سرّ هذا الحقد على «17 تشرين»
السبب ليس بسيطاً ولا تفصيليّاً. فللمرّة الأولى، رأينا حسن نصر الله يتحدّث عن الثورة بصراحة فجّة مقرونة بالتفاخر: إنّها عمليّة فوضى وتخريب زرعتها الولايات المتّحدة في لبنان، أمّا هو وحزبه فكانا على رأس من تصدّوا لها وقمعوها.
لماذا أصدر نصر الله هذا الحكم المتأخّر، والذي يبدو لوهلة كأنّه تبرّعَ به ولم يكن يستدعيه أي سبب موجب؟
أغلب الظنّ أنّ الحزب ولفيفه يعملان على تحويل هزيمة «17 تشرين» إلى محطّة تأسيسية كبرى للبنان «الجديد»، على الطريقة التي رُفع فيها سحق ثورة 1968 في تشيكوسلوفاكيا السابقة إلى محطّة تأسيسية كبرى لتلك الدولة الشيوعيّة في طورها الثاني. أمّا الذين أنزلوا الهزيمة بـ«17 تشرين» فهم مخلّصو الشعب الذين أنقذوه من الوقوع في براثن المؤامرة. هكذا يضاف وسام جديد إلى الأوسمة التي ترصّع صدر «حزب الله»: التحرير، المقاومة، مكافحة الإرهاب، الترسيم البحريّ، الكرامة... إلخ.
انتخابات رئاسة الجمهوريّة تزيد في الإلحاح على هذه المهمّة. ذاك أنّ من يملك حصّة الأسد في إنقاذنا من المؤامرة، ينبغي أن تكون له حصّة الأسد في اختيار الرئيس الجديد للجمهوريّة.
هذا ما قاله نصر الله بطريقة مخفّفة نسبيّاً، حين تحدّث عن الرئيس الذي لا يطعن المقاومة في ظهرها، وذكّرنا بالتجربتين «الناجحتين» لإميل لحّود وميشال عون، تاركاً المهمّة الجلفة لرئيس كتلته البرلمانيّة محمد رعد: «في مواجهة الاستحقاق الرئاسي نعرف من نريد ونتحرّك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد». أمّا «من نريد» فهو «الرئيس اللائق بشعبنا المقاوم».
واضح مما سبق أنّ «حزب الله»، المثقل بـ«الانتصارات» وآخرها اتفاق الترسيم الحدوديّ، لا يريد أن يساوم أحداً. إنّه يريد أن يفرض «الرئيس اللائق بشعبنا المقاوم»، مُراهناً على يأس الآخرين وتعبهم في تكرارٍ لما حصل عند الاتفاق على ترئيس ميشال عون ذات يوم مشؤوم من عام 2016.
هذا هو بعض ما ينذرنا به خطاب التشهير بـ«17 تشرين»: إنّ الذين دافعوا عن النظام وضمنوا استمراره هم الذين سيصبحون الصانع الحصري لملوك هذا النظام.
لكنْ إذا كان الدفاع عن ذاك النظام هو السبب العملي المباشر للكثير مما قيل ونُفّذ وهُدّد به، فإنّ لذلك خلفيّة تفسّر السبب العميق للودّ المفقود بين مقاومة «حزب الله» وثورة تشرين. تلك الخلفيّة، التي ربّما جاز وصفها بالمنطلقات النظريّة لموقف الحزب، تقوم على التالي:
- مقاومة «حزب الله» عمل عنفي متواصل، السلاح قضيّته وغايته وأداته. ثورة «17 تشرين» قدّمت نفسها عملاً مدنيّاً وسلميّاً وإصلاحياً.
- مقاومة «حزب الله» تعبير عن تسلّح جماعة أهليّة في مواجهة جماعات أهليّة أخرى. ثورة «17 تشرين» طمحت إلى تأسيس حركة شعبيّة ووطنيّة عابرة للطوائف والجماعات.
