قصص قصيرة: انفلونزا .. وضيافة جدتي

mainThumb

17-12-2021 06:05 PM

كراسات الرسم

 
.. وحيدا كنت إداري تلف كراسة الرسم، تتراقص أوراقها، يصيبها ثقل من كثرة الألوان والخرابيش.
 
تراها أمي، تضحك وتقول لي:
 
-اخفيها في غرفة الحمام، بعيدا عن عشش الزغاليل، وتعطيني من جيب عبها القروش المطلوبة لكراسة بيضاء من غير سوء.
 
طين الربيع
 
تعالج جدتي لأبي كسر وحفر جدران البيت الطيني، تصلح قصب وخشب يحمل السقف، تخلط قسل وقش الشعير والقمح، بالطين والرمل، تدلق الماء في كل صباح.
 
يهل الربيع باكرا، فكل جدران البيت تصاب بالأخضر المحير،تنقر العصافير براعم القمح، تعشق الصبايا السنابل وتصنع منها جديلة إغواء.
 
ضيافة
 
يأتي زوج عمتي، ضيف عزيز، ثقيل النشب، مهيب الطلة.
 
تضع كل موجودات النملية على حُضيرة من القنب وتبدأ بغلي القهوة.
 
تطلب مني الذهاب إلى دكان ابي محمود لشراء زجاجة مشروب غازي.
 
يندهش النسيب، ينظر إلى طبلية تعج بالمكسرات والشاي والقهوة، والفاكهة المجففة... وصحن رز بالحليب معطر بماء الزهر.
 
انفلونزا
 
اختلطت الأمور، أصيب بالانفلونزا، قال الطبيب، انتبه من الحالة، هناك تداخل بين الفيروسات، افحص، التزم بيتك.
 
قلت وعيني تلوم الطبيب:
 
-إلى متى؟
 
ضحك وقال لي، بهدوء طبيب جراح:
 
-ما في حل الا الدعاء والعمل والمطاعيم.
 
خرجت اتنفس الهواء الرطب، رأيت غيمة تحمل غزير المطر، تلقيت المطر والانفلونز، ضحك بائع الكعك بالسمسم، خرج من كشك البيع، وبدأ يرقص تحت مطر كانون.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد