الرجل الذي يحسد رونالدو
أيامٌ لا تشبه الأيام. كلَّما فتح الباب يشمّ رائحةَ الفشل. أزهارُ المكتبِ تحرجه فيسمع أجراسَ الخيبة. ما أصعبَ أن تذهبَ إلى مكتبك كما يعود السجين إلى زنزانته! شعور الأسير. وأوجاع الرهينة. لم أخن واجبي لكنَّ العالم خان. لن يدبج كتاب استقالته. سيقولون إنَّه أنقذ صورتَه وتجاهل عالماً يغرق.
«مهنتي مؤلمة»، قال، وأطلق نصفَ ابتسامة. لا يعرف حساده حجم الإحباط الذي يلتهمه منذ شهور. هذا الشعور الرهيب بالعجز الكامل. العجز عن وقف الاندحار المروع لعالم مجنون. العجز عن استصدار قرار. والعجز عن المجاهرة بموقف واضح. والعجز عن وضع النقاط على الحروف. أحياناً يصبح دورُك إجراءَ جراحاتٍ تجميلية للجثث. وأن ترشَّ السكر على الموت. وأن تبقي شعلة الأمل الكاذب حيَّة.
ما أصعبَ أن تخيّبَ مشاعرَ من يراهنون عليك. من يتوهَّمون أنَّك قادر. وأن مؤسستَك هي الملجأ الأخير. وأنَّك حارس مرمى القانون الدولي. أعجبته صورة حارس المرمى. لا يزال يعيش تحت وطأة المونديال. لكنَّه يعرف أن دورَ الحارس خداع. هزَّت أميركا شباكَ القانون الدولي حين غزت العراق. مزّق بوتين شباكَ القانون الدولي حين أوقدَ نيرانَ الحربِ واجتاحت قواتُه أوكرانيا. دموع الحارس لا تحرس المرمى. تسديدة بوتين كانت أقوى من تسديدات رونالدو وميسي ومبابي. هزَّ رأسَه وأطلقَ بصوت خافت عبارة حقيقية: الدول الكبرى ميليشياتٌ هائلة. سيفُ «الفيتو» يقطعُ عنقَ القانونِ الدولي.
قرَّر أن يغسلَ أحزانَه. سكبَ كأساً للتحايل على مزاجه. كانت المدينةُ في عهدةِ الليل والصقيع. هاجمته خيامُ المطرودين من أوطانِهم أو داخلها. هاجمه أنينُ اللاجئين. تخيَّل الثلجَ يتراكم فوق أوجاع الخيام. وارتجاف الأطفال بعدما تحالف الطقس مع الجوع لمضاعفة أوجاعهم. تخيَّل كروم الحسرة في عيون الأمهات وقد تعبنَ من انتظار الإعاشات. تكسّر المشاهد الأوكرانية قلبَه وتثير ذعره. ملايين الهاربين والهائمين. وملايين المقيمين في قبضة الصقيع والعتمة والخوف. الجنرال سوروفيكين لا يحب البنيةَ التحتية للآخرين، ولا يطيق الكهرباءَ والبيوتَ المضاءة. سوروفيكين هداف الدورةِ الحالية على كأس أوكرانيا أو ما يتبقَّى منها.
حين هبَّ إعصار «كورونا» اعتبره أمَّ المصائب. رفع الصوتَ عالياً لضمان عدالة توزيع اللقاحات. مهمته الوقوف إلى جانب الضعفاء أو التذكير بوجودهم. وحين انحسرت غمامةُ الوباءِ انطلق يذكر العالمَ بأوجاع ما قبلها وكارثة الاحترار المناخي المقتربة. لم يكن يتوقَّع أن يفجعَ بـ«أم المعارك» التي أعادت مواسمَ القتل إلى القارة الأوروبية وفي صورة أخطر نزاع منذ الحرب العالمية الثانية.
سكبَ كأساً ثانية. شعر بالخوف حين أعلنت أميركا عن إرسالِ بطاريات «باتريوت» إلى أوكرانيا. وأحسَّ بالذعر حين أطلَّ بوتين يؤكد أنَّ ترسانته تملك دواءً لمعالجة براعة السلاح الأميركي الوافد. الدول الكبرى ميليشيات كبرى، قال في سرّه. تذكر أنَّ سيدةً روسيةً لن تحتفل بالأعياد، لأنَّ ابنَها ذهبَ إلى الحرب ولم يعد. وأنَّ سيدةً أوكرانيةً لن تحتفلَ بالأعياد لأنَّها دفنت فلذةَ كبدِها في حديقةِ المنزل.
