السوسنة - صحيح ان من بديهيات واساسيات "منظومة الابداع في البحث العلمي" هي السير بخطوات ذكية و منظّمة وعلمية وحاسمة يقوم بها الباحث للوصول إلى حقائق ونظريات واكتشافات واختراعات جديدة في مجال معين يتّبع طريقة منهجية علميّة تسمّى نتائجها وتكون مميزة ونادرة تجعل الباحث عالمي العطاء وقادرا على المنافسة والحصول على الجوائز العالمية المرموقة ذات المكانة والرصانة الكبيرة.
شخصيات عالمية كثيرة منها العالم المصري البروفيسور أحمد حسن زويل ابن دمنهور المصرية وخريج ماجستير جامعة الاسكندرية ابدع خلال سنوات قليلة نسبيا في امريكيا، حيث وظف امكاناتة العقلية في ابحاثة الذكية و حصل على "جائزة نوبل Nobel Prize" في الكيمياء لسنة 1999 في مجال كيمياء الفيمتو حيث قام باختراع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فمتوثانية ( Femto-second Spectroscopy) وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية، وحصل عليها خلال عملة كأستاذ الكيمياء وأستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتقنية.
طال الانتظار في كافة جامعات ومراكز البحث العلمي في الوطن العربي لظهور عالم جديد للحصول على جائزة نوبل بعد عام 1999 في المجالات العلمية الثلاثة المعتمدة للجائزة 1- الكيمياء 2- الفيزياء 3- الطب. بحيث اصبح أحمد زويل ظاهرة مميزة في الوطن العربي بعد مرور اكثر من مئة عام على الجائزة وتفردة في الحصول عليها عربيا مما يجعل منطقيا ان يطلق ظاهرة - الزويلية - على الابداع في البحث العلمي العربي-العالمي.
ان القصور في مجال الابداع والتميز في مجال البحث العلمي وحصد الجوائز العالمية والاكتفاء بالحصول على الجوائز المحلية او جوائز الترضية له مسبباتة المحبطة والتي كتب الكثير عنها مقالات ومجلدات - ولكن لخصها احمد زويل في كتابة "عصر العلم" حيث قال ان نسبة المشاركة العربية في مجال البحث العلمي هي حوالي (0.1%) من اصل انتاج غزيز للعقل البشري العلمي على مستوى العالم والذي يساوي تقريبا 2 مليون بحثا مميزا سنويا.
ان دخول الجامعات الاردنية حسب الوضع الحالي في المنافسة على تصنيف ال 100 جامعة الاوائل او 500 الاوائل من الجامعات العالمية لا زال بعيد المنال. مما يثير تساؤل كامن في اركان البحث العلمي اساسة الاجراءات التقييمة اللازمة لحلول البحث العلمي بحيث تطلق فيها روح الابداع عند الباحثيين في الجامعات له ابجديات ومبادىء هامة من حيث التركيز على الاصالة والابتكار والأمانة العلميّة والتّوثيق العلمي والتمويل المالي الكافي - ولعل من الاسباب التي ادت الى بقاء البحث العلمي دون المستوى المطلوب أو المنافس عالميا هي تخوف البعض من الحصول على الترقيات العلمية والاكتفاء بالحصول على مكتسبات وهمية وجوائز تقليدية مفرغة من القيمة العلمية العالمية - حيث لجأ البعض الى البحوث المكربنة او إعادة تدوير ابحاث سابقة بنمط منمق جديد ولكن غير اصيل والاخطر هو اللجوء الى السرقات العلمية لنتائج الاخرين أو فبركة الابحاث أو التحايل على البحث العلمي - بحيث غابت في كثير من الاحيان الابحاث الاصيلة والحقيقة والمبتكرة والعالمية - وادى هذا الوضع الى هبوط جودة البحث العلمي الى مستويات ذات مؤشرات خطيرة من حيث الكم والنوع.
ثمة نقطة لابد من التركيز عليها كحالات دراسة عن وضع البحث العلمي - والتي وضعت البحث العلمي في رهن التساؤل - اذ هل يعقل ان لا تستطيع ادارات بعض الجامعات الوطنية ان تكف يد سارقي البحث العلمي حيث ضبطت حالات كثيرة بسرقة ابحاث عديدة واعيد السارقون الى عملهم - في المكاتب و حصد الرواتب - بضغوطات هشة وهمية لانه لم يكن هناك من يدافع عن امانة ومستوى البحث العلمي ويكف يد التزوير -الذي لا يسقط بالتقدام ومهما طال الوقت - لعدم قدرة الادارات الجامعية على معاقبتهم ومتابعتهم باسلوب علمي منهجي منصوص علية بالقانون- فهل تعتقد الادارات ان حالة التنطيش واللامبالة ستحل المشكلة ام انها ستبقى قنبلة موقوتة ستنفجر اذا اعيد فتح ملفات السرقات العلمية أو اذا علمت المجلات العلمية- على سبيل المثال - التي نشروا فيها سرقاتهم وتحايلهم - وكونها مجالات تحترم مكانتها العلمية ولا مجال فيها لسارق او مزور الامر الذي قد يضر بالجامعة والادارات الجامعية والباحثين فيها.
ثمة نقطة هامة لابد من التركيز عليها وهي أن جل الجامعات العربية أصبحت بعيدة -رغم كثرة عددها- عن الدخول في منافسات التصنيف العالمي – مثل التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم التابع لجامعة شانغهاي جياو تونغ (Academic Ranking of World Universities، ولقبه بالاختصار(ARWU)) أو تصنيف «Web metrics»، الذي ينظمه مركز تابع لاكبر هيئة للبحوث العامة في إسبانيا او تصنيف الجامعات العالمي QS هو تصنيف سنوي لافضل 800 جامعة في العالم والذي تنشر شركة كواكواريلي سيموندس (Quacquarelli Symonds) المختصة بالتعليم— وتعتمد هذه التصنيفات على عدة معايير منها: السمعة الأكاديمية، سمعة الجامعة نفسها، الطلاّب، أعضاء الهيئة التدريسية الأجانب، الطلاب الأجانب، أفراد الطاقم بشهادة الدكتوراة، التأثير على شبكة الإنترنت، الأوراق العلمية في الجامعة، الإستشهادات الأكاديمية في الأوراق العالمية.