صحيفة السوسنة الأردنية

الرسالة اليهودية أول رسالة سماوية نزلت على بني آدم، إلا أن بني إسرائيل تجاوزوا حدودهم مع الله ومع نبيهم موسى عليه السلام (قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (المائدة:24)). فجعلهم الله يتيهوا في صحراء سينا ازبعين سنة واطاعوا السامري وعبدوا العجل (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ، فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ (المائدة: 26، طه: 88)). إعترضوا على أرزاقهم من الله (وَقَالَت الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ... إلخ (المائدة:64)). عادوا الله ورسله وملاكته (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ(البقرة: 98)). عادوا سيدنا عيسى عليه السلام وحاولوا قتله وصلبه (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (النساء:157)). حاولوا قتل رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام عن طريق السم وغيره وعادوا الإسلام والمسلمين من بعده وغدروا ونقضوا عهودهم ومواثيقهم حتى طردهم خليفة المسلمين عمر بن الخطاب من الجزيرة العربيه بعد تعويضهم عن ممتلكاتهم غير المنقولة والسماح لهم بحمل معهم كل ممتلكاتهم المنقولة. وإنتشروا في جميع بقاع الأرض بأمر الله (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (الإسراء: 104)). وقد تعالوا في تعاملهم على غيرهم من غير جلدتهم من الامم وإستغلوهم عن طريق الربا، وكانوا وما زالوا همهم الوحيد هو جمع الأموال باي طريقة كانت.

وثار عليهم معظم زعماء دول العالم وشعوبهم التي عاشوا في ظهرانيهم، في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ... إلخ. وحتى يرتاح زعماء دول العالم وشعوبهم منهم تعهدت بريطانيا منذ عام 1830 عن طريق هنري جون تيمبل وزير خارجيتها آنذاك متفقة مع جميع زعماء دول العالم بمتابعة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وفي 2/11/1917 وجه آرثر جيمس بلفور وزير الخارجية البريطاني آنذاك إلى رئيس الجالية اليهودية في بريطانيا اللورد ليونيل روتشيلد، الرسالة التالية: إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية... إلخ. وهكذا تمت الخطة لوضع صيغة ما عرف بـ "وعد بلفور"، ووقعت عليه الحكومة البريطانية بعد أخذ موافقة معظَم زعماء دول العالم، وكان هدفها الأساسي استقطاب يهود ألمانيا والعالم لينضموا إلى يهود بريطانيا لمساعدة الإنجليز. وقد أوفى زعماء بريطانيا ودول العالم بوعودهم وتم الإعلان عن تأسيس دولة الكيان الصهيوني في 14/05/1948. وبعد ذلك تم تهجير وتشريد معظم اهل فلسطين أصحاب الأرض إلى الدول العربية المجاورة والعالم عن طريق الحروب والمجازر في الأعوام 1936 و 48 و67 وغيرها من الحروب التي نفذها جيش الكيان على تجمعات الفلسطينيين في المخيمات التي أقيمت لهم في الدول العربية المجاورة. ونخلص إلى القول معتمدين على ما قاله الله عنهم في كتابه العزيز ومن الأحداث التي مرت منذ سنين على العالم وحتى وقتنا الحاضر انهم لا يريدون السلام (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (البقرة: 100)). وكما يتضح لنا وللعالم أجمع ان نهايتهم ستكون على يد الفلسطينيين في غزة ومن داخل فلسطين وخارجها وسيتم تنفيذ وعد الله فيهم كما ورد في الآية 104 في سورة الإسراء التي ذكرناها في بداية المقالة والله ورسوله اعلم.