بايدن يتحدث مع شي جين بينغ يوم الجمعة في محاولة لفكفكة التشابك في كرة الصوف العالقة بين الإدارة الأميركية والحكومة الصينية، بما في ذلك قبضة الحزب الشيوعي الصيني المهيمنة، وفي ظلال عديد الخلافات، يتحرك البيت الأبيض ، والادارة الأميركية برقابة ومتابعة من البنتاغون، باتجاه فهم ميكانيكية المصفوفات العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية في الصين.
كل ذلك التشابك في خيط الصوف، جعل الموقف من الغزو الروسي لأوكرانيا، حالة سياسية، تخيف حلف الناتو، فكان لابد من أن يتخذ الرئيس الأميركي، خطوة للمعلمة الكرة الهشة!
بايدن قرر الحوار، ربما في محاولة يقف معها، مع ما في رأس الرئيس الصيني شي جين بينغ، ويشهد يوم غد الجمعة ، كل هذا الترقب السياسي و الدبلوماسي، ذلك أن الولايات المتحدة ، والرئيس بايدن، ستلجأ إلى لغة مغايرة، فيها تحذيرات غير مسبوقة للصين، على فرضية مساعدتها ودعمها لروسيا في غزوها لأوكرانيا، بحسب شبكة The Hill الأميركية المقربة من البيت الأبيض.
يثير الخبر ردود فعل حساسة في الكرملين، وعند مجلس الرئيس الروسي بوتين، الذي ينظر في إشكالية ما صرح به الرئيس الأمريكي جو بايدن، واصفا بوتين : وصف بايدن بوتين بـ"مجرم الحرب "أمر" لا يغتفر ".
"مواجهة بايدن وشي"، وشكل الحوار، يحدد، بحسب رؤى أمنية وعسكري، طبيعة مستقبل العلاقات الأميركية الصينية التي تقف على صفيح ساخن، ويفهم ذلك، بعد أيام من عقد مستشار الأمن القومي الأميركي ، جيك سوليفان ، اجتماعا مطولا مع نظيره الصيني في روما ، صرح خلاله إن بكين ستواجه عواقب إذا ساعدت روسيا ماليا أو عسكريا.
قد يكون بايدن وشي، قد استفادوا من آخر مرة، تحاورا، خلال اجتماع افتراضي، الذي وصف وقتها بأنه (واسع النطاق)، بعد أشهر من رئاسة بايدن، في نوفمبر ، وكان ذلك قبل أشهر من غزو بوتين للتجارة أوكرانيا، في خطوة يقومها حلف الناتو والولايات المتحدة وغالبية حلفاء الإدارة الأميركية والغرب.
ضمن الرؤى الجيوسياسية، وطبيعة العلاقات الدولية الأمنية، ومع أزمات عالمية متباينة في حدتها، عمقت الصين وروسيا علاقاتهما في السر ، وبلغت ذروتها بإصدار شي وبوتين تأكيدا ( قبل غزو أوكرانيا مباشرة) أعلن أن العلاقة بين الصين وروسيا "ليس لها حدود".
.. بالرجوع إلى ما بين يدي الرئيس الأميركي جو بايدن، من ملفات ساخنة، يرى ان المنافسة المتشابهة مع الصين تتطلب إدارة ودبلوماسية ولغة أمنية مختلفة ومكثفة.
.. كرة الصوف، المتشابهة، تقاطع مع خطوط اتصال أميركية، غالبا دقيقة ومفتوحة مع الصين
.. ولمزيد من التحليل، كانت واشنطن وبكين، إبان مؤتمر المناخ "كوب 24" (COP24) في غلاسكو بإسكتلندا، أكثر حرارة وتفائلا وأعلن الوفدان الصيني والأميركي عن اتفاق مشترك، لتحديد أهداف جديدة للحد من استهلاك الوقود الأحفوري؛ فالدولتان مسؤولتان معا عن أكثر من 35% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في قارات العالم.
.. الجمعة، 18 مارس،ستبحث القمة بين بايدن وشي، افتراضيا، عددا من القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية، كلها بدرجة [سري، غير متفق عليه]، أهمها، طبيعة الموقف النهائي من موقف الصين من روسيا بغزو بوتين لأوكرانيا.
.. الموقف الصيني صعب، يتأرجح بين مفهوم جيوسياسية أمني، بحثا عن قوة مفتقدة عسكريا،، وخصوصا في ما يتعلق بملفات منها:
*اولا:
غزو الجيش الروسي لأوكرانيا، التوفل والتهديد النووي، وربما اجتياح كل أوكرانيا، ما ينبئ بحرب عالمية ثالثة، وتستطيع الصين حسم موقفها، ما يمنع الكارثة البشرية.
*ثانيا:
هوس إعادة توحيد تايوان مع الصين،وهناك تهديدات عسكرية من الحزب الشيوعي الصيني بغزو تايوان، لها تاريخ ممتد من الصراع المدان دوليا.
*ثالثا:
المنافسة الاقتصادية والصناعية و التجارية، وإذا علمنا ان حجم التبادل التجاري العام الماضي إلى 650 مليار دولار بين الدولتين، فإن بكين تضغط
على إدارة بايدن لإلغاء التعريفات الجمركية التي فُرضت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب على منتجات وسلع صينية تزيد قيمتها على 350 مليار دولار.
*رابعا:
قضايا حقوق الإنسان والاثنيات الدينية والعرقية في الصين، ومنها قضية حقوق السكان الإيغور المسلمين
وسبق ان انتقدت الصين الحملة العالمية -التي تدعمها الولايات المتحدة- لإدانة الحكومة الصينية على ما تعتبره واشنطن انتهاكات مريرة لحقوق الإنسان.
..
.. كل ذلك، قد يحرك سواكن النفس الصينية، وفق منحى قد يتوافق مع بعض الضغوط والتحذيرات الأميركية التي تحمل هذه المرة، دعامات عسكرية وأمنية وفرض عقوبات، قد تجعل الصين، تضع ثقلها (ايجابيا-سلبيا)، في مواجهة تقلب موازين الحرب، وهي تختلف عن حرب بوتين، وأن كانت في فلكها.