيين فقط؛ بل تتناول عدة دولٍ عربية. فالفجيعة برفيق الحريري وعليه ليس علتها مقتله وحسْب؛ إذ تعوَّد لبنان على الجرائم السياسية الكبرى، ثم جاء انفجار مرفأ بيروت أو تفجيره الهائل عام 2020؛ وإنما عظمت الفجيعة، لأنه بعد مقتل الحريري تكاثفت المشكلات التي لم تجد حلاًّ، فصارت الفجيعة بغياب الحريري إيذاناً بمصائب سود توالت على هذا البلد.
لا يمكن التهوين من شأن المشكلات في بلدان المشرق العربي. إنما التعزّي أنّ في مصر والأردن وحتى تونس حكومات مسؤولة تستطيع أن تتصرف وأن تعمل، وأن تحول دون هذا التردّي أو ذاك، ولا يمكن قولُ ذلك عن لبنان وسوريا. ففي لنبان تنشلُّ الحكومة من زمان، ويغيب رئيس الجمهورية، فما عاد هناك أحدٌ يمكن اعتباره مسؤولاً. وسيقول كثيرون: لكنك بذلك ترفع المسؤولية عن كاهل الموجودين في الحكومة، وأقول ومعي معظم اللبنانيين إنّ طاقمنا السياسي لا يأبه وسواء أكان هؤلاء في الحكومة أم من حولها أم لم يكونوا.
وإذا التفتنا إلى سوريا، وقد نالها من الزلزال الكثير والكبير، نجد أن هناك أربع سلطات أو خمسا، وصراعا دوليا من حولها وعلى أرضها. وقد لا تصل مصيبتها بالزلازل إلى ما وصلت إليه حال تركيا؛ لكن مرةً أخرى في تركيا حكومة مسؤولة وقوية، وهو الأمر الذي تفتقر إليه سوريا إلى حدٍ بعيد.
فالدرس الأول في أعقاب الزلازل والحروب، أنّ الأمر يختلف إلى حدٍ كبير عندما تكون هناك حكومة تعتبر نفسها مسؤولة حتى لو كان الحدث من أحداث الطبيعة الكبرى. هذا الاعتبار نجده في الدول العربية المصابة في سياسييها وفي إدارة شؤونها ومنها العراق وليبيا والسودان. ومع ثقافة الدولة إن توافرت تظل محاولات الاستعادة جاريةً ولا تتوقف، لأنّ الوجود في السلطة يستدعي السعي الدؤوب للبقاء فيها أو تدعيمها بالعمل على خدمة الناس بقدر الوسع والطاقة. وهذا هو ما يختلف فيه الوضع في لبنان وسوريا، لأنّ الموجودين لا يتوقف وجودهم ونفوذهم على العمل من أجل البشر والمواطنين، إذ لا يدينون في الوجود والبقاء للناس أو خدمتهم والحرص على رفاههم وسلامهم وحيواتهم المعيشية والإنسانية.
والدرس الثاني -إذا صحَّ التعبير- أنّ أشقى ما يمكن أن يُصاب به أي بلد، هو الصراع الدولي عليه أو من حوله. ولننظر وقد حصل الزلزال في تركيا وسوريا كم كان هناك اهتمامٌ دوليٌّ بهما. قال إردوغان إنّ سبعين جهة أو أكثر اندفعت لمساعدة تركيا في مصابها. وحتى الصراع الدولي لعب ويلعب لصالحها، لأنّ جهاتٍ كبرى ووسطى شتى تأمل في تركيا وقدراتها وأدوارها. فقد تنافس على المساعدة كلٌّ من أميركا وروسيا، واندفع للمساعدة حتى اليونان وأرمينيا وهما خصمان لدودان لتركيا في العادة. بينما يلعب الصراع الدولي لغير صالح سوريا ولبنان. وذلك بسبب النفوذ الإيراني في البلدين، وخصومات إيران الضارية في المجالين الدولي والإقليمي. ما اعتذر أحدٌ في حالة تركيا بالصعوبات وقد امتد الزلزال على مساحة خمسمائة كيلومتر مربع؛ بينما في حالة سوريا اعتذر البعض بصعوبات الوصول، والبعض الآخر بالقطيعة بين منطقتي النظام والمعارضة. والبعض الثالث بالمماحكات داخل مناطق المعارضة بل المعارضات. وقد زعمت الولايات المتحدة أنّ اعتبارات الشأن الإنساني تتفوق على ما عداها، ثم لم تكن لها مساعٍ وتأثيرات تضاهي مزاعم تفوق الشأن الإنساني.