- مقاومة «حزب الله» تقدّم نفسها بوصفها تستهدف بالأساس عدوّاً أجنبيّاً، غالباً ما تُستعمل عداوته، في لبنان وفي سواه، لتكريس وضع قائم. ثورة «17 تشرين» وُلدت ردّاً على طريقة داخليّة في الحكم ونهج صارخ في الفساد.
- مقاومة «حزب الله» تُضعف الدولة بوصفها الطرف الذي يصنع قراري الحرب والسلم. ثورة «17 تشرين» تقوّي الدولة من خلال تطوير الديمقراطيّة فيها وتوكيد قيم الشفافيّة والمساءلة.
- مقاومة «حزب الله» تُحكم ربط لبنان بالسلطتين الإيرانيّة والسورية. ثورة «17 تشرين» تحاصر فكرة تحويل البلد إلى «ساحة» للصراعات الإقليميّة.
- مقاومة «حزب الله» تعمل على تحكيم الآيديولوجيا بالقرار السياسيّ، فيما ثورة «17 تشرين» سعت إلى تحويل لبنان بلداً عادياً تأتمر سياساته بآمر مصالحه.
هذان، في آخر المطاف، ضدّان لا يلتقيان. أحدهما يريد إبقاء الأمور على حالها، وحراسة هذه الحال بالسلاح، ومن هنا فهو يستحقّ وصفه الدقيق بالدفاع عن الوضع القائم الذي «يحمي ظهر المقاومة». الآخر يريد تغيير الأمور بحيث تنتفي إمكانيّة الدفاع عن الوضع القائم، الفاسد والكارثيّ، بحجّة مكافحة العدوّ.
هاتان النظريّتان سبق أن اصطدمتا في 2005 فكان الردّ على صعود الأجندة الوطنيّة الجديدة، بعد مقتل رفيق الحريري، إثارة حرب 2006 وإعادة شحن الأجواء وتعبئتها بالأجندة القديمة إيّاها.
وهما اصطدمتا في سوريّا، فتوجّه مقاتلو «حزب الله» لقمع الطلب على الحرّيّة والتغيير والكرامة الإنسانيّة، ولتثبيت بشّار الأسد ونظامه.
إنّه الصدام الدائم، المقيم في أصل الأشياء، والذي يصعد ويهبط لكنّه لا يتوقّف إلاّ بالهزيمة الماحقة لواحد من طرفيه.
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
اكتشاف بكتيريا طبيعية تساعد على فقدان الوزن
الاحتلال الإسرائيلي يشرّح جثة يحيى السنوار .. ماذا وجد ؟
زوجان أمريكيان ينفصلان بسبب تايلور سويفت .. حقيقة أم مزاح
الشامي يشعل حماسة الجمهور بتتر تحت سابع أرض
القسام تعلن الإفراج عن 6 أسرى السبت
أدرعي يطالب المسلمين بالقيام لجنازة اليهود والأوقاف المصرية ترد .. فيديو
وزيرة خارجية ألمانيا:تعرضت للتحرش الجنسي
حماس تعلق على هوية جثة شيري بيباس
الجامعة العربية:تنحي حماس مصلحة للشعب الفلسطيني .. والحركة ترد
الملك يغادر للمشاركة بقمة السعودية والأمير علي نائبا
مجزرة في الضمان الاجتماعي .. إحالة 84 موظفا على التقاعد المبكر
هل سيشهد الأردن عواصف ثلجية في شباط
توضيح من المركز الوطني للأزمات بشأن بناء مخيم إيواء بالأزرق
هل انحرفت العاصفة جلمود عن الأردن .. آخر تطورات المنخفض القطبي
تفاصيل المنخفض الجوي الجديد .. سيبدأ بهذا الموعد
تطورات جديدة على العاصفة القطبية جلمود .. تفاصيل
تثبيت سعر القطايف برمضان في الأردن
توضيح حول سعر أسطوانة الغاز البلاستيكية
عمر العبداللات يطلق رائعته : انت لنا .. شاهد
الحافلة تنطلق حتى لو كانت فارغة .. هيكلة خطوط النقل في المحافظات
الأرصاد تطلق هذا الاسم على الموجة القطبية القادمة