التمرد ثروة ناضبة !
السؤال المنطقي الذي يتبادر إلى الذهن هو: ما هي الدوافع التي حدت بقادة أولئك المقاتلين للدفع بهم إلى الانخراط في القتال الدائر في ليبيا ؟ والإجابة المنطقية هي أن أولئك القادة يبحثون عن الثروة، وإن شئت قلت "المصاري" خاصة بعد توقف القتال بين السلطة المركزية في الخرطوم وبين الجماعات المسلحة من دارفور منذ عدة سنوات حتى قبل سقوط نظام الإنقاذ، حيث أصبحت تلك "الجيوش" تعاني من العطالة المقنّعة، وتوقفت الدعومات التي كانت تأتي تحت مسميات مختلفة أو اضمحلت، وهو ما كان أحد الأسباب التي عجلت بالوصول إلى التسوية السياسية في جوبا العام 2020!!
هذا الأمر يقودنا للبحث في الدوافع الأساسية التي حدت ببعض أبناء السودان، من دارفور ومن غيرها، أن يحملوا السلاح في وجه السلطة، هل كان ذلك بغرض رفع مظالم عن أهلهم ومناطقهم وإسماع صوتهم للسلطة المركزية، أم هو لأسباب أخرى تتدثر بثوب الثورة والنضال للحصول على محاصصة ترضيهم من السلطة والثروة يتمتع بها القادة ثمناً لنضالهم (؟) وهل حِملُ السلاحِ وخوضُ المعارك هو السبيل الوحيد للوصول إلى تلك الأهداف ؟
أبرز الأسباب التي رفعها مَن تمردوا وحملوا السلاح في وجه الدولة هي تعرض مناطقهم للإهمال والتهميش، فهل أزال تمردهم تلك الأسباب أو قلل منها، أم زاد من تهميشها وأوقف مشروعات التنمية التي كان يجري تنفيذها حتى ولو كانت دون مستوى الطموح ؟ والإجابة هنا لا تحتاج إلى كثير عناء ودوننا الآليات التي توقفت عن العمل في مشروعات البنى التحتية، أو تمّ تحطيمها، من لدن حفارات قناة جونغلي في ثمانينيات القرن الماضي وإلى آليات طريق كادقلي الدائري بعد الألفية الثانية!!
لا شك أن استبدال أدوات النضال والمطالبة بالحقوق من حمل السلاح إلى التدافع السياسي والمدني هو أمر محمود في حد ذاته، ولا يعيبُ الحركات التي لجأت إليه في جوبا أنها فعلت ذلك، حتى مع كونه أتى في ظل تراجع الدعم المادي والعيني الذي كان يجده كل مَن حمل السلاح في وجه نظام الإنقاذ، بسبب التبدلات في المواقف الدولية والإقليمية، لكنه من الضروري أن يتم حساب وتوثيق الخسائر المادية والبشرية التي أحدثتها الحرب التي ظلت حالتها قائمة لعقدين، وتحميل المسؤولية الأخلاقية لكل طرف، حتى يبقى ذلك في سجلات الحقيقة والمصارحة والمصالحة في حال تمّ الإتفاق على ذلك.
لقد أدرك بعض القادة، أن إتجاه الرياح قد تغير وأن الداعمين السابقين لإشعال الفتن في أطراف السودان، لم يعودوا في نفس درجة حماسهم القديم لتقديم الدعم، وهو ما كان أحد أبرز الأسباب التي جعلت هؤلاء القادة يقررون الانخراط في التفاوض وتوقيع اتفاقيات سلام، تحقن الدماء وتسعى في معالجة الخلل التنموي الذي تعاني منه كل أطراف السودان، في حين ما يزال آخرون من جماعات التمرد يعتقدون أن مواصلة النضال المسلح ستجلب لهم ما يرغبون فيه من السلطة والثروة !!
إن الحقيقة السودانية التي أثبتت الأيام صحتها هي أنه مهما امتدت أيام وسنوات التمرد، فإن النهاية الحتمية هي الجلوس إلى الطاولة بغرض الوصول إلى تسوية سياسية، وأن ما حدث بخلاف ذلك في دول أخرى هو حالات نادرة، حدثت في ظروف تاريخية محددة، ولا يمكن القياس عليها؛ وقد ثبت أن الحصول على السلطة والثروة يمكن أن يتم بطرق أكثر استدامة ليس من بينها التمرد وحمل السلاح ووقف التنمية والإعمار، وإحداث كل هذه الخسائر المادية والأضرار الجسيمة التي أصابت الكبار والصغار وقلبت حياتهم رأساً على عقب، وجعلت من معسكرات النزوح واللجوء مستقراً لهم.
والحال كذلك فإن النخبة السياسية من أبناء "الهامش" مدعوة لإعادة النظر في أساليب نضالها الهادف إلى تحقيق العدالة والتنمية المتوازنة في مناطقها والتخلي عن أسلوب حمل السلاح كونه مدعاة لهدر الموارد والارتماء في حضن الأجنبي، وفي نفس الوقت فإن النخب السياسية التي كانت أكثر حضوراً في مؤسسات السلطة المركزية منذ الاستقلال مدعوة هي الأخرى لتعبيد الطريق لأكثر الأساليب أماناً واستدامة للوصول إلى السلطة وتداولها وللحصول على الثروة.
كاتب صحفي وسفيرسوداني سابق *
مهم من الحكومة بشأن مشروع قانون ضريبة الأبنية والأراضي
وزيرا الزراعة والبيئة يزوران المعرض الدائم لمنتجات البادية والريف
اصالة واحمد الشرع يتصدران محركات البحث .. بينهما علاقة
الأردن يصدر 46 ألف رأس من الخراف للخليج
وزير التعليم العالي يلتقي مع رؤساء الجامعات الأردنية الخاصة
الدراجات القابلة للطي .. حل مثالي للتنقل
بعد 5000 عام .. هل كُشف سر سفينة نوح
اكتشاف أقدم كتاب مصور في العالم عمره 4000 عام
حالات طلاق في الأردن بسبب المناسبات الاجتماعية برمضان
كشف أثري مذهل لأقدم وجه بشري في أوروبا الغربية
MINI تكشف عن طرازين كهربائيين جديدين في ميونخ
10وجهات فريدة لقضاء عطلة عيد لا تُنسى
أسعار النحاس تواصل ارتفاعها الخميس
إخلاء مفاجئ لطلاب اليرموك بعد الرابعة عصرًا .. ما الذي يجري
بيان ناري لحراكيي اليرموك: تصاعد الاحتجاجات وشيك .. أسماء
الملك ينعم على مدير المخابرات الأسبق البطيخي باليوبيل الفضي
أمانة عمان تعلن عن حاجتها لموظفين .. رابط
الحراك الطلابي في اليرموك يقرر الإنضمام لوقفات الأكاديمين الاحتجاجية
أردنيون مطلوبون للقضاء .. أسماء ومواعيد
رئيس جامعة اليرموك يتراجع عن تعميمه وسط تصاعد الاحتجاجات
الحكومة تحدد عطلة عيد الفطر .. تفاصيل
ترند الخريس يحرق سيارة في العقبة ويثير الذعر .. فيديو
هام من الضريبة بخصوص صرف الرديات
جامعة اليرموك تطلب أعضاء هيئة تدريس .. رابط
دورية أمن عام تُوصل سيدة مسنّة إلى منزلها قبل الإفطار .. فيديو
إحالة مدير عام الضمان محمد الطراونة للتقاعد