ازداد التصعيد الحاد، نذر الحرب الموعودة في أي لحظة بين روسيا وأوكرانيا من جهة، تقابلها الولايات المتحدة وحلف الناتو من ناحية أخرى.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلق شرارة بدء غزو عسكري لأوكرانيا، والتي قد تقود المعارك الأولى عبر البر والبحر والجو، وتدمر حياة أكثر من 40 مليون نسمة، تعداد سكان أوكرانيا، عندما وقّع بوتين وثائق سرية، مضمونها غير مكشوف للعالم، تعترف باستقلال جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية، وهما في دونباس الأوكرانية، حيث معسكرات الانفصاليين المدعومين من روسيا منذ سنوات.
الجيش الروسي حرك خطط العمليات في عمق دونيتسك ولوغانسك تمهيدًا لعمليات عسكرية في الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي يمهد الطريق لشرارة الحرب العالمية الثالثة(...) ولن يتوقف بوتين والجيش الروسي عند حد معين.
حتى صباح اليوم الثلاثاء، الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن وحلفاؤها في حلف الناتو ودول العالم، في مساع غربية مكوكية للتوصل لحل دبلوماسي، المأمول لتجنب الغزو الروسي الذي لن تتوقف تداعياته العسكرية والأمنية بين روسيا وأوكرانيا، بل التحليلات تؤكد أن الذي سينتج يشعل حربًا في أوروبا قد تمتد نحو المنطقة والشرق الأوسط، والآخر، حدوث انفلات عسكري ينقلب بين أقطاب الدول القوية.
شهوة أقطاب العالم للحرب، وبالتالي تغيير الخرائط وصورة الأمن والسلم والاقتصاد، والتعاون الدولي، جعلت الرئيس الروسي يمسك ريشة، مغمسة بحبر جنون العظمة، محاولًا إعادة كتابة للتاريخ الذي شكك في استقلال أوكرانيا وصوّر الأمة على أنها روسية تاريخيًا وثقافيًا وعسكريًا، عدا عن القوة الاقتصادية.
الولايات المتحدة تعود إلى كعكة الدبلوماسية الهشة، تقول: "سنواصل السعي للدبلوماسية إلى أن تتدحرج الدبابات، لكن ليس لدينا أي وهم بشأن ما قد يأتي بعد ذلك".
منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا فقدت السيطرة على التقديرات الأولية، كما أنها نزعت الثقة من أي تحرك دبلوماسي، وترى: "على الرغم مما تحاول روسيا ادعاءه، فإن الحقيقة القاسية هي أن روسيا تحاول الآن خلق ذريعة لعمل عسكري".
في نيويورك، بدت كعكة الدبلوماسية الهشة، أكثر هشاشة.. لماذا؟
فيما سبق توقيت إعلان بيان باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، كان الجيش الروسي يصول ويجول في أرض دونيتسك ولوغانسك (...)، ليعلن "جوتيريش" من الكونغو، التي يزورها: عن قلق بالغ إزاء القرار الذي اتخذه الاتحاد الروسي، داعيًا إلى تسوية سلمية للنزاع في شرق أوكرانيا، وفقًا لاتفاقيات مينسك، كما أقرّها مجلس الأمن في القرار 2202 (2015).
حماسة الأمين العام، جعلته يعتبر قرار روسيا: "انتهاك لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها ويتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة"، وأن تظل الأمم المتحدة داعمة على نحو تام لسيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها، ضمن حدودها المعترف بها دوليًا.
الإدارة الأمريكية، في ضوء التطورات في أوكرانيا، ما زالت تحاول العودة إلى رؤيتها بأن الحرب هي الحرب: "إحساسنا القوي، استنادًا إلى كل ما نراه على الأرض في المناطق المحيطة بأوكرانيا إلى الشمال والشرق والجنوب، هو أن روسيا تواصل الاستعداد لعمل عسكري يمكن أن يحدث في الساعات المقبلة أو أيام".
حذر ديفيد كرامر، الذي قضى ثلاث سنوات كنائب مساعد وزيرة الخارجية للشئون الأوروبية والأوروبية الآسيوية خلال إدارة جورج دبليو بوش، من أن تحركات روسيا التالية يمكن أن تتخذ أشكالًا مختلفة.. يمكن أن تشن موسكو هجمات إلكترونية كبرى أو تسعى إلى تعطيل خط أنابيب يمر عبر أوكرانيا أو إرسال جيشها إلى داخل الأراضي الأوكرانية.
المجلس الاستشاري لتحالف فاندنبرج، وهو الذي يركز على السياسة الخارجية، تلفت إلى أن: "هناك الكثير على المحك هنا.. لكن عدم القيام بأي شيء ردًا على آخر استيلاء روسيا بالقوة على الأراضي، منذ الحرب العالمية الثانية، ليس موقفًا يمكن الدفاع عنه، لأن شهية بوتين ستزداد فقط".
عمليًا، شهية الصياد الذئب بوتين، نالت من كعكة الغرب الدبلوماسية الهشة.
بينما الواقع، على الجبهات، أعاد وصفة جديدة لكيكة من الصواريخ عابرة القارات، والمدرعات التي باتت على مسافة لا تزيد على 50 كلم من العمق الأوكراني.