صحيفة السوسنة الأردنية

الابتسامة تملأ شفاههم، فرحين بالبعثة الدراسية التي حصلوا عليها بعد جهد استغرق سنوات طويلة كان عنوانها الجدّ والمثابرة ... ودّع الطلبة الأهالي والأصدقاء وانطلقوا قاطعين آلاف الأميال، ليس من أجل التسلية والترفيه، بل لأنهم رضعوا حبّ الوطن والولاء والانتماء إليه من ثدي المجد والعز والكبرياء، للارتقاء والازدهار بالأردن الغالي .


تشهد حياة الطالب الأردني المبتعث من جامعة اليرموك للدراسة في أميركا ، ضآلة في مستحقات المنحة .. غلاء في المعيشة .. عمل بالليل والنهار .. حرمان ومعاناة وحياة بائسة .. لا وقت للدراسة، كل هذا يولد شعورا بغضب شديد في أعماق الطلبة تجاه القرارات الإدارية الخاطئة التي تحرمهم كرامة العيش مع أقرانهم الطلبة من الدول العربية الشقيقة الذين يتصدقون عليهم بين الحين والآخر كونهم أردنيون فقط .


الطالب الأردني "هـ" المبتعث من أجل الحصول على درجة الدكتوراه يقول لـ"السوسنة": إن الطالب الأردني والمبتعث من جامعة اليرموك بالتحديد في أميركا أصبح معروفا لدى الجميع بسوء حالته المادية، كما أن الشخص العربي أو الأجنبي هناك ما أن يعلم أن جنسيتك هي الأردنية حتى يسرع في تقديم المساعدة (المالية أو العينية) لك، نظرا لما يعانيه الطالب الأردني من ظروف صعبة للغاية .


الطالبة "ع" المبتعث إلى جامعة (نورث كارولينا)، يشير الى أن الراتب الذي يتقاضوه لا يتجاوز الـ1300 دولار أميركي، مؤكدا أن المبتعث من جامعة اليرموك يحصل على أدنى الرواتب بين الطلبة  العرب المبتعثين.


ويضيف الطالب، إن الطالب العربي أو الأردني المبتعث من أي جامعة غير اليرموك، أفضل حالا منهم في أميركا، معربا عن استيائه من تجاهل المسؤولين الأردنيين لهذه القضية.

أما الطالب "هـ.ا" والذي يدرس في جامعة كنساس، انتقد المسؤولين عن الأوضاع المعيشية التي يعيشها الطالب الأردني في أميركا .


ويضيف وهو مبتعث من جامعة اليرموك أيضا، إن " الراتب (1280) دولارا فقط، وهو لا يكفي إلا لدفع إيجار الشقة التي اسكنها أنا وزوجتي وأطفالي الأربعة ولدفع فاتورة الكهرباء والغاز والمياه والانترنت وكيبل التلفزيون والتلفون ".


ويتابع حديثه لـ " السوسنة "  (أبنائي وزوجتي غير مؤمنين طبيا نهائيا حيث يتوجب علي دفع مبالغ طائلة لعلاجهم ذلك عدا عن تكاليف أخرى مثل المطاعيم ومستلزمات المدارس التي يرتادها أبنائي ، أنا الآن لا استطيع امتلاك سيارة وهذا يزيد من صعوبة الحياة هنا).


ويواصل حديثه لـ"السوسنة"، (اعمل بجمع الخردوات وعبوات البلاستيك ليلا وبيعها في الصباح للحصول على بضعه دولارات يوميا لشراء الطعام لأبنائي علما بان فصل الشتاء القارص قد بدأ ولا استطيع شراء الملابس المناسبة لهم. هذا يزيد من أعباء الحياة علي حيث إنني لا أجد إلا القليل من الوقت للدراسة وهذا لا يتناسب مع طالب في مرحلة الدكتوراه).


ويتابع، (أنا استغرب تجاهل المسؤولين للوضع الحالي وكأنهم يعيشون على كوكب آخر لا يعلمون بغلاء المعيشة الفاحش في الولايات المتحدة، والأكثر غرابه أنهم يصرون في اغلب الأحيان على ان يحصل المرشح لبعثة قبول من الجامعات العريقة في أميركا).


ويتساءل (بأي حق هذا. بأي حق وأنا موجود هنا لجمع حبات العلم والمعرفة أنا وعائلتي لنعود لخدمه الوطن. أليس لنا حق على هذا الوطن ان يعطينا أدنى درجات الكرامة الإنسانية سيما ونحن نعيش في بلد الرأسمالية المتوحشة).


هكذا هي حياة طالب اليرموك المبتعث للدراسة في أميركا ، حرمان ومعاناة وحياة بائسة .. ومستحقات لا تكفي لسد ابسط متطلبات الحياة الكريمة   ، ولا تأمين صحي ... !!