أخلاق زمان

mainThumb

04-08-2022 02:14 PM

من سابع المستحيلات أن توقف عقارب الساعة وأن تعود بجسمك وتفكيرك إلى الوراء ولكن صاحبي اعتاد على أن يعيش ماضيه وأن يحياه بكلّ تفاصيله في قريته التي غادرها منذ أربعين عاما أيّام كان ما حوله ومن حوله يوحيان بالصدق والعفوية .. حين كان كلّ شيء يبعث على الدفء والتفاؤل والبهجة .. فالجيران كانوا جيرانا ، نبلاء في تعاملهم ، كرماء في منازلهم وفي خارج منازلهم ، ومودّتهم كانت مودّة خالصة لا أثر فيها للزيف ، وكان حبّهم حبّا عفيفا بريئا.. وحين يصبح الصباح ويهبطون إلى الشارع في طريقهم إلى أعمالهم لا تسمع وعلى طول الشارع إلاّ الدعوات بأن ييسّر الله سبحانه وتعالى أمورهم وكنت لا تسمع إلاّ تحياتهم الخارجة من القلب لبعضهم البعض ولا تسمع إلاّ طلب العفو والعافية والمغفرة والتسبيح وطلب الرزق والفرج من الله سبحانه وتعالى ..
وحين أسأل صاحبي كان يشيح بوجهه عنّي ويقول لي في غضب
إنزل إلى الشوارع في هذه الأيام فإنك لا تسمع إلاّ اللعنات والشّتائم والسبّ والتماسك بالأيدي وغير ذلك من كلمات السخط والتعبير عن عدم الرضا .. في هذه الأيّام يتنكّر الجار لجاره والكلّ يبحث عن هفوات الغير وفي هذه الأيام تتجلّى الأنانيّة بأبشع صورها فلا أحد يهتمّ بأحد كما لو كان هذا الأحد من طينة ليست من طينة البشر وتقول لي : لماذا تحبّ أن تحنّ إلى الماضي ؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد