زواج القاصرات .. مشكلة مثيرة للقلق

mainThumb

27-07-2022 02:40 PM

عمان – السوسنة - هاشم ابراهيم الطاهات - يُعتبر العنف الجنسي والتحرش ضد المرأة و ما تعانيه من انعدام المساواه في بعض المجتمعات من الظواهر الخطيرة المنتشرة بين النساء في المجتمع العربي و خصوصاً النازحات من الدول المجاوره نتيجة عدة اسباب .
و قد شكلت ظاهرة زواج القاصرات مشكلة أخرى تثيرة القلق في المجتمع ، و لا سيما وأن القوانين و الانظمة في البلاد تتناول زواج القاصرات بوصفه شكلاً من أشكال العنف القائم على نوع الجنس ، وانتهاكاً لحقوق الإنسان.
تقول "احلام" احدى الفتيات التي تزوجت و هي قاصر انها متزوجه منذ مده طويلة و ما زالت تعاني و تتحمل نتائج زواجها إلى هذا اليوم ، فبعد زواجها لم تستطع استكمال دراستها الثانوية وبذلك لم تتخطى مرحلة الدراسة المدرسية في التعليم.

و اضافت احلام انها ضد زواج القاصرات تحت أي ظرف كان لأنه يؤثر على حياة الفتاة من يوم عقد القران لآخر ايام حياتها خصوصاً إذا لم يكن الزوج متفهم لموضوع التعليم و الحياة الاجتماعية في الوقت الحالي إذ تتطور و تتغير الحياة من لحظة لأخرى و يجب على الزوج ان يكون عون و سند للفتاة القاصر و يساعدها في حياتها و يساندها في أعمالها و يشجعها على التعليم و استكمال حياتها الاجتماعية بدون مأثرات الزواج بشكل كبير.

ومن جهتها قالت "هديل" انها ضد زواج القاصرات تحت اي احتمال كان لأنه يؤثر على الفتاة بكافة جوانب حياتها و يحملها مسؤولية كبيرة تزيد عن طاقتها و استيعابها .

و أشارت هديل الى أن زواج القاصر إضافة إلى أنه يؤثر على الفتاه وحياتها نفسياً و اجتماعياً فقد يؤثر بشكل صحي و جسدي عليها أيضاً إذ لا تستطيع اغلب الفتيات تحمل الحياة الزوجية في عمر صغير "قبل عمر النضوج الجسدي" و هذا بدوره يسبب لها مشاكل صحية إلى جانب النفسية و التي تؤدي في بعض الأحيان إلى امراض جسدية او الموت.

و أوضحت تغريد أن زواج القاصر ضياع للأسرة بأكملها لأنها تكون غير قادرة على تحمل المسؤولية لا من الناحية الجسدية و لا العقلية و لا الاجتماعية إضافة إلى ما يترتب على ذلك من خلافات زوجية مستمرة لأنها تكون غير ناضجة لا عقلياً و لا فكرياً فهي لا تستطيع التعامل مع الزوج بسبب صغر سنها و فكرها.

و أشارت أن زواج القاصرات يؤثر على المجتمع لأنه يظهر جيل جديد مختلف فكرياً و عقلياً عن الأجيال السابقة و ذلك لأنه ينشأ في مجتمع الاباء و الامهات فيه صغار و يتحملون مسؤوليات اكبر من عمرهم و طاقتهن.

و ذكرت انها تزوجت في سن صغيره و كانت تتلقى التعليمات من والديها لأنها لم تكن مدركة بما أصبحت عليه في ذلك الوقت من عبئ الزواج و الحمل و الولادة و تربية الأبناء و غيرها من واجبات الزواج أي ان الفتاة في عمر القاصر تكون غير مدركة لما يدور حولها و تحتاج لمن يساندها في كل أمور حياتها فكيف لها أن تكون هي صاحبة بيت وزوجه.
و قال محمد الحطيني أن زواج القاصر بالوقت الحالي اكبر فعل خاطئ قد يقوم به الاهل و ذلك لأن العادات و التقاليد و الفكر و الاهتمامات اختلفت عن السابق و أصبح هناك تغيير بإهتمامات الاشخاص و بتفكيرهم وبالمجتمع الذي ينشؤوا فيه.