«مهنتي مؤلمة»، قال. نظر إلى السائلِ الأحمر في الكأس فهاجمته صورٌ جارحة. لونُه يشبه دمَ الأوكرانيين والفلسطينيين والأكراد واليمنيين والليبيين والسوريين والصوماليين. من يقنع أبناءَ الخرائطِ الممزقة بالكفّ عن بيعِ دمِهم على موائدِ الميليشيات وحروب الآخرين؟ من يقنعُهم بعدمِ انتظار القانون الدولي وضماداته؟ تغيَّر العالم. الجدار الأوكراني أخطرُ من جدار برلين. والعالم غابة بلا شرطي.
أوجعته السنة التي تلفظ أنفاسَها. كان يحصي سراً عددَ الجنازات. وقوافل اللاجئين. وانقلاب «قوارب الموت» باليائسين الفارين.
لكنَّه يشعر بخوفٍ فظيع من السنة المقتربة. ماذا لو استنتج بوتين أنَّ السبيلَ الوحيد لإنهاء الحرب توسيعها والتحرش بدولة أطلسية؟ وماذا لو استنتج شي جينبينغ أنَّ وليمةَ الشهيات الدولية مفتوحة، وأنَّ الوقتَ مناسبٌ لإعادة تايوان إلى بيت الطاعة؟ وماذا لو توسَّعت الحربُ الأوكرانية وتوقفت رحلاتُ الحبوبِ التي شارك في استجدائها من القيصر؟
هاجمته الذكريات. أيام التفوق في الدراسة. الانخراط في الحياة الحزبية. إقامته في مكتب رئيس الوزراء. لكنَّه ليس رجل بلاده. تعشق شخصاً آخر. رجل لا يجمع دموع اللاجئين ولا يكابد لترتيب وقفٍ للنار ولا يفاوض قساةَ العالم. يلاعب المستديرة الساحرة ويسبح في الأضواء ويحصد الجوائز والعقود الخيالية. أطلَّ الحسدُ برأسِه. غداً يكتب صحافي أنَّ الأمين العام لـ«الغابة الدولية» رجلٌ مهذَّبٌ عاجز جاء من بلاد كريستيانو رونالدو.
عالمٌ مخيف. تابع العالم فتوحاتِه العلميةَ والتكنولوجية وتطويعَ الكواكب لكنَّه احتفظ بخناجره وشراهتِه ووحشيتِه. الخرائطُ مذعورةٌ خائفةٌ من الداخل والخارج. والزمنُ ميليشيات ومسيّرات. كم كانَ بودّه أن يدبّجَ رسالةَ أمل. لن يفعل. سيسخرون من سذاجتِه. سيكتفي برسالة صوتية مقتضبة يوجّهها إلى العالم: «أنا أنطونيو غوتيريش. أعتذرُ عن السنة المحتضرة، وأعتذرُ أيضاً عن السنة المقتربة». كرَّر عبارة «مهنتي مؤلمة»، واستسلم لنومٍ عميق.
بعد عروس الفيوم .. عريس قنا يُشغل المصريين
الهاشمية تطلق مبادرات جديدة لتطوير التعليم الطبي
طبيب سعودي يحقق شهرة واسعة في صناعة الحلويات
إعفاء مكلَّفين عليهم مطالبات لوزارة الماليَّة من الغرامات
تحذيرات حول خطر التعرض للعفن الأسود خلال فترة الحمل
احذروا خطأ شائع في طهي المعكرونة قد يؤدي لزيادة الوزن
تحذير طبي: نقص فيتامين ب 9 قد يسبب مشاكل صحية
تحذير أمني: دمّر هاتفك القديم بدلًا من بيعه
اليابان تطلق أول قمر صناعي خشبي في العالم
مصر .. تطورات جديدة في قضية مقتل ممرض المنيا
صور عمرو دياب تزين تايمز سكوير بنيويورك
فصل الكهرباء عن مناطق بالأغوار الشمالية
بعد لقاء ياسر العظمة وتركي آل الشيخ .. مرايا يعود للواجهة
رحيل حسن يوسف ومصطفى فهمي .. ما علاقة ليلى عبد اللطيف
إحالة موظفين حكوميين للتقاعد وإنهاء خدمات آخرين .. أسماء
موعد تكميلية التوجيهي 2024 في الشتاء
الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية الشهر المقبل
موسم زيتون صعب في الأردن وارتفاع سعر التنكة .. فيديو
مواطنون في منطقة وادي العش يناشدون الملك .. تفاصيل
أمطار وكتلة هوائية أبرد من المعتاد قادمة للمملكة .. تفاصيل
أم تستغل ابنتها القاصر بالعمل مع الزبائن
أمطار بهذه المناطق غداً .. حالة الطقس نهاية الأسبوع
مصادر: أحمد الصفدي رئيسا لمجلس النواب العشرين
حقيقة عدم تشغيل أردنيين بمول تجاري بالكرك
أسماء المستحقين لقرض الإسكان العسكري لشهر 11
الجريدة الرسمية: صدور تعليمات استقطاب وتعيين موظفي القطاع العام