هل نحن مستعدون إلى تغيير نمط الغذائي الذي تعايشنا معه على مدار العشرات السنوات ؟ هذا السؤال الذي يتكرر حينما يطرح عبر الإعلام حول كيفية الاستعانة بقدرات كل دولة نحو الاكتفاء الذاتي بالانتاج الزراعي والغذائي خلال وقت قصير وهو لعدة أشهر وخاصة أن موسم زراعة القمح والبذور انتهى وهناك وقف الاستيراد والتصدير ، وونشاهد ان إعلامنا لا يركز بكل اسف على التشجيع بتغيير نمط الغذائي لكل أسرة وخاصة أننا ما زلنا نتعايش مع عادات اجتماعية كل شيء فيها مرتبط بأقامة الولائم والاطعمة علماً بأن هناك دول منعت التصدير اللحوم والحبوب والزيوت بكافة أنواعها بسبب عدم مقدرتها لتأمين تلك المنتجات لشعبها وسكان البلد ،وقد نبالغ جداً إذا قلنا أن الأردن هو مصدر للتصدير الغذائي للدول ونحن نعلم جيداً أنه على حساب المواطن ،فتذهب اطنان من الخضروات والفواكه إلى الدول المجاورة ويبقى المواطن يعيش حالة انتظار لأن تتوفر تلك الأصناف في الأسواق بأسعارها المحدودة التي يقدر على شرائها .
وعلى قولة الله يعينك يا ابو لعيال ، البندورة والخيار والبيتنجان قبل شهر تقريباً كانوا بدينار والان بنص دينار ، أبو لعيال بيقول الوضع أرحم شوي صرنا نتعايش مع تجارب الغلاء المستمر ، لكن كيف أبو لعيال بده يقدر أن يتعايش مع ارتفاع الخبز إذا حصل ذلك ؟؟ وهذا ليس ببعيد ، فنحن نتجه نحو تضخم عالمي اقتصادي وغذائي الجميع يتحدث عنه ، ويبقى السؤال هل يقدر المواطن على ضبط نفسه وأسرته على نمط غذائي مختلف جداً عن السابق ؟ إذا رأ تقصير الدولة في ذلك ؟وهل يتخلى مجتمعنا عن عادات الترف بجعل الموائد في كل مناسبة سعيدة وحزينة ؟ ، وهل نعبر عن حزننا وفرحنا في المناسبات بشكل مختصر كما تفعله العادات الغربية حينما نشاهدها من خلال الدراما التي بسطت لنا ذلك وأن نترك طابور المخبز ورغيفه المشروح والفلافل والحمص والفطور اليومي المعروف والمناسف والكنافة ليذهب باقي الأطعمة إلى سلة المهملات وأكياس الخبز اليابسة المتكدسة على أطراف كل رصيف ونقنع المواطنين بالاكتفاء بقطعة من الخبز التوست الصغير والسطلة وشرائح اللحوم ومعلقتين من الأرز وحبة فاكهة بدلاً من الحلويات؟.
وما يقلقنا أننا على أعتاب فقر جديد وضعف الإمكانيات النقدية والاقتصادية والزراعية وليس هناك بوادر في معظم الدول على الاكتفاء الذاتي كما يقال ،وأن معظم الدول والشعوب اعتادت على المساعدات الإنسانية الاستيراد والاعتماد عليها ونخجل من ذاتنا أننا نمتلك مساحات كبرى من الأراضي ملك مواطنين تحولت إلى مولات تجارية وصالات افراح وقطاعات أخرى وتركنا الزراعة لأننا لا نجيد الزراعة ، فلابد من إعادة النظر إلى تغيير نمط الغذائي من ذاتنا قبل أن نقع في واقع صعب جداً ، وغير ذلك لربما أنها عدالة من السماء لكي يتوازن ميزان الفقير مع الغني لكي يعتاش الجميع تحت واقع واحد وتأخذ من صحن الغني وتضع في صحن الفقير دون بذخ بل تكون صحوة بأن هناك نعمة اسمها الطعام لابد أن نصونها ونحافظ عليها والله اعلم.