كانت وما زالت الرؤية الملكية الهاشمية، التي يعلنها ويحمل آفاقها، ومحدداتها فكر الملك عبدالله الثاني، الذي طالما دعا إلى سلام العالم.
في احتفاء الملك بتسليم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس جائزة مصباح السلام للعام 2021، التي سبق لجلالته الحصول عليها في آذار من العام 2019، تقديراً لجهوده وسعيه الدؤوب لتعزيز التآخي وحوار الأديان والسلام في الشرق الأوسط والعالم، بالإضافة إلى جهود الأردن، بقيادة وحرص وأداء جلالته في استضافة اللاجئين.
المصباح، جائزة دولية تقام فعاليتها سنوياً بتنظم الرهبنة الفرنسيسكانية الكاثوليكية في كاتدرائية فرنسيس الأسيزي في إيطاليا، التي وضعت حيثيات منح جائزة مصباح السلام التي تأسست عام 1981، والتي تُمنح لشخصيات عالمية تقديراً لجهودهم في تعزيز السلام والعيش المشترك.
.. بين عمان، ومدينة أسيزي الإيطالية، شهد العالم مكانة جلالة الملك الهاشمي، يسلم عبر الأونلاين، التشابك والتواصل الرقمي، المصباح للأمين العام للأمم المتحدة، مثلما أشاد الملك بدور أنطونيو غوتيريس، في وضع ومراقبة الحلول السياسية للنزاعات بما فيها حل الدولتين، بما يتعلق بالقضية الفلسطينية ووضع القدس، في ذات الوقت الذي يثمن الأمين العام مساعي جلالة الملك لتحقيق السلام.
حدث عالمي، كان الملك يعد ليكون وجاهياً، لولا الظروف الدولية التي تتعلق بتفشي جائحة كورونا، إلا أن مشاركة جلالته احدثت الفرق، وأكدت دور غوتيريس في الجائزة تقديراً لنشاطه السياسي الطويل في خدمة المصلحة العامة للأمم المتحدة، وعمله الدؤوب في الوساطة السياسية، والتزامه العميق بالحوار لحل الصراعات الإقليمية والدولية. كلمة الملك عبدالله الثاني، عبر الاتصال المرئي، أشارت إلى أربع خصائص وقضايا أساسية في شخصية الأمين العام الدبلوماسي العالمي، وهي:
* أولاً:
يرتكز دور أنطونيو غوتيريس، بتكريسه القيم المشتركة للسلام والعدل والرحمة والاحترام المتبادل، بين الأمم والشعوب.
*ثانياً:
تحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم.
* ثالثاً: دعم الأمين العام للأمم المتحدة الثابت للحلول السياسية للنزاعات، بما فيها حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو السبيل الوحيد نحو مستقبل من الأمن والسلام للجانبين.
* ثالثاً:
يمثل غوتيريس صوتاً قوياً للالتزام بالقانون الدولي وحماية القدس والحفاظ على الأمن والوضع التاريخي والقانوني القائم في مقدساتها.
* رابعاً:
دعم العمل العالمي المشترك لمجابهة القضايا الملحة كجائحة كورونا والعنف المتطرف وأزمة اللجوء والتغير المناخي.
.. تعد الجائزة، قيمة مضافة رفيعة المستوى، وهذا ما جعل الأمين العام للأمم المتحدة يثمن تكريمه بجائزة مصباح السلام، معتبرها تكريما لجميع كوادر الأمم المتحدة الذين يعملون من أجل السلام في مختلف أنحاء العالم.
أنطونيو غوتيريس، بدبلوماسية رفيعة أشاد وثمّن كل مساعي جلالة الملك لتحقيق السلام، وجهوده في الدفع تجاه التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في المنطقة والعالم.
إن هذه النظرة الذكية من الأمين العام للأمم المتحدة، تعزز قوة الأردن السياسي، وحرص الملك الهاشمي على أن يكون شريكاً أساسياً في الأمن والسلم العالمي، ومقدراً وعي دول العالم للدور الملكي الهاشمي في الوصاية الهاشمية على القدس والأوقاف الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة، وهي الوصاية التي يقدرها العالم الحر والأمم المتحدة ومنظماته الدولية والقانونية والإنسانية.
وأمس، تذكر العالم، اللحظة التي تسلم فيها الملك الهاشمي، خلال زيارته لمدينة أسيزي الإيطالية جائزة مصباح السلام لعام 2019، التي منحت لجلالته تقديراً لجهوده في تعزيز حقوق الإنسان والتآخي وحوار الأديان والسلام في الشرق الأوسط والعالم.
وفي ذلك العام، كانت زيارة الملك إلى إيطاليا استمراراً لجهود جلالته في الدفاع عن الإسلام وإبراز صورته الحقيقية القائمة على التسامح والاعتدال واحترام الآخر، إضافة إلى التأكيد على أهمية التصدي لظاهرة الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا).
وتمنح جائزة مصباح السلام، التي تأسست عام 1981، بحسب القائمين عليها، لشخصيات عالمية تقديراً لجهودهم في تعزيز السلام والعيش المشترك.
وما زلنا نذكر أن جلالته قال بعد تسلمه جائزة مصباح السلام: «ليس هناك ما هو أهم من حماية القدس.. وكوني صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فإنني ملتزم التزاماً خاصاً وشخصياً بواجبي تجاه أمن ومستقبل المدينة المقدسة».