التفكير في يناير 2023
طبعاً كذب المنجمون ولو صدقوا أحياناً؛ لأن ما تبقى كان قراءة لاحتدام الحرب الباردة، وسباق الفضاء الذي كانت موسكو وقت النبوءة في الطليعة. لن نعود بعيداً في الماضي؛ حيث إن العصر الحديث يوحي بأن الفشل أكثر من النجاح فيما يتعلق بالتفكير في شهر يناير حول ما سوف يحدث خلال العام «الجديد». لم يكن أحد يعلم أن الثورات سوف تكف عن الحدوث في شهر يوليو (تموز) المعتاد حينما ترتفع درجات الحرارة وتصبح السلطات في غيبوبة الإجازة السنوية، وتنتقل دون معرفة أحد إلى شهر يناير حيث البرد القارس، وخوفاً من اختلاط الأمور أطلق كتّاب الغرب كلهم على الثورات العربية في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين اسم «الربيع العربي». لم يكن أحد وقتها يعلم أن ما جرى في تونس ومن بعدها مصر سوف يمتد إلى سوريا واليمن وليبيا، وما زالت تجري بعض من مشاهده في بلاد عربية أخرى. الطريف أن «الربيع» الذي احتفى به الغرب، تعدد امتداده إلى حروب أهلية استمرت طوال فصول السنة، وبعدها امتدت من العقد الثاني إلى العقد الثالث.
قبل ثلاثة أعوام لم يكن أحد يعلم، ولا يمكنه أن يتنبأ بما تخبئه الطبيعة، عندما بدا يناير 2020 شهراً عادياً، وجاءت التوقعات والتنبؤات فيه دون معرفة أن أمراً جللاً كان قد بدأ قبل شهرين عندما ظهرت أول حالات «كوفيد - 19» في الصين وبعدها لم تأت نبوءة بأن «الجائحة» سوف تمتد لأكثر من عام. كثر الحديث عن «المعتاد الجديد»، ونادراً في التاريخ ما تأتي التوقعات لكي تتحدث بما هو معتاد. وكان ذلك هو ما حدث في يناير 2020 عندما ركزت التوقعات على الانتعاش ومعدلات النمو العالية بعدما اكتشف العالم العلاج، واخترع اللقاح للوباء والبلاء.
جاء التنبؤ بحالة من التعاون الدولي، ورغم التحرشات هنا أو هناك في الساحة الدولية فإن العلاقات الأميركية الروسية، والأميركية الصينية لم تكن مدرجة ضمن التوقعات المتشائمة، ولكن هذا التفاؤل البادي لم يعد له محل بعد أيام من شهر يناير عندما اعترضته نذر دولية برزت من البيان المشترك الصيني الروسي في 4 فبراير (شباط) 2022 الذي حث على تغيير النظام العالمي الذي نجم عن نهاية الحرب الباردة والذي قدم أولاً للعولمة التجارية والاقتصادية على مستوى العالم؛ وثانياً المكانة الخاصة للولايات المتحدة الأميركية في هذا النظام من حيث العائد والنفوذ في منظمة التجارة العالمية وهيمنة الدولار الأميركي على النظام الاقتصادي العالمي. ومن وقتها أصبح العالم في حالة مراجعة لكل النظام الدولي الذي استقر بعد نهاية الحرب الباردة والتي بالمناسبة لم يتنبأ بها أحد أو يتوقعها معلق ولا جهاز مخابرات.
لم يأت على خيال أحد متابعة منطق أنه في جميع حالات المراجعة للنظام الدولي فإنه إما أن يتم تعديل النظام بالتوافق بين أركانه الأساسية كما حدث عند نهاية الحرب العالمية الثانية، وإما تنشب حرب لتحقيق توازن جديد كما حدث قبل نشوب الحرب العالمية الأولى. وكان هذا هو الخيار الذي نجم عن عمليات الحشد العسكري الروسية على الحدود الأوكرانية؛ وانقلبت في 24 فبراير إلى حرب دخلت فيها القوات الروسية من ثلاث جبهات إلى أرض أوكرانيا. وكان للحرب مجال آخر بين روسيا وبجوارها بتأييد حماسي دول مثل بيلاروسيا وكوريا الشمالية وإيران وسوريا في جانب؛ والقوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة في جانب آخر. كان الرد الأميركي والغربي على الهجوم الروسي على أوكرانيا هو «المقاطعة» الاقتصادية، وانسحاب رؤوس الأموال والشركات الأميركية من «آبل» للكمبيوتر وحتى «ماكدونالد». تحولت الحرب الأوكرانية من كونها حرباً بين دولتين إلى أزمة عالمية شاملة كل دول العالم التي بدأ كل منها في إعادة ترتيب أوضاعه السياسية والاقتصادية بحيث تتعامل مع عالم جديد كان من أبرز ملامحه الصعود المثير للصين كقوة عالمية عظمى.
لم يقل لنا أحد في يناير 2022 إن كل ذلك سوف يحدث، ولم يصدق أحد المخابرات الأميركية عندما نشرت خطط الحرب الروسية، ولا أن الماضي وليس المستقبل سوف يعود بقوة عندما وضع الرئيس الروسي بوتين القضية كلها في إطار العلاقات الروسية الأوكرانية في الإطار الذي كانت فيه روسيا القيصرية. الرئيس بايدن كان تواقاً لمعركة آيديولوجية فجعل العالم مصطفاً بين «الديمقراطيين» و«السلطويين» لكي يحل محل عالم منقسم ما بين «الرأسمالية» و«الشيوعية»، و«الليبرالية» و«الاشتراكية». لم يعد العالم جديداً، ولا العولمة شريعة العلاقات الدولية، وحينما حل العام الجديد 2023 لم تعد هناك فيه لا بشرى ولا بشارة، وإنما امتداد لما كان في العام السابق. أصبح هناك رصد يشيع فيه الاستسلام لعالم غارق في حرب ممتدة؛ وبينما تعبئ روسيا جنودها بمئات الألوف، فإن حلف الأطلنطي يقدم صفقات أسلحة جديدة مزدحمة بأشكال كثيرة من الدبابات القادرة على عبور الحدود. الحرب بات لها جولاتها بين الهجوم الروسي، والهجوم الأوكراني المضاد، واحتلال مدن والخروج منها. آثار التدمير بادية في أوكرانيا، وبوادر الإنهاك ظاهرة على روسيا، وما بين كلتيهما لا يوجد إلا ما سماه عالم العلاقات الدولية جوزيف ناي «الشتاء الدبلوماسي»، حيث لا توجد في الساحة إلا محاولة صغيرة تقوم بها تركيا لتبادل الأسرى أو عقد صفقات لمرور الغذاء أو إنقاذ مفاعل نووي قبل أن يقوم بتدمير العالم بإشعاعاته العابرة للقارات.
بعد ثلاثة أسابيع من شهر يناير فإن الحذر من التوقع والتنبؤ بات منتشراً، اللهم إلا محاولات للاستفادة من تجربة العام الماضي وتجنب الأزمات المتفرعة عنه. وحتى لا ينتهي المقال دون توقعات قد تكون مفيدة فإن العلاقات الدولية في العالم عادت إلى قواعدها الأولى، وأولها أنه لا توجد بين الدول علاقات صداقة مطلقة أو علاقات عداء دائم، الدائم الوحيد هو المصالح العليا للدول. ولا يوجد ما يمنع أبداً من قيام الدول بنشر أجنحتها بين دول وكتل متناقضة بل، وحتى ندور بينها حرب. وثانيها أن ما يبدو حقيقة واحدة ثابتة تقال في يناير من كل عام هو أن صعود الصين لمكانة الدولة العظمى أصبح حقيقة ثابتة.
نصائح للحفاظ على كفاءة السيارات الكهربائية في البرد
الزراعة توضح حقيقة ضبط زيت مغشوش .. تفاصيل
تشريعات صارمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في 2024
هيفاء وهبي تستعد لحفل غنائي كبير في دبي
قطر تستأنف دور الوسيط لإنهاء الحرب في غزة
التمييز تنقض قرار الجنايات بحق قاضٍ قتل زوجته وابنه
إغماء محام في جلسة تتعلق بقضية الدارك ويب في مصر
حجم تداول سوق العقار الأردني يصل لـ 6.23 مليار دينار
الأردن يطور خطة لتقييم المساعدات الإنسانية لغزة
رئيس أركان جيش الاحتلال يوبخ الناطق العسكري
الحكومة تعفي المكلفين بقضايا مالية أقل من 100 دينار
تحذير من تشكل الصقيع .. هام للمواطنين بخصوص الطقس
ثعبان ضخم يبتلع رجلا بالكامل في إندونيسيا .. صور
الحاجة وضحى الشهاب تخضع لعملية عيون .. فيديو
الطاقة تبدأ بتنفيذ المشروع الأول من نوعه بالأردن .. تفاصيل
إحالة موظفين حكوميين إلى التقاعد .. أسماء
إغلاق طريق عمّان جرش مساء الخميس حتى الجمعة
جمعية البنوك:خفض الفائدة حسب عقود لا يقرأها المقترضون
روائح زيت الزيتون في قاعات مكة مول .. ما القصة
من هو اللواء حسام لوقا المرتبط بعملية انقلاب في سوريا
رؤى النعيمي شابة تتحدى البطالة عبر تربية المواشي
الجمارك:مراجعتنا خلال أسبوعين وإلا مزاد علني .. أسماء
ماذا تفعل إذا أرسلت مالا عبر "كليك" بالخطأ
صدور تعليمات امتحان الثانوية العامة .. تفاصيل
مطلوبون لمراجعة المحاكم الأردنية .. أسماء