حراك دبلوماسي وسياسي ونيابي شعبي، تشهده الأجواء الأخوية المشتركة في العاصمة عمان، كما في العاصمة القطرية الدوحة.
علامات ومؤشرات متتالية، متوافقة، دالة على اهتمام، بنكهة خاصة، يعززها، ذلك التاريخ والمد الحضاري، من العلاقات الأردنية القطرية في المجالات كافة.
.. الرؤية الملكية، تحرص على مواثيق ديمومة العلاقات الأردنية العربية ومع دول العالم، إرث هاشمي، وضع المملكة على خارطة الدول التي لها كيانها واستراتيجياتها مع نبض العالم.
منذ أقل من نصف عام، كانت زيارة الملك عبدالله الثاني للدوحة الزيارة الأولى منذ 2014، ورافقته خلالها جلالة الملكة رانيا العبد الله، وفي هذه الزيارة، احتضنت قطر، على مدى يومين، أعمال القمة القطرية الأردنية بين جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، والتي شهدت بحث العلاقات الأخوية التي تربط دولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية، وسبل توسيع التعاون في المجالات كافة، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية، كما تم توقيع اتفاقيات استثمارية بين البلدين الشقيقين.
بين اليوم والامس، قاد رئيس مجلس النواب عبدالكريم الدغمي، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، حراكاً سياسياً، أردنياً قطرياً متوافقاً، ومتزامناً مع عديد الأحداث الدولية وأزمات، ليس أقلها الحرب الروسية التوك آنية، وتجهيزات قطر لاستقبال وإدارة وتنظيم المونديال العالمي في كأس العالم.
.. في عمان، الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني سفير قطر في المملكة قال: إن العلاقات الثنائية بين قطر والمملكة شهدت منذ انطلاقها على مستوى السفراء قبل خمسين عاماً أي منذ عام 1972، تطوراً ونمواً كبيراً في كافة المجالات، بفضل الرؤى الحكيمة للقيادتين، مسجلة صورة مشرقة وناصعة في سجل العلاقات العربية.
في الدوحة، التقى، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ايمن الصفدي، وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
وبحث الصفدي والشيخ محمد، الخطوات التي يتخذها البلدان الشقيقان لزيادة التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، تعزيزاً للعلاقات ذات الاهتمام المشترك عربياً ودولياً.
تعمل السياسة القطرية التي يقودها سمو الشيخ الأمير تميم، على مبدأ التواصل السياسي والحضاري والثقافي والاقتصادي والتربوي، ذلك أن قطر، باتت دولة محورية واستراتيجية بالنسبة للخليج العربي ودول المنطقة والشرق الأوسط والعالم.
عملياً، الرؤية الملكية بكل أبعادها، تعي أن قطر ستستمر في بحث الفرص الاستثمارية القطرية المشتركة في المملكة، والاستثمار في المشاريع المُجدية وخصوصاً تلك التي تنطوي على فرص عمل.
.. وكان اللقاء الأردني القطري، بين الصفدي، ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد، على هامش منتدى الدوحة الذي بات عنواناً دولياً للدبلوماسية والحوار، مشدداً على الموقف الثابت إزاء القضية الفلسطينية، القضية المركزية الأولى، وضرورة إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يُنهي الاحتلال ويُجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران 1967وفق القانون الدولي والمرجعيات المعتمدة.
وشهدت عمان، الاحتفاء النيابي الأردني، الذي قاده الدغمي، فكان لقاء، دبلوماسياً سياسياً رفيع المستوى، حيث التقى السفير القطري في عمان سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني، مع الرئيس الدغمي واعضاء ورئيس اللجنة الخارجية والشؤون الدولية، وتم، العمل والمحاولات، دعماً لمنظور تثبيت عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، التي أرسى دعائمها جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
الدغمي، حقق مشاورات غنية، مهمة في هذا التوقيت، وقال إن الأردن، يتطلع إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ولاسيما في مجال الاستثمار، مثمنا الدعم القطري للأردن خصوصا في مجال توفير فرص العمل للشباب الأردني من خلال المبادرة القطرية لتشغيل 10 آلاف شاب.
ذات القيم التي أرساها جلالة الملك، حكمت طبيعة لقاء رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية، خلدون حينا، الذي أسهم في بحث عمق العلاقات الأخوية والراسخة بين البلدين الشقيقين الأردن وقطر.
إلى ذلك، أكد رئيس وأعضاء لجنة خارجية النواب أن العلاقات تسير بخطى فاعلة ومثمرة نحو آفاق أكبر وأوسع من التعاون، خصوصاً في القضايا والمواضيع المشتركة.
.. تبادل الوعي والانتباه إلى استشراف المستقبل، يعد اكبر دعائم ترسيخ العلاقات القطرية الأردنية التي نجحت في أن تسير باتجاه المزيد من التعاون والتكامل في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية وفي مختلف المجالات، مؤكداً وجود العديد من الاتفاقيات بين البلدين في معظم القطاعات سواء في الرياضة أو الاقتصاد أو الثقافة.
المد والأثر والفكر الملكي، عزز علاقات الأردن العربية والإسلامية والدولية، وهذا ما لفت اليه الرئيس الدغمي، مشيدا بالرؤية التي حمت المملكة خلال عقود طويلة من الازمات والأحداث الدولية والإقليمية، مذا تأسيس الدولة الأردنية ودخولها في مئوية ثانية بكل الحب والتألق.
يمتلك الأردن وقطر، محركات سياسية وقومية ودبلوماسية لها وزنها في قارات العالم، كما ان المملكة الأردنية الهاشمية ودولة قطر، كانا، وفق قيادتيهما، مع الحكمة والسلم المجتمعي، وبناء السلام والأمن والتعايش والعدالة الاجتماعية.
.. كما يحرص أطياف الشعب الأردني، والأشقاء القطريون على إنجاح كل الأحداث السياسية والفكرية والثقافية والتبادل في الأفكار وإنجاز الأحداث المقبلة، ككيان مشترك، يسهم في التنمية والحضارة الإنسانية