الرائد

mainThumb

17-10-2022 08:15 AM

توقّفت الحافلة بنا فجأة .. وللذين كانوا يتابعون حركة الطريق شاهدوا سيارة عسكرية تتوقف هي أيضا .. وفي لحظات دخل باب الحافلة الخلفي رائد يرتدي بزّته الرسمية ، كان شابا في عنفوان شبابه ، صارم النظرة ولكن كان عليه أن يبتسم وهو يعلن للسائق ولجمهور المسافرين في الحافلة بأن الوضع خطير جدّا وأن طائرة عدوّة مقاتلة في الجو يمكن أن نكون هدفا لها .. كان الرائد زائغ النظرات .. قلت له وقد جلس إلى جانبي : هل تظنّ أننا ربما نتعرض لغارة الآن ؟ قال : عادة لا يؤمن جانبهم.. عادت الطائرة المقاتلة تحلق أمام وفوق وخلف الحافلة صًارت الآن على ارتفاع منخفض قال أحد المسافرين : سيقصفوننا ، قف أيّها السائق قال السائق بعصبية : وأين ستذهبون ؟ المنطقة مكشوفة تماما سيصطادكم واحدا واحدا قال المسافر : ليصطادنا كما تقول خير من أن يصطادنا مجتمعين وتوقف السائق إلى جانب الطريق وعلى مدّ البصر كانت حقول القمح قد حصدت منذ زمن فبانت الأرض كما لو كانت بساطا بنّي اللون موشّى بالقصب قلت للرائد : إن هبطت سيصطادونك بسهولة قال وقد دفع صدره للأمام خير من أن يصطادكم أغلب الظنّ أنه يلاحقني .. عادت الطائرة للتحليق فوق الحافلة صرخ الرائد آمرا : إفتج الباب فأذعن السائق وفتح الباب ترجل من الحافلة وما أن سار بضع خطوات حتى ظهرت الطائرة مرّة أخرى قريبة جدا من الأرض حتى كادت تلآمس سطح الحافلة .. ارتسم الرعب الآن على جميع وجوه من في الحافلة قسم يطالب بفتح الباب ليخرج في الهواء الطلق كي يموت واقفا وقسم آخر أخذ يحثّ السائق على متابعة السير .. ابتعد الرائد الآن وكان يسير بشموخ والحافلة لا تزال واقفة وكان يتابع السير والحافلة لا تزال واقفة قطع المرج الآن والطائرة تتقلّب في الجوّ والحافلة لا تزال واقفة وغاب عن النظر مرّت دقائق ثقيلة اختفت في أثنائها الطائرة مّر بعض الوقت والحافلة لا تزال تنتظر أن يعود الرائد مرّت ساعة كاملة وحين لم يعد بدأت الحافلة بالتحرّك في بطء بالغ ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد