كرة القدم رياضة أم سياسة مفضوحة
حتى أعمال الشغب التي تحدث أحياناً، فهي ليست دائما نتيجة احتساء المشجعين الكثير من الكحول وفقدان عقولهم، بل تصريفاً لمشاعر سياسية. وقد شاهدنا كيف تصرفت بعض الجماهير العربية التي تساند منتخباتها الوطنية بعد فوز فريقها، شاهدنا كيف تصرفت في شوارع بعض الدول الأوروبية بطريقة عنيفة وكأنها تترجم موقفها السياسي من الفريق الخاسر والبلد الذي ينتمي إليه في الشوارع هذه المرة. وكأنها تقول: انتصرنا عليكم رياضياً وسننتصر عليكم سياسياً وثقافياً.
ولطالما انتقلت الصراعات السياسية بعد المباريات إلى صفوف المشجعين خارج الملاعب صراخاً وهجوماً وعنفاً وضرباً وتكسيراً للكؤوس والرؤوس، لأن الكرة تستفز أعمق ما في النفس البشرية من أحقاد وصراعات ومشاعر سياسية جياشة. وتمتاز كرة القدم عن غيرها بأنها تفجر تلك الأحاسيس السياسية المدفونة لدى الجميع. أوليست الهجمة الإعلامية الغربية على قطر وهي تستضيف بطولة كأس العالم موقفاً سياسياً بامتياز؟ ألم يغلف الأوروبيون مواقفهم وأحقادهم السياسية بحملات دعائية مفضوحة؟ ألم تكن محاولة بعض الفرق الأوروبية ارتداء بعض الشعارات التي تمثل بعض الجماعات تعبيراً عن موقف سياسي؟ ألم يكن ارتداء وزيرة الداخلية الألمانية أحد الشعارات على ذراعها أثناء مشاهدة مباراة بلادها مع اليابان في الدوحة موقفاً سياسياً مفضوحاً واستغلالاً وتسييساً مكشوفاً لكرة القدم؟
بالمقابل رد ناشطون وسياسيون عرب بارتداء شارات عليها رموز فلسطينية.
ولا ننسى أن الكثير من المشجعين يستغلون المناسبات الرياضية وخاصة المباريات الكبرى للتعبير عن مواقفهم السياسية، فتجد المعارضين لهذا النظام أو ذاك مثلاً يحملون شعاراتهم وأعلامهم الخاصة، لا بل إن بعضهم لا يتردد في التشويش على ترديد النشيد الوطني الذي يعتبرونه ممثلاً للنظام الذي يعارضونه، كما فعل مثلاً بعض المعارضين الإيرانيين أثناء مباراة إيران مع إنكلترا. وقد شاهدنا الضجة التي رافقت امتناع المنتخب الإيراني عن ترديد النشيد الوطني الإيراني عندما عُزف قبل المباراة، وقد اعتبره البعض موقفاً سياسياً ضد النظام الحاكم ودعماً واضحاً للانتفاضة الشعبية التي تشهدها إيران اليوم ضد حكم الملالي.
ولا شك أنكم شاهدتم ردود فعل الجماهير وحتى الإعلام والرأي العام في بلد ما عندما يفوز فريقه على بلد آخر على خلاف معه، فيتحول الفوز في أرض الملاعب إلى فوز سياسي بامتياز، ويشعر المنتصر بأنه سحق غريمه سياسياً، كما يشعر الخاسر بأن خسارته على أرض الملعب هي خسارة سياسة وطنية كبرى.
والمضحك في كرة القدم أن القائمين عليها يتناسون وهم يدعون الشعوب إلى الاستمتاع بها وإبعادها عن السياسة والصراعات، يتناسون أن اللعبة تعبير صارخ في كل مظاهرها عن الألاعيب والطقوس السياسية أصلاً، ففي المدرجات يتواجه مشجعو الفريقين وكل فريق يرتدي أزياء بلده الوطنية ويبالغ في إظهارها والتباهي بها بشكل مثير وحتى مستفز أحياناً للتأكيد على وطنيته وبالتالي تعزيز توجهاته الوطنية السياسية في مواجهة الفريق الآخر.
وشاهدنا كيف حاول بعض المشجعين الأوروبيين دخول الملعب وهم يرتدون أزياء الصليبيين في بلد مسلم. وتظهر أعلام البلدان المتبارية في المدرجات بشكل فاقع لتكريس روح الصراع والمبارزة السياسية قبل الرياضية.
ولا ننسى الهتافات الحماسية التي تشبه الهتافات والأناشيد الوطنية قبل الحروب. ولا شك أن الجماهير في المدرجات يتدفق الدم في عروقها كالبحر الهادر أثناء ترديد النشيد الوطني أو الشعارات الوطنية المحشوة بالبارود السياسي.
وحتى المشاهد أو المتابع العادي لبطولات كرة القدم وخاصة العالمية منها يشاهد المباريات عادة بموقف سياسي مسبق، فلطالما شجعنا ومازلنا نشجع المنتخبات على أساس سياسي وليس رياضيا، وهو أمر يحدث عادة في بطولة كأس العالم، فهناك الكثيرون الذين يقررون دعم هذا الفريق أو ذاك أثناء المشاهدة حسب توجهاتهم ومواقفهم السياسية المتقلبة، فلو زعلوا من سياسات بلد ما مثلاً تجدهم يشجعون أي فريق آخر يلعب ضد فريق البلد الذي يكرهونه، كما حصل بين فريقي إسبانيا وألمانيا حيث شجع معظم العرب الفريق الإسباني نكاية بالفريق الألماني الذي استفز مشاعرهم بارتداء شعارات المثلية. لكن الجمهور العربي نفسه كان من قبل قد شجع الفريق الألماني تقديراً لألمانيا على استضافة اللاجئين السوريين. وهكذا.
وغالباً ما نشجع فرقاً على أساس قومي أو ديني أو سياسي. وأحياناً نميل إلى الفريق المستضعف ضد الفرق القوية من منطلق سياسي أيضاً. وكم من المرات شجعنا هذا المنتخب أو ذاك بناء على طبيعة العلاقات السياسية بين بلدنا وبلدان الفرق الأخرى. فلو كان نظامنا على علاقات طيبة مع بلد ما ترانا بشكل أوتوماتيكي نشجع فريق ذلك البلد، لأننا مُبرمجون سياسياً. وفي أحيان كثيرة يتوقف تشجيعنا أو عدم تشجيعنا لفرق كرة القدم بناء على توجهاتنا السياسية، فالماركسي يشجع أي فريق يلعب ضد الفرق التابعة للغرب لأنه اشتراكي كاره للأنظمة الرأسمالية، وهكذا دواليك. بعبارة أخرى فإن مشاعرنا ومواقفنا الرياضية مجبولة بخلفيات سياسية.
لا شك أن هناك مشجعين رياضيين بريئين ونظيفين في العالم يشجعون المنتخبات واللاعبين بناء على مهاراتهم الكروية، لكن نسبتهم ضئيلة كنسبة المشجعين الأوروبيين الذين يدخلون المدرجات بدون زجاجة كحول.
هيفا وهبي تحتفل بأعياد الميلاد بإطلالة أنيقة
نسرين طافش تحتفل بأجواء عيد الميلاد في ميلانو
مشهد دبكة قصي خولي ورزان جمال يتصدر الترند
سيرين عبد النور تحتفل بعيد الميلاد مع والدها
تفاصيل جديدة عن اغتيال هنية في طهران
انسحاب القوات الإسرائيلية من 3 مناطق في جنوب لبنان
عودة أكثر من 50 ألف سوري إلى وطنهم في 3 أسابيع
نجاة مدير منظمة الصحة العالمية بأعجوبة في اليمن
محمد رمضان يشعل السوشيال ميديا بمسابقة جديدة
أحمد العوضي يشعل الحماس بمسابقة جديدة ويُشكر جمهوره
مقتل إعلامية لبنانية على يد زوجها قبل انتحاره
قصة عائلة حوّلت كهفًا عمره 350 مليون سنة مَعْلمًا سياحيًا
الحمية الخالية من الغلوتين .. هل تناسب الجميع
ولي العهد ينشر مقطع فيديو برفقة إبنته الأميرة إيمان
قرار هام من الأمانة بخصوص المسقفات .. تفاصيل
نبات قديم يعزز نمو الشعر ويمنع تساقطه
فصل الكهرباء عن مناطق واسعة بالمملكة الأسبوع القادم .. تفاصيل
هام لطلبة التوجيهي بخصوص الامتحان التكميلي
كتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن في هذا الموعد
تخفيضات في المؤسسة الاستهلاكية العسكرية
إعلان صادر عن مديرية الخدمات الطبية الملكية
تفاصيل الحالة الجوية بالتزامن مع دخول مربعانية الشتاء
إحالات إلى التقاعد المبكر في التربية .. أسماء
يارا صبري تلتقي والدها الفنان سليم صبري بعد غياب طويل
9 بنوك أردنية ضمن لائحة أقوى 100 مصرف عربي