والصراع الدولي الذي يظهر في حالتي سوريا ولبنان بالذات، تأثيراته أكبر وأوضح في حالة أوكرانيا. لكنْ حتى في حالة أوكرانيا هناك الاعتباران الآخران اللذان يلعبان لصالحها: وجود الحكومة القوية والمسؤولة، وأنّ الحرب تجري على الأرض الأوروبية، وأنّ أمن أوروبا المستقبلي يتوقف إلى حدٍ بعيد على بقاء أوكرانيا دولةً وشعباً واستقلالاً، لكي لا تتغولَ روسيا عليها أيضاً كما تغولت على أوكرانيا وفقاً لهم.
في شأن لبنان تقول الجهات الغربية إنه ليس هناك سلطات بالداخل يمكن الاعتماد عليها، لأنها خاضعة لقوى الأمر الواقع الإيرانية المغضوب عليها دولياً، وفي حالة سوريا فإنّ إيران وروسيا تقبضان على أنفاسها، فتتحول المناطق الخارجة على سلطة الأسد إلى رهائن في مواجهة روسيا وإيران. بالطبع فإن تركيا لديها رهائن من الأرض والبشر في شمال سوريا، ولا تأخذ عليها الدول الغربية ذلك فهي في حلف الأطلسي، ويظل الغرب يأمل في استمالتها نحوه رغم علاقاتها الجيدة بكلٍ من روسيا وإيران!
والعبرة الثالثة وليس الدرس الثالث، أنّ الدول الصغرى وأحياناً الوسطى تحتاج إلى حواضن. والحاضنة في حالتي سوريا ولبنان هي دول الجامعة العربية. لكنّ العرب يئسوا من لبنان وما عادوا يهتمون إلا بالشأن الإنساني على تردد! أما في سوريا، فتحاول دول عربية من سنواتٍ أن تساعد لأسباب إنسانية وأخرى سياسية واستراتيجية؛ لكنّ إيران تظلُّ بالمرصاد لكل المحاولات. وكما تعودنا من إيران، فإنّ رهاناتها في الاستيلاء تظلُّ على بؤس الشعوب وعدم قدرتها على الحراك، والتبعية الكاملة للنظام السياسي أو شبه النظام، وهو الوضع السائد في سوريا ولبنان من سنواتٍ وسنوات.
شطر البيت الذي وضعتُه في عنوان المقالة هو لأحمد شوقي في رثاء الأديب المنفلوطي، الذي توفي عشية وفاة الزعيم سعد زغلول فلم يلق الاهتمام الذي كان يستحقه.
المصائب لن تأتي فرادى لكنها تتفاوت في الشدة بحيث يُنسي واحدها الآخر؛ وهو الوضع مع الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال الحريري!
ريليفو: محمد صلاح وافق على الانتقال إلى الهلال السعودي
الحكومة تعقد جلسة وزارية في معان اليوم
هؤلاء فاقدون لوظائفم في التربية .. أسماء
الحالة الجوية ودرجات الحرارة المتوقعة الأربعاء
بسمة بوسيل تشارك جمهورها مغامرة القفز بالمظلات
موقوفان و30 شاهداً في قضية حريق دار المسنين
الفايز يطلق مبادرة إعلام من أجل التنمية
تراجع الدخل السياحي في الأردن خلال 2024 بنسبة 2.3%
شفيع ينفي استقالته نتيجة ارتباطه بنادٍ آخر
تفاصيل الحالة الجوية للأيام الثلاثة القادمة
نقيب تأجير السيارات يطالب بإلغاء قرار التأمين
مدير مرصد الزلازل ينفي تسجيل أي زلازل في معان
الأمم المتحدة: الفلسطينيون في غزة بلا أمان بسبب الحصار والهجمات
الأردن .. دعوة لأصحاب فواتير المياه المرتفعة
رفع أسعار أصناف جديدة من الدخان .. كم بلغت الزيادة
أطالب بعدم زيادة رواتب العاملين والمتقاعدين
موعد عودة أسعار الدواجن إلى معدلاتها الطبيعية
هام للمتقاعدين العسكريين بخصوص القروض .. تفاصيل
هام بخصوص إعلان نتائج التوجيهي التكميلي
إحالة مدير بلغ الستين للتقاعد وتعيين جديد 65 عامًا براتب 6 آلاف دينار
ياسمين صبري تقلد جورجينا بإطلالة استفزت الجمهور .. صورة
أسباب ارتفاع شراء الشقق في الأردن
العرموطي: ابن رئيس وزراء أردني أسبق معتقل .. من هو؟
فصل الذكور والإناث في باصات دمشق وإدلب وحلب وحمص
لا تصاريح عمل لهذه الفئة إلا بعد موافقة الداخلية