الزواج يُصلح الحال !!!!!

mainThumb

20-10-2022 08:09 PM

لعلك شهدت يوماً امرأة تشتكي من سوء أخلاق ابنها، فنصحها البعض بتزويجه؛ حتى ينصلح حاله ؛ أو ربما سمعت عن شخص يعاني من ادمان ابنه على المخدرات فقام بتزويجه حتى يقلع عنها، وينصلح حاله !! ماذا لو كانت الفتاة سيئة الخلق والسلوك، هل الزواج يصلح حالها ؟؟ هل أصبح الزواج (الميثاق الغليظ) مصحة لعلاج كل من يعاني من آفة أخلاقية ؟؟

من المعلوم أن الأصل في الرابطة الزوجية الاستقرار والاستمرار، لإيجاد نسل وتكوين أسرة، لذلك نظّم الإسلام هذه الرابطة بشريعة محددة، ووضع أسس وقواعد لاختيار الشريك، حيث أن بناء الأسرة لن يتحقّق بزواج عبثي، لا يراعى فيه الصدق و النّضج والوعي والإدراك، والشّعور بخطورة المسؤولية .

لاغرو أن الإسلام أحاط هذه الرابطة بتنظيمات واقعية تقيها من كل اهتزاز، إذ أقام نظام البيت على أساس قوامة الرجل، فهو الأقدر على القوامة، منعًا للفوضى والاضطراب والنزاع، والمقصود بذلك أن الزوج أمين على زوجته، يتولى أمرها، ويقوم عليها آمراً ناهياً، كما يقوم الوالي على رعيته، وعلى الرغم من ذلك لم تُجعل القوامة بيد الرجل بصورة مطلقة، ليفعل الرجل بزوجته ما يشاء، وفق رغباته وهواه، وإنما قُيّدت هذه القوامة بضوابط وقيود.

ولمّا كان الدّين والخلق الكريم من القواعد الأساسية للزواج، فإن الغاية من ورائه تتمثّل في بناء مجتمع سليم معافى من جميع الأمراض والآفات الأخلاقية ، ومن الملاحظ أنّ معظم الظّواهر و الآفات، التي نراها الآن متفشيّة في المجتمع، سببها الرّئيسي سرطان خطير اسمه "الجهل" فالجهل بأهمية الزواج وعدم إدراك المسؤولية هو السّرطان الذي لا ينفع معه دواء، إذا استفحل. والأبناء هم من يدفعون ثمن الزّواج العبثي الذي ليس من ورائه غاية سوى إشباع الغريزة. أوّلا وأخيراً.


لعلك تتساءل مستنكراً، هل سيّئوا الخلق يدركون الحقوق والواجبات الزوجية ؟؟ بل كيف لهم إدراك أهمية الزواج ومعرفة الغاية منه ؟؟؟ أيدرك سيء الخلق أن القوامة ولاية من الولايات الشرعية للرجل على أهل بيته، تُقيّد بما تُقيّد به الولايات، من وجوب إصلاح لمن هم تحت ولايته، والإحسان إليهم، والرفق بهم، وأداء حقوقهم ؟؟؟

أم هل يعي سيء الخلق كيف يستخدم قوامته على زوجته، فلايذلها ولايقهرها، ولايسفه رأيها، ولا يتعرض لأهلها بالسوء: بالفعال أو المقال، ولايؤذيها، فلايسبها ولايضربها؟؟؟؟
هل تدرك سيئة الخلق أن طاعة زوجها واجبة عليها ؟؟؟ وهل تعي أن رعاية بيتها، وصون نفسها، وحفظ زوجها وأبناءها، هي حقوق خالصة لزوجها، عليها الالتزام والتقيد بها ؟؟؟

في واقع الأمر، أن الحياة الواقعية للبشر تثبت أن هناك حالات تتهدم وتتحطم إذا لم يكن الزوجان على قدرٍ من الأخلاق، وإدراكٍ لخطورة المسؤولية، وهي حالات لا بد أن تواجه مواجهة عملية، اعترافًا بمنطق الواقع الذي لا يجدي إنكاره .


الزواج أيها السادة ليس مصحة لعلاج كل من يعاني من آفة أخلاقية .. فالزواج لن يجعله يتعافى....
كما أن الزواج لا يُصلح حال من به آفة أخلاقية... بل على العكس من ذلك ، إن من يعاني من آفة أخلاقية يجعل الزواج خراباً........

-


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد