الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

mainThumb

13-12-2021 11:01 PM

 في العاشر من ديسمبر الجاري احتفلت البشرية بالذكرى العالمية الثانية والسبعون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان المكون من واحد وثلاثون مادة أجمعت عليها البشرية لتكون دستوراً أممياًُ حيث لا حروب ولا قتل ولا اضطهاد ديني أو عرقي ولا تفرقة بين الإنسان وأخيه الإنسان على أي سبب كان .

وجاء ذلك الإعلان بعد حصيلة حربين عالميتين كلفتا البشرية ملايين القتلى والجرحى والمشردين وكان ذلك الإعلان بمثابة بيان أممي على نهاية الحروب والنزاعات والاتفاق على ما يشبه الدستور الأممي لحفظ الأرواح والدماء وحق كل شعب سواء كان قوياً أو ضعيفاً ليكون حراً في وطنه سيداً لنفسه ولكن هل طبق ذلك الإعلان العالمي ، بدون نظرية المؤامرة إن ذلك الإعلان لم يطبق إلا ما يخص الصهاينة وحدهم حيث أنشئ الكيان السرطاني الصهيوني على أرض فلسطين العربية وتشريد شعبنا الآمن لكل بقاع الدنيا وللأسف كان ذلك بمثابة الشرارة التي أشعلت هذه المنطقة المهمة من العالم ومن ذلك التاريخ المشؤوم لم تعرف الإنسانية أمناً ولا استقرار وزاد الأمر تعقيداً أن الإمبريالية العالمية بدلاً من تفعيل ذلك الإعلان قادت حليف الأمس الاتحاد السوفيتي لحرب من نوع آخر عرفت تاريخياً بالحرب الباردة التي أكلت هي الأخرى الأخضر واليابس اقتصادياً حتى أدت إلى إنهيار المعسكر الشرقي وإفلاس المعسكر الامبريالي لتعيش البشرية بعد ذلك على أساس نظام القطب الواحد الذي أثبت فشله بعد أن زرع ثقافة الكراهية والعنف التي أفرزت أرضاً خصبة للإرهاب والتطرف في كل بقاع العالم خاصة وطننا العربي الكبير .

 وشيء طبيعي أن البلطجة الإمبريالية ستفرز ردة فعل مساوي لها بالقوة ومخالف لها بالاتجاه وهكذا خرج المارد الصيني والروسي وأثبتوا أنفسهم على الساحة ناهيك عن دول الكثير من العالم التي برزت أقطاراً بدرجة أقل وهكذا عادت التوتر شديداً ليهدد حياة الشعوب بالحروب وعدم الاستقرار حتى أصبح العالم يأن من الأزمات الاقتصادية .

 لذلك نتسائل في الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان أين أصبح ذلك الإعلان وكيف السبيل لتفعيله لأن البديل لا سمح الله عودة البشرية لشريعة الغاب والحروب الدينية والعرقية والمذهبية والقتل على الهوية التي أشعلتها سياسة القطب الواحد قبل تراجعه لذلك نعم لتفعيل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لتعيش البشرية في أمن وسلام حقيقياً وليس لنظام شريعة الغاب كما تحاول الإمبريالية جرّها لذلك .

 نعم لحقوق الإنسان والمبادئ المعلنة في ذلك الإعلان وليس ما يخص الصهاينة فقط وغير ذلك سيعود العالم لشريعة الغاب كما أسلفت فهل هذا يليق بإنسان القرن الواحد والعشرين ، أنظروا إلى البلطجة الصهيونية وجرائمها على أرض فلسطين وبعد ذلك ألا يحق لنا أن نصرح بأعلى صوت العالم إلى أين ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد