حرب أوكرانيا «أمركت» أوروبا وأضعفت وحدتها!
بعيداً عن أسباب ودوافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعملية اجتياح أوكرانيا فإن قراره كان يفتقد إلى كثير من المعرفة بقدرات الجيش الروسي المتدنية، وأيضاً إلى تقدير ردود الفعل الأوروبية والأميركية على الاجتياح. أحد أقطاب المعارضة الروسية ممن لجأ إلى لندن يقول إن بوتين اعتقد أن العالم سينظر إلى الجهة الأخرى بعد اجتياح أوكرانيا مثلما فعل عند ضم شبه جزيرة القرم، وذلك لعدد من الأسباب؛ أهمها حاجة العالم وخاصة أوروبا إلى مصادر الطاقة والغذاء الروسية التي تشكل سلاحاً رادعاً لأي محاولة اعتراض. كما اعتبر الرئيس الروسي أنه في حال رضخت أوروبا لضغوطات أميركية لصد الاجتياح ومحاربته فإنه سيتجه شرقاً لكسر الحصار، فالصين والهند بحاجة ماسة إلى الغاز والنفط والمعادن والقمح والأسمدة التي سيتم تزويدهما بها من الحصة الأوروبية.
المشكلة بالنسبة إلى روسيا هي أن خطوط أنابيب تصدير الغاز موجهة إلى حد كبير لشحن الغاز إلى أوروبا، وروسيا لديها مرافق محدودة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال. إذا قاطعت أوروبا الغاز الروسي، فإن صادرات وعائدات شركة غازبروم الكبرى في روسيا ستنخفض من دون خطوط أنابيب جديدة باهظة الثمن تمتد إلى آسيا أو مرافق جديدة للغاز الطبيعي المسال.
أخيراً، وليس آخراً، هناك سلاح الردع النووي الذي تملكه روسيا، والذي يبقى الملاذ الأخير إذا تعدت الأحداث بعض الخطوط الحمر. حسابات بوتين لم تكن دقيقة، فأوروبا التي تواجه مصاعب كثيرة من جراء حرب أوكرانيا ووقوفها بوجه الاجتياح الروسي، لن تتراجع عن موقفها حتى لو أدى هذا إلى توقف عجلات الإنتاج بالكامل. فهي تدرك أنها ستعاني اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً لبضع سنوات تقوم خلالها بتقويم خطأ وقعت فيه، ألا وهو اعتمادها على روسيا كمصدر أساسي للطاقة. وتكلفة هذا الخطأ بالتأكيد باهظة الثمن، وربما تؤدي إلى فرط عقد الاتحاد الأوروبي نتيجة ضغوط شعبية عارمة، لكن نتيجة الحرب، هناك أيضاً تمحور أوروبي واضح في فلك الولايات المتحدة وحلف الناتو الذي توسع بانضمام فنلندا والسويد.
وكما أن الحرب على أوكرانيا ليست وحدها المسؤولة عن تدهور الأوضاع الداخلية، أيضاً أوروبا لا تتنفس الهواء نفسه، أو ليس كلها ستدفع الثمن الباهظ. فإذا أخذنا بريطانيا فإنها لا تدفع ثمناً مرتفعاً نسبياً، إنها محرك ومؤثر وتدفع أوروبا للانزلاق في الحرب، وهي تصيب عدداً كبيراً من الأهداف...
انفراط الوحدة الأوروبية أو إضعافها يُبقي لندن عاصمة المال الأوروبية، رغم الخروج من الاتحاد الأوروبي. فمن دون هذه الحرب وارتداداتها على أوروبا، كانت فرانكفورت ستكون العاصمة المالية.
وفي حين كان إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي يتودد لبوتين كي لا يشن حرباً، كان بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق يصب الزيت على نار كييف!
هناك علاقة خاصة مستمرة بين أميركا وبريطانيا، وتجهد الأخيرة وتنفذ كل ما يعزز السطوة الأميركية. وكما حصل في حرب الخليج حين كانت رأس حربة لأميركا، فهي تفعل الشيء نفسه في أوكرانيا، وواضح كم كانت حرب اًوكرانيا مفيدة لأميركا في كثير من الأمور.
كذلك يجب ألا ننسى الانتقام من عملية سالزبوري واستعمال سم النوفيتشوك لاغتيال معارض لبوتين، سيرغي سكريبال، الذي كان عميلاً مزدوجاً، وابنته.
على كلٍ، أخطأ بوتين أيضاً باتجاهه شرقاً، فبالرغم من حاجة هذا الشرق وبالأخص الصين والهند إلى ما توفره روسيا من طاقة ومواد أساسية للإنتاج، فإن أسواق هذه الدول الأهم هي في أوروبا الغنية والولايات المتحدة، ومن هنا فإن الانحسار الاقتصادي الذي كانت حرب أوكرانيا من أهم عوامله، انعكس على طلب الإنتاج الصناعي من «الشرق»، وأدى الفشل الروسي بحسم الحرب الدائرة إلى حالة تململ وعدم رضا صيني، وكان هذا واضحاً في كلام وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بعد انتهاء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحده في 14 سبتمبر الماضي وخروجه من القاعة غاضباً.
أما ردع السلاح النووي فإن هذا هو سلاح اللامعقول، وتقول مصادر في مراكز الأبحاث الأميركية إن هناك ضوابط لاستعمال هذا السلاح، وهي لا تسمح باستعماله بقرار من فرد مهما علا شأنه وفاقت سيطرته. لهذا، فإن سلاحاً نووياً ولو كان محدوداً هو أمر مستبعد جداً وسيتم إيقافه من قبل القادة في الجيش الروسي قبل تنفيذه.
في مقابلة مع هنري كيسنجر، نشرتها مجلة «سبكتيتور» في 14 يوليو (تموز) الماضي، قال إن هناك 3 احتمالات للحرب الدائرة في أوكرانيا؛ أولها تمركز الجيش الروسي في دونيتسك ولوغانسك وضمهما إلى روسيا، وهذا يمكن اعتباره انتصاراً روسياً ولو معنوياً. الاحتمال الثاني هو الانسحاب الروسي الكامل من أوكرانيا ما عدا القرم، وهذا سيعد هزيمة مذلة لروسيا وبوتين. أما الاحتمال الثالث فهو استمرار المعارك وتحولها إلى حرب على روسيا يصعب السيطرة عليها. ويُقرأ بين سطور ما قاله كيسنجر أنه يفضل الاحتمال الأول كحل لمأزق أوكرانيا، أي ضم لوغانسك ودونتيسك التي غالبيتهما السكانية من الروس، وجعل باقي أوكرانيا دولة محمية من حلف الناتو.
في مذكرات الأمين العام السابق للأمم المتحدة كورت فالدهايم، «في عين العاصفة»، يقول إن الأصعب من دخول الحروب هو عملية إنهائها ومنع استمرارها. ومن الأرجح أن هذا هو السبب الأهم لاحتمال استمرار هذه الحرب العبثية.
عندما كان فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، يردد للغرب أنه لن يجتاح أوكرانيا، كان النقاش الدائر في موسكو حول تقييم الوضع هو التالي؛ هل يمكن للحكومة في كييف - التي لا تسيطر بالكامل على كل عناصر البلاد، بالتنسيق مع بعض لاعبي الظل - أن تقوم باستفزاز ما لشد روسيا؟ وكان الرد على هذا التساؤل سلبياً. ورأوا أن هذا السيناريو لن يفيد كثيراً أولئك الذين يقفون وراء كييف. وأنه من المؤكد أن أي استفزاز من هذا القبيل سينتهي بهزيمة القوات الأوكرانية.
هكذا كانت القناعة، وصولاً لأمر الاختلاف حول حجم هذه الهزيمة بالنسبة إلى أوكرانيا، وأنه بغض النظر عن ارتفاع تكلفة الانتصار بالنسبة إلى روسيا، فإن ذلك لن يعوض الخسائر الهائلة للسمعة التي ستتكبدها إدارة جو بايدن الرئيس الأميركي، خاصة على الساحة المحلية. فبعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، ستكون خسارة حليف إقليمي بارز آخر (أوكرانيا) في غاية الخطورة على الإدارة، ولا سيما السياق السياسي المحلي. بالإضافة إلى ذلك، توقف الخبراء الروس عند دور الناتو وعامل المكانة الدولية للولايات المتحدة. فبعد كل شيء، كانت دول مثل الصين وإيران تراقب الوضع عن كثب.
ولدى سؤالي أحد الخبراء الروس المقربين من الكرملين عن الوضع الروسي في حال دخلت القوات الروسية إلى أوكرانيا، قال: «لديّ كثير من الأسئلة لروسيا. أعتقد أن كل شيء يتعلق بكيفية تقييم القائد العام، رئيس الاتحاد الروسي، لما يحدث أمام أعيننا. إنني أتحدث عن كل الجهود الدبلوماسية الأخيرة التي تكملها التحركات العسكرية والتلميحات للتدابير في مجال التكنولوجيا العسكرية والعسكرية التقليدية. في الواقع، هناك كثير من الأسئلة هنا، لأننا لا نستطيع أن نعرف بالضبط ما يدور في ذهن فلاديمير بوتين. ما هي خطته؟ ما هي استراتيجيته؟ ما هي الخيارات التي يراها لمختلف السيناريوهات الظرفية؟ من الصعب جداً الحكم من الخارج. ما هو واضح هو أن المطالب التي قدمتها روسيا ووصفتها بأنها حتمية لا يمكن تلبيتها من قبل الغرب، على الأقل ليس كما تم تأطيرها. وبما أن هذا واضح للجميع، فمن المؤكد أن الرئيس يعرفه أيضاً. والسؤال كيف ستكون إجابته لرفض تلك المطالب؟».
بالطبع، رفض الغرب كل الطلبات الروسية كما نعرف بعد مغامرة الاجتياح. وكنت سألت محدثي؛ إذن أنت تستبعد احتمال أن توافق الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل ما على مطلب روسيا بضمان عدم توسع الناتو؟ قال: «لن يكون هناك اتفاق ملزم قانوناً بشأن عدم التوسع. ولن تكون هناك ضمانات سياسية مكتوبة - كما تصر روسيا - بأن أوكرانيا وجورجيا (لن يتم قبولهما أبداً) في الناتو».
السؤال هو كيف ستتصرف روسيا عندما يصبح واضحاً تماماً أن المطالب التي وصفها المسؤولون الروس مراراً بأنها «حتمية مطلقة» سترفضها الدول الغربية؟ وكيف ستتصرفون عندها؟ «نحن أناس عاقلون ونفهم كل شيء على أكمل وجه، لكن علينا كسر الجمود وزعزعة المشهد السياسي والدبلوماسي الغربي، خاصة في واشنطن، وإظهار جديتنا لهم».
وماذا إذا رفضت واشنطن أن تضغط على كييف؟ قال محدثي: «إذا كنت أفهم في الاستراتيجية الغربية بشكل صحيح، فإن الضغط الأميركي لمواصلة الحرب سيبلغ ذروته عندما يبدأ نقل السلطة في روسيا. لأنه في خضم مواجهتها مع الصين، تحتاج الولايات المتحدة إلى روسيا أكثر إذعاناً. لكن هذا هدف طويل المدى».
لافروف يعلّق على التحالف بين روسيا والولايات المتحدة
لا تأجيل لأقساط القروض في الأردن خلال شباط وآذار
العودات: لا تمييز بين ذوي الإعاقة وأبناء الوطن بالعمل
الأونروا: إسرائيل تستخدم وقف إدخال المساعدات لغزة كسلاح سياسي
دبي وجهة مثالية للاحتفال بروحانية شهر رمضان
تهديد نيكول سابا بسبب ياسمين عبد العزيز .. وهي تتفاعل
الأعلى للسكان ومركز بروكلي يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التنمية المستدامة
السخرية من مشهد لأحمد العوضي في فهد البطل
الفراية يؤكد دور وزارة الداخلية في حفظ النظام والسلم المجتمعي
الصين تطلق بنجاح 18 قمرا صناعيا إلى الفضاء
المنتخب الوطني للكراتيه يبدأ تدريباته في الصين
البكار: لا خوف على أموال الضمان الاجتماعي
الإعلام العبري يهاجم مصر بسبب فوانيس أبو عبيدة
اعتماد عمان الأهلية مركزًا للأمن السيبراني لاتحاد الجامعات العربية
إخلاء مفاجئ لطلاب اليرموك بعد الرابعة عصرًا .. ما الذي يجري
صدمة في أروقة اليرموك .. تهديد الحريات الأكاديمية ونداءات للقيادة الهاشمية للتدخل
رسائل نصية غامضة تصل لهواتف السوريين .. ما القصة؟
بيان ناري لحراكيي اليرموك: تصاعد الاحتجاجات وشيك .. أسماء
الحراك الطلابي في اليرموك يقرر الإنضمام لوقفات الأكاديمين الاحتجاجية
أمانة عمان تعلن عن حاجتها لموظفين .. رابط
ترند الخريس يحرق سيارة في العقبة ويثير الذعر .. فيديو
رئيس جامعة اليرموك يتراجع عن تعميمه وسط تصاعد الاحتجاجات
هام من الضريبة بخصوص صرف الرديات
أردنيون مطلوبون للقضاء .. أسماء ومواعيد
الملك ينعم على مدير المخابرات الأسبق البطيخي باليوبيل الفضي
النواب يرفض فصل المتحرش من العمل
الحكومة تحدد عطلة عيد الفطر .. تفاصيل