في تطور لافت، تحركت الإدارة الأميركية، وادانت الولايات المتحدة استشهاد الصحفية المغدورة شيرين ابو عاقلة، وقالت في بيان الادانه ان الراحلة، قتلت :"الصحفي الأمريكي خلال غارة عسكرية إسرائيلية على مدينة فلسطينية"
من جهتها قالت الصحفية في شبكة ذا هيل لورا كيلي، ان الحادثة أثارت الجدل في الأوساط الإعلامية وداخل الإدارة الأميركية التي، أدانت رسميا، بإسم الحكومة الأمريكية يوم الأربعاء "مقتل" صحفي أمريكي خلال غارة عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية ودعت إلى إجراء تحقيق "فوري وشامل" لتحديد المسؤول عن ذلك.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس" قال إن وفاة شيرين أبو عاقلة تمثل "إهانة لحرية الإعلام في كل مكان".
*موقف الرئيس الأميركي بايدن.
كما قالت نائبة السكرتير الصحفي الرئيسي للبيت الأبيض ، "كارين جان بيير" ان ، تصريحات برايس ، تمثل موقف الإدارة الأميركية قائلة للصحفيين على متن طائرة الرئاسة إن الإدارة تدين "بشدة" مقتل الصحفي. ولم يذكر "جان بيير" ما إذا كان الرئيس بايدن يعتزم الاتصال بأسرة الشهيدة الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأميركية.
البيان أوضح، قُتل أبو عاقلة بالرصاص أثناء تغطيته غارة عسكرية إسرائيلية في جنين ، المدينة التي تتبع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
.. وفي محاولة للتغطية على حقيقية الجريمة/الاغتيال، فتحت الحكومة الإسرائيلية الصهيونية المأزومة، تحقيقا في الحادثة، ودعت السلطة الفلسطينية إلى المشاركة في التحقيق. وألقت وزارة الصحة الفلسطينية باللوم على الجيش الإسرائيلي في مقتل الصحفي.
*الكذب الصهيوني الممنهج.
قائد الجيش الإسرائيلي، العنصري الذي قاد عملية الاغتيال، اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي إن الجيش لم يتمكن حتى الآن من تحديد ما إذا كانت الشهيدة قد أصيب بنيران إسرائيليين أم فلسطينيين (...) بحسب ما أفادت وكالة أسوشيتيد برس ، متراجعا عن بيان سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم نفتالي بينيت مفاده أن مقتل الصحفي على الأرجح جاء من نيران مسلحين فلسطينيين،ما أثار الإعلام الفلسطيني والعربي والدولي، بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وحركات الدفاع عن حقوق الإعلام في الحرب.
الجيش الإسرائيلي الصهيوني، ادعى ببجاحة إنه كان ينفذ عمليات لمكافحة، ما اسماع ب"الإرهاب" في مدينة الضفة الغربية عندما "أطلق عشرات المسلحين الفلسطينيين النار على الجنود وألقوا عبوات ناسفة باتجاه الجنود" ورد الجنود بإطلاق النار. وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه لم تقع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية التي بدأت بإطلاق النار بحسب شهود.
*شهادة الشهود
الشهود، بما فيهم زميلها الذي أصيب أثناء المواجهات قال: "كنا بصدد تصوير عملية الجيش الإسرائيلي وفجأة أطلقوا النار علينا دون أن يطلبوا منا المغادرة أو التوقف عن التصوير".
.. وتابع:"أصابتني الرصاصة الأولى وأصابت الرصاصة الثانية شيرين ... لم تكن هناك مقاومة عسكرية فلسطينية على الإطلاق في مكان الحادث".
استشهاد شيرين ابو عاقلة، يأتي وسط تصعيد في مجابهات الجيش والشاباك والمواد والعصابات الصهيونية الإسرائيلية ردًا على سلسلة من الهجمات التي شنها رجال فلسطينيون ، حيث قُتل ما لا يقل عن 18 إسرائيليًا و30 استشهد من الفلسطينيًين في الأسابيع الأخيرة.
*الشهداء تلو الآخر يرتقون نحو الحق.
.. وبعد عملية اغتيال الصحفية شيرين أبوعاقلة؛ يقول الصحفي الفلسطيني المقيم في هولندا نبيل السهلي، انه :"يمكن الجزم أن سياسة اغتيال الصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين إنما يهدف الى تغييب حقيقة إسرائيل العنصرية ومجازرها ضد الشعب الفلسطيني، التي لم تتوقف البتة منذ إنشائها عام 1948" .
