المجال المغناطيسي الأرضي وأخطاء تحديد التراكيب الحاملة للنفط

mainThumb

13-07-2022 03:16 PM

من الممكن توصيف المجال المغناطيسي الأرضي في أية نقطة على سطح الأرض بفيكتور أو إتجاه ظل خط القوى المغناطيسية في نقطة المراقبة. كالعادة نشير إلى اتجاه المجال المغناطيسي الأرضي بالدلالة علية بالحرف الكنعاني T وهي ايضا دلالة على شدة المجال المغناطيسي الأرضي في نقطة المراقبة. المستوى العمودي اللذي يقع فيه اتجاه المجال المغناطيسي الأرضي يدعى خط الطول المغناطيسي (magnetic meridian).

إذا ما تخيلنا في نقطة المراقبة وجود مكعب ذو زوايا قائمة بحيث يكون فيه المستوى الأفقي XOY كما في صورة المكعب بينما المستوي العمودي له يكون OYZ كما هو واضح في الصورة. بهذه الوضعية يكون OX متجها نحو الشمال المغناطيسي بالإستعانة بالبوصلة وهذه النقطة هي خط الطول المغناطيسي. عند ذلك يكون المحور Y المتعامد على X يشير إلى إتجاه الشرق. في هذه الوضعية الثلاثية الأبعاد نستطيع تحليل اتجاه المجال المغناطيسي الأرضي T إلى مركبتان إحداهما أفقية H والثانية عمودية Z. المركبة الأفقية H يحدد اتجاهها في الفضاء بزاوية الإنحراف D  (Declination) بينما المركبة العمودية يحدد إتجاهها بزاوية الميل I (Inclination). 
 
المركبة الأفقية H تحددها زاوية الإنحراف D لإتجاه شدة المجال المغناطيسي الأرضي في المستوى الأفقي  T بينما المركبة العمودية Z تحددها زاوية الميل I لإتجاه شدة المجال المغناطيسي الأرضي في المستوى العمودي. إذا ما كانت الزاوية D مزاحة قليلا نحو الشرق نسميها Positive Declination أما إذا وجدناها مزاحة نحو الغرب نسميها Negative Declination. كلا الزاويتان تتغيران مع الوقت كما تشير الي ذلك تسجيلات محطة لندن المغناطيسية منذ العام 1540 ميلادية. على مدى 400 عام من التسجيلات تذبذبت زاوية الإنحراف من +7 الى -14 بينما تذبذبت زاوية الميل من اكثر من 74 درجة إلى اكثر من 66 درجة.
 
في كل خارطة مساحة في كل البلدان التي أجرت مسوحات جغرافية جوية لأراضيها يوجد في أسفل الخارطة قيمة التغير السنوي لزاوية الإنحراف منذ وقت اجراء المسح الجوي الجيوغرافي وعليه حتى يكون تحديد النقطة على الأرض جغرافيا دقيقا ينبغي على الجيولوجي احتساب القيمة الحالية لزاوية الإنحراف باحتسابها منذ تاريخ إجراء المسح الجويى حتى الآن حتى يكون اسقاطه لاي نقطة على سطح الأرض على خارطته دقيقا وذلك بتغيير ميناء البوصلة ليتطابق مع القيمة الحالية لزاوية الإنحراف المغناطيسي ليتطابق مع الإحداثيات أو الشمال الجغرافي.
 
للأسف الشديد كثير من الجيولوجيين العرب لا يدركون ذلك بما يترتب عليه أن يكون إسقاط مواقع القياس لديهم على الخرائط خاطئا 100%. عندما يحدد الجيولوجي على الخارطة موقعا لتركيب جيولوجي ممكن أن يكون مناسبا لتجمع النفط دون أن يأخذ بالحسبان قيمة الإنحراف المغناطيسي ويعطي الحفار موقعا يحفر فيه للوصول الى النفط لا يجد الحفار شيئا لأن الموقع الحقيقي للتركيب الجيولوجي المناسب للنفط يكون بعيدا كيلومترات عدة.
 
في كل بوصلة يوجد أداه للتحكم في ميناء البوصلة لتصحيح زاوية الإنحراف المغناطيسي. السؤال المطروح هل الجيولوجيون العرب يعون ذلك، لو كانوا يعون ذلك لما شككت العديد من الجهات الأجنبية بصحة خرائطنا الجيولوجية.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد