موت ملكة ونهاية عصر
تتوفى الملكة بعد عام وأربعة أشهر على وفاة زوجها دوق أدنبرة الأمير فيليب في خضم جائحة كوفيد العام الماضي، وهو مؤشر إنساني يحدث تكراراً عندما يفقد الرفيق رفيق دربه الذي عاش معه فترة طويلة، وبالتالي يفقد الرغبة في الاستمرار.
أصيب المجتمع البريطاني بصدمة، لأنه، لأجيال، اعتبر الملكة هناك دائماً، داعمة وعمود خيمة و"صخرة" كما وصفتها رئيسة الوزراء وهي تنعاها، تحفظ تلك الصخرة المجتمع من العواصف وتثبته في الأزمات وتعطيه شعوراً بالأمان، والشعور بالوحدة. ذلك الشعور بالفقد جاء في وقت عصيب اقتصادياً، وأيضاً عدم يقين بالقيادات السياسية القائمة. كانت الملكة مرجعاً للاستقرار والاستمرار اللذين فُقدا كما يشعر كثير من المواطنين.
الوضع الاقتصادي البريطاني في أسوأ حالاته، البطالة ترتفع والمصانع تقفل أبوابها، والجنيه الإسترليني يتراجع، البعض يرجع ذلك إلى الحرب الأوكرانية الروسية، والبعض الآخر إلى الشعور الوطني الشعبوي الطاغي، وتجاهل المصلحة الوطنية التي أخذت بريطانيا إلى خارج الاتحاد الأوروبي، والبعض يرجعها إلى سوء إدارة وتخبط في السياسات التي اتبعتها حكومة بوريس جونسون، وهي سياسات شعوبية إلى درجة أن كاتباً مهماً هو بيتر أوبراين يصدر كتاباً بعنوان "الهجوم على الحقيقة: بوريس وترامب: انبثاق البربرية الأخلاقية الجديدة؟". يسرد الكاتب، إن افترضنا أنك صاحب شركة تريد توظيف شخص قيادي في شركتك فيتقدم رجل حسن الهندام ولديه مراجع تبدو مقنعة، ولكنك تكتشف أنه طُرد من أول وظيفة بسبب كذبه، ثم تكتشف أنه طُرد من وظيفته الثانية للسبب ذاته، بعد ذلك يتبين لك أن الرجل أمامك مدمن كذب ومدلس ويقدم معلومات غير صحيحة أو مزوّرة، في الغالب يقول الكاتب إنك ستفكر في استدعاء الشرطة، ومع ذلك فإن الشعب البريطاني في 12 كانون الأول (ديسمبر) 2019 انتخب بوريس جونسون رئيساً لوزراء بريطانيا. الإشارة واضحة إلى خلفية جونسون التي أصبحت معروفة ومفارقة لتقاليد يعتبرها البعض لا تُمسّ.
من يقرأ ما تقدم يعتقد أن الكتاب صدر أخيراً بعد دخول جونسون في عدد من المشكلات سببها الأساس التدليس، ولكن الكتاب صدر مبكراً في عام 2021، إشارة إلى السخط المبكر.
قد لا يرى البعض شيئاً جديداً في ذلك، لأنه على قناعة بأن أغلبية من يعمل بالسياسة يكذب. قد تكون تلك حقيقة، ولكن في بلد له تقاليد راسخة كبريطانيا، تم أخيراً التخلص من جونسون، لا بسبب فشله في السياسة، ولكن بسبب فشله في التحلي بالنزاهة والاستقامة. النزاهة والاستقامة هما اللتان كانت تمثلهما في الحياة البريطانية العامة الملكة إليزابيث، وكانت مرجعاً لفضيلة العمل المستمر والجاد والنزيه في حياة أجيال من الشعب البريطاني، وربما شعوب الكومنولث، حتى قبل أيام من وفاتها.
لذلك، فإن الحزن الشعبي الذي ظهر في الأيام القليلة الماضية هو حزن على الزمن الجميل الذي يتصور أنه يتسرب بين أيدي الجمهور البريطاني، والذي حمل الاستقرار والرفاه في وقت واحد.
تشارلز الثالث، الملك الجديد، زوجته مطلقة سابقة، ويرى البعض أنه فرّط في زوجة جميلة ورقيقة هي الأميرة ديانا التي توفيت في ظروف غامضة في آب (أغسطس) عام 1997، كما أن ابنه الثاني (تمرد على العائلة) وأخاه الشقيق اتهم بتهم تمس السمعة، ولكنه سارع إلى تطمين الجمهور في أول خطاب له، وعيّن ابنه البكر وليام ولياً للعهد، وتبرع بإرث له للدولة!
الزمن اختلف ويحمل كل مؤشرات الاضطراب وعدم اليقين.
الحكومة البريطانية المحافظة الحالية هي في أضعف مكان منذ زمن صعود المحافظين إلى الحكم قبل قليل من بداية القرن الحالي، ففي استطلاعات الرأي العام، يتقدم حزب العمال على حزب المحافظين بنحو عشر نقاط، أي لو تمت الانتخابات قريباً فإن من المرجح أن تنتهي بحكومة عمالية تحمل منفستو مضاداً تماماً للمنفستو الذي تحمله الحكومة المحافظة الحالية، كما أن حزب المحافظين منقسم على نفسه بعد الحرب قسمين، قسم مؤيد لليز تراس، الرئيسة الحالية، وقسم مؤيد لريشي سوناك، وزير الخزانة السابق الذي له مؤيدون أكثر من أعضاء البرلمان المحافظين، وهو من الجيل الثاني من المهاجرين من الهند.
مراسم التنصيب التي تمت أمام كاميرات التلفاز لأول مرة معقّدة (وبعضها خارج عن العصر). فقد وقّع الملك الجديد عدداً من الوثائق، منها احترام استقلالية الكنيسة الاسكتلندية، ومنها حلف الولاء من كل السياسيين للملك الجديد، ومنها (وهو الأغرب) إعلان تنصيب الملك في كل عواصم الأقاليم!! لكنها تنم عن الصراع الطويل تاريخياً بين مؤسسة الملك والناس، وهو تاريخ مليء بالصراع.
على كل المستويات تدخل بريطانيا عصراً جديداً، وتتغير التقاليد البريطانية العريقة بغيرها من تقاليد مستحدثة، وبمجرد أن تنتهي فترة الحداد على الراحلة الكبيرة، فسيتجدد النقاش في القضايا الكبرى، ومنها: هل تستحق كل تلك التقاليد كل ذلك الجهد للحفاظ عليها، أم أن الوقت حان للتفكير في مؤسسة الحكم وامتيازاتها في عصر يسارع بالتغيير؟ وهل يشهد تشارلز الثالث نهاية عصر الملكية كما شهدت والدته نهاية عصر الإمبراطورية؟ تلك أسئلة سوف يجاب عنها في المستقبل، إلا أن المؤكد أن الجمهور البريطاني وهو يشاهد تقاليد القرون الماضية أمامه متلفزة وملوّنة، تدور في خلده المقارنة بين عصر يعيشه ونهاية عصر سابق.
هيفا وهبي تحتفل بأعياد الميلاد بإطلالة أنيقة
نسرين طافش تحتفل بأجواء عيد الميلاد في ميلانو
مشهد دبكة قصي خولي ورزان جمال يتصدر الترند
سيرين عبد النور تحتفل بعيد الميلاد مع والدها
تفاصيل جديدة عن اغتيال هنية في طهران
انسحاب القوات الإسرائيلية من 3 مناطق في جنوب لبنان
عودة أكثر من 50 ألف سوري إلى وطنهم في 3 أسابيع
نجاة مدير منظمة الصحة العالمية بأعجوبة في اليمن
محمد رمضان يشعل السوشيال ميديا بمسابقة جديدة
أحمد العوضي يشعل الحماس بمسابقة جديدة ويُشكر جمهوره
مقتل إعلامية لبنانية على يد زوجها قبل انتحاره
قصة عائلة حوّلت كهفًا عمره 350 مليون سنة مَعْلمًا سياحيًا
الحمية الخالية من الغلوتين .. هل تناسب الجميع
ولي العهد ينشر مقطع فيديو برفقة إبنته الأميرة إيمان
قرار هام من الأمانة بخصوص المسقفات .. تفاصيل
نبات قديم يعزز نمو الشعر ويمنع تساقطه
فصل الكهرباء عن مناطق واسعة بالمملكة الأسبوع القادم .. تفاصيل
هام لطلبة التوجيهي بخصوص الامتحان التكميلي
كتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن في هذا الموعد
تخفيضات في المؤسسة الاستهلاكية العسكرية
إعلان صادر عن مديرية الخدمات الطبية الملكية
تفاصيل الحالة الجوية بالتزامن مع دخول مربعانية الشتاء
إحالات إلى التقاعد المبكر في التربية .. أسماء
يارا صبري تلتقي والدها الفنان سليم صبري بعد غياب طويل
9 بنوك أردنية ضمن لائحة أقوى 100 مصرف عربي