.. واقعيا وتاريخيا، وفي الوقت الحاضر قال "السهلي":كشفت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، أن الاحتلال الإسرائيلي قتل 102 صحافي منذ العام 1972، بينهم 19 صحافياً برصاص الاحتلال منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة عام 2014.
وسجلت لجنة الحريات في نقابة الصحافيين 136 اعتداء تعرض له الصحفيون من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري، ليصل عدد الاعتداءات على الصحافيين منذ العام 2014 وحتى اليوم إلى 838 اعتداء.
وقتل برصاص الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي الصحافيان ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، خلال تغطيتهم لمسيرات العودة عند الشريط الحدودي لقطاع غزة.
*جرائم الاحتلال الإسرائيلي
.. وأكد انه ومنذ العام 2018 أصيب 97 صحافياً بالرصاص الحي جراء استهداف جنود الاحتلال لهم، بالإضافة إلى 89 إصابة مباشرة بقنابل الغاز المسيل للدموع، و52 حالة اعتقال في سجون الاحتلال.
كما أكدت النقابة أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن استشهاد أكثر من 46 صحافيا منذ عام 2000، وعدد كبير من الجرحى والمعتقلين؛ وتحصي النقابة بشكل سنوي ما بين 500 و700 اعتداء احتلالي وجريمة بحق الصحافيين الفلسطينيين، وقد آن الأوان لهذه الجرائم أن تتوقف وأن يحاسب من ارتكبها ومن أصدر الأوامر لتنفيذها.
يتابع السهلي، أن عملية ملاحقة واغتيال الصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين من قبل الجيش والموساد الإسرائيلي تعدت الجغرافيا الفلسطينية ، لتصل يد الغدر والاغتيال لتطال عددا كبيرا من الإعلاميين في الخارج، وفي مقدمتهم الإعلاميين ماجد ابوشرار وحنا مقبل .
*.. ومن حقائق التاريخ.
وخلال فعاليات مؤتمر التضامن مع الشعب الفلسطيني والذي حضره روجيه غارودي وفانيسا رديغريف والمطران هيلاريون كابوتشي في روما في التاسع من تشرين الأول / أكتوبر 1981؛ استشهد ماجد أبو شرار إثر اغتيال مدبر من خلال انفجارٍ في غرفته في فندق فلورا بسبب قنابل زرعها عملاء الموساد، ليدُفن ماجد في مقابر الشهداء في بيروت؛ وقد رثاه الشاعر محمود درويش في ديوان “في حضرة الغياب” كما افتُتحت مؤسسة ماجد أبو شرار الإعلامية تخليدًا لاسمه وهي منظمة تعمل من أجلِ تمكين الشباب في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان؛ في حين تمّ اغتيال الصحافي والإعلامي الفلسطيني حنا مقبل من قبل جهاز الموساد الصهيوني في قبرص صباح يوم الخميس في الثالث من أيار/ مايو عام 1984؛ وهو القائل “من يناضل من أجل فلسطين هو فلسطيني (وإن ولد في الهنولولو) ومن لا يناضل، ليس فلسطينياً ولا علاقة له بفلسطين وإن ولد في القدس”
ويعتبرحنا مقبل من أبرز رجال الفكر والإعلام في الثورة الفلسطينية، وكان نموذجا للمناضل الوطني الملتزم بقضيته وتطلعات شعبه، كان يأخذ من الثقافة سلاحا مقاتلا، وقد شغل مديرا عاما لوكالتي “القدس برس” و”الشرق برس” للخدمات الصحافية في نيقوسيا.
ينبه نبيل السهلي إلى إن الانتهاكات الإسرائيلية "الصهيونية" وعمليات اغتيال الصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين التي طالت أخيراً الشهيدة شيرين أبوعاقلة؛ هدفها تكميم الأفواه والحيلولة دون إيصال الصورة الصحافية الحقيقية لجرائم إسرائيل "العنصرية" للعالم.
.. في ظلال استشهاد شيرين ابو عاقلة، ينتظر الإعلام والصحافة في العالم كافة، الكيفية التي ستعمل بموجبها الولايات المتحدة، لكبح جماح الحكومة الإسرائيلية، حكومة الاحتلال، التي تمارس الجريمة والقتل والتهويد في القدس المحتلة وفي مدن فلسطين، غير عابئة بمسارات واتفاقيات وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومنظمات السلم والأمن العربية والدولية والاممية.