ونحن في ايام عيد الاضحى ارفع الى الله دعائي ان يتمم على جميع الاحباب الصحة وان يغمرهم بنعمه وفضله وان يعيد عليهم الايام بالخير والفلاح والنجاح .. انه سميع مجيب .
وبعد .. فقد مر بخاطري صورا متعددة لاحوال المسلمين المحتفلين بمثل ايامنا هذه منذ الايام الاولى للرسالة ، مرورا بحقبة الراشدين والامويين والعباسيين ، وفي ايامنا هذه التي اشاهد فيها اعداد غفيرة من الناس تحج الى مكة ، كنت اقف عند كل صورة اعد فيها المسلمين عدا .. اراقب تطور اعدادهم وامتدادهم ، ولا اخفي ذهولى عندما اذكر ان الاسلام بدأ بشخص واحد وهو رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام واصبح العدد هذه الايام قريب من مليارين ، في الف واربعماية سنة تقريبا ، فابدأ بالمقارنة بين هذا العدد المتجمع حول فكرة واحدة في موعد واحد وفي كل انحاء المعمورة وبين اي تجمع في الدنيا ، فاسال نفسي هل يا ترى هناك نفس العدد من الناس على سطح الارض تكون منهم هذا التجمع الكبير في نفس الحقبة الزمنيه ؟
اذا حاولنا فهم كيفية وابعاد هذا التطور العددي في تلك الحقبة الومنية فلن نجد لها جوابا في علم التكاثرالرقمي في الرياضيات ولا في التعرف على اتباع الكثير من الامم على سطح الارض لبعض الدول بالاستعمار ، ولا نجد تفسيرا لهذا الامتداد حتى في التصور ان علم الاقتصاد يمكن ان يصنع تجمعا ممتدا كيفا وكما من بهذا الكم ، اذا كيف نتعرف على اسباب ذلك الامتداد ، وهل يا ترى سيتوقف ذلك النمو العددي في المسلمين حول العالم ام سيستمرفي قادم الايام ؟
قرات وقارنت وفهمت ، ان دين الاسلام الذي رسم طريقه النمو هذه قد ارسى قواعد الوجود والنمو من خلال وضعه منظومة تتكون من علوم اللغة العربية وعلم التاريخ وعلم الجغرافيا وعلم العلوم الحياتية واقصد بها مجموعة الرياضيات والكيمياء والفيزياء والاحياء الى اخره .
وليس صعبا ان نعرف كيف ان معرفة وفهم اللغة العربية اصل من اصول الحياة وبالتالي الدين على الارض ، فهذا القران جاء عربيا بلغة عربية ولم يتغير فيه كلمة واحدة منذ مئات السنين .. فقل لي اي منشور واي كتاب عاش لهذا العدد من السنسن وبقي على حاله وبنفس كلماته ! وبالنسبة للقران الم تكن اللغة هي من احتضنه حتى اليوم ؟ مما ادى الى ان يرد لها الجميل ، فحفظها واسس لنبوغ علمائها وبنى جدران ومدارس حمايتها ، فبقيت على حالها منذ ان وجدت على الارض ؟
وجاء الاسلام بذكر بل بتوضيح اسس التشريعات الاخرى التي يتبعها اليها معظم البشر على الارض ، فذكر اصول وتطور التاريخ على الارض منذ ادم عليه السلام فادى ذلك لوضع قاعدة التاريخ وبناء علم التاريخ ، واصبح من يتبع الاسلام عارفا بالتاريخ واحداثه الجسام من خلال معرفته بالدين واصبح التاريخ بذلك قاعدة اساسية من قواعد التدين عند البشر.
وتحدث الدين عن الجغرافيا في اكثر من موضع ، فمن الدين تعلم الانسان مفاهيم الشرق والغرب وحركات النجوم والكواكب بما في ذلك اسماء العديد منها ، بل تعرف الناس على الكثير من علوم الارض والسماء والجبال والانهار وصفاتها من الدين ، وطلب الدين من اتباعه ليس فقط معرفتها بل الشعور بجمالها وحلاوة العيش في ظلالها كجائزة يحصل عليها ان تصرف في حياته كما يجب .
واما عن باقي العلوم فحدث ولا حرج ، فمن يقول بان لديه في علم الاجنة مثلا علم اكثر من مفهوم تطور الجنين في بطن امه فانه لا يقول الصدق ، ومن لا يعرف الجواب على كم هي كتلة الذرة فليحاول ان يعرف ذلك من الرقم الدال علىى مصطلح مثقال ذرة كما جاء في الدين .
لذلك يتدين الانسان ، وان اراد ان يعرف كيف ولماذا يعيش فليتدين ، وان اراد ان يكون عالما في السياسة او عالما في الطبيعة او عالما في الصحافة فليتدين ، لانه ان فعل ذلك فانه سيعرف اين ومتى وكيف يستكمل انتمائه لما اراد من علوم .. والله اعلم
أسعار الخضار في خامس أيام رمضان