و أضاف الحطيني أن القاصر بالوقت الحالي غير قادره على القيام بمهام زوجه كما كانت في السابق و ذلك بسبب تطور الحياة و دخول تطورات كبيره إلى حياتنا أبرزها توفر التعلم و العمل و المساواه الاجتماعية في أغلب شؤون الحياة للفتاة التي كانت تحرم من أبسط حقوقها قديماً إضافة إلى اقتصار حياتها بالماضي على منزلها و تربية أبنائها .

ومن جانبها قالت المحامية رغدا الشويات أنه لمنح الأذن بالزواج للقاصرات او لمن لم تكمل الا ال15 عاماً شمسية من عمرها أي لم تبلغ سن الزواج المعتمد في القانون الأردني و هو الثامنة عشر انه "يجب على المحكمة مراعاة ما يلي لغايات منح الأذن بالزواج:
1- ان يكون الخاطب كفؤاً للمخطوبة و فقاً لأحكام المادة (21) من القانون .
2- أن يتحقق القاضي من الرضا و الاختيار التامين .
3- أن تتحقق المحكمة من الرضا والاختيار التامين و من الضرورة التي تقتضيها المصلحة وما تتضمنه من تحقيق منفعة او درع مفسدة و بما تراه مناسباً من وسائل التحقيق .
4- أن لا يتجاوز فارق السن بين الطرفين الخمسة عشر عاماً .
5- أن لا يكون الخاطب متزوج.
5- أن لا يكون الزواج سبباً في الانقطاع عن التعليم المدرسي . 7- اثبات مقدره الخاطب على الانفاق و دفع المهر و تهيئة بيت الزوجية .
8- ابراز وثيقة الفحص الطبي المعتمد .
و أشارت الشويات انه و بموجب القانون المعدل الذي أقره البرلمان الأردني اصبح يسمح الزواج في عمر ال16 في "الحالات الخاصة" و بشرط موافقة قاضي القضاة و أن يكون الزواج "ضرورة" تقتضيها المصلحة و التحقيق من توفير الرضا و الاختيار وفق تعليمات يصدرها قاضي القضاة.
ومن جهته قال الخبير النفسي الدكتور حسن الصباريني أن زواج القاصرات غالباً يحدث في ظروف غير طبيعية مثل الحروب او اللجوء او الكوارث و الفقر و بهذه الحالات يسعى الاهل لتزويج بناتهم تحت ذريعة الخوف عليهم من التشتيت و الضياع او عدم القدرة على الانفاق عليهم.

وأضاف الصباريني أنه حسب الدين و أراء المفكرين و العلماء والتربويين و الخبراء و عامة الشعب فإن زواج القاصرات أمر مرفوض و غير مقبول بأي شكل كان و الآن اصبح الأمر محسوماً بأمر القانون وأصبحت المرأه مقدرة و مكرمة عما كانت عليه.
و أشار الصباريني أنه اذا سعينا لتحقيق غاية الزواج فإنه لا يتم الا بإمرأه ناضجة و واعية و راشدة و متفهمه لموضوع الزواج و الزوج وبناء اسرة و الحقوق الزوجية ، فزواج القاصر يعتبر انتهاك للطفولة إذ لكل مرحلة عمرية خصوصيتها ومعطياتها و غاياتها و بالتأكيد زواج القاصر يكون امراً مرفوض وفقاً لذلك .

ونوه الصباريني أنه من الناحية النفسية تتأثر الفتاه كثيراً من الزواج في عمر صغير و قد تواجهها مشاكل نفسية تضطرها لمراجعة طبيب نفسي نتيجة الأمور التي عانت منها بعد زواجها و هي قاصر و قد يصل بها الأمر إلى إضرابات او أذى او حتى عقدة نفسية و ذلك نتيجة وضعها بحياة غير مناسبة بوقت و مكان و عمر غير مناسبين فهي بعمر طفله او مراهقة و لا تستطيع تحمل كل هذه الأعباء .

 

اقرا أيضاً :



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد