هل الدينار الأردني أصبح أكثر قوة؟

mainThumb

22-11-2021 01:34 PM

يرتبط الدينار الأردني بسعر صرف ثابت مع الدولار الأمريكي، ولكن الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى يخضع إلى تعويم، وتعويم بمعنى أن قيمة الدولار ترتفع وتنخفض بناء على الطلب والعرض، وبالتالي قيمة الدولار مقابل العملات الأخرى متغيرة، وبما أن الدينار الأردني مرتبط في الدولار الأمريكي، فعلاقة الدينار الأردني مع العملات الأخرى ترتبط بطبيعة الحال بقوة وضعف الدولار الأمريكي، وهي علاقة طردية، فكلما زادت قوة الدولار الأمريكي زادت قوة الدينار الأردني مقابل العملات الأخرى، والعكس صحيح، فكلما انخفض الدولار الامريكي كلما انخفض الدينار الأردني مقابل العملات الأخرى، ولقد جاء هذا المقال لتوضيح طبيعة هذة العلاقة وقوة الدينار الأردني في الفترة الحاالية.
 
شهد الدولار الأمريكي تذبذب كبير بعد جائحة كورونا، حيث أن سعر صرف الدولار الأمريكي انخفض بعد جائحة كورونا من ١٠٤ نقطة مقابل سلة من العملات إلى أن وصل إلى ٨٩ نقطة تقريبا حتى منتصف العام الحالي عام ٢٠٢١، أي انخفض بما يقارب ١٥٪، إنخفاض الدولار الأمريكي وضعفه انعكس على الدينار الأردني بشكل سلبي مباشر، وأدى إلى زيادة مدفوعات الأردن من المستوردات خاصة والتي تساوي تقريبا ١٤ مليار دينار، وساعد على زيادة المديونية التي تجاوزت حجم الناتج المحلي الأردني.
 
هذة الفترة من انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي تذكرنا بالفترة القاسية التي شهدها الأردن ما بين منتصف عام ٢٠١٢ إلى نهاية عام ٢٠١٤، حيث وصل الدولار الأمريكي إلى القاع مقابل سلة من العملات الأخرى، وبالمقابل وصلت مديونية الأردن إلى أرقام قياسية في تلك الفترة، كما أن أسعار السلع ارتفعت بشكل كبير، مما انعكس على زيادة نسب التضخم في الأردن بما يقارب ٥٪ سنويا في تلك الأعوام على التوالي.
كما لاحظنا سابقا أن انخفاض قوة الدولار الأمريكي ينعكس على قوة الدينار ويزيد من نسب التضخم في الأردن، ونعود إلى الفترة الحالية، حيث لمسنا إرتفاع أسعار السلع داخل الأردن، بسبب انخفاض قوة الدولار الأمريكي من جهة، وبسبب ارتفاع تكاليف الشحن من جهة أخرى، ونوضح ذلك من خلال ضرب مثال على الدولار الأمريكي مقابل اليورو الأوروبي، واليورو الأوروبي يعتبر ثاني أكبر احتياطي عالمي بعد الدولار الأمريكي مباشرة، فقد لاحظنا أن الدولار الأمريكي قبل ٦ شهور، أي في شهر مايو من هذا العام عام ٢٠٢١، كان الدولار الواحد يساوي أقل من يورو بمقدار ٨٢  سنتا من اليورو، ولكن ومع ارتفاع سعر صرف الدولار في الفترة الأخيرة، فإن الدولار الواحد أصبح يساوي الآن بما يساوي ٨٨ سنت من اليورو. بمعنى آخر، الدولار الأمريكي زادت قوته، وهذا سينعكس بكل تأكيد على زيادة قوة الدينار الأردني في النصف الثاني الحالي من العام الحالي ٢٠٢١.
 
ستنعكس قوة الدولار على الدينار الأردني، وبالتالي على الاقتصاد الأردني بطريقة إيجابية، من حيث أن ٧٠ قرشا اردنيا وهي ثابتة مقابل دولار أمريكي واحد، والدولار الأمريكي الواحد أصبح يساوي يورو اوروبي أو جنية إسترليني أو ين ياباني أو يوان صيني أكثر، وبالتالي تزداد قوة الدينار الأردني مقابل العملات الأخرى بطريقة غير مباشرة عن طريق الدولار الأمريكي، حيث أصبح ٧٠ قرشا اردنيا يساوي عملات أخرى أكثر، وهذا سينعكس على الحكومة الأردنية والتاجر الأردني والمواطن الأردني بطريقة إيجابية، وبالتالي من المتوقع أن تنخفض الأسعار وستنخفض معدلات التضخم في الأردن إلى ما دون ٣٪.
 
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، إلى متى سنبقى مرهونين بقوة وضعف الدولار الأمريكي؟  ومتى سنعتمد على أنفسنا ونعمل على تنمية قطاعاتنا؟ وهل سيصبح الدينار الأردني يوما ما عملة قادرة على الوقوف في وجه التحديات؟ الإجابة عن هذه الأسئلة يحتاج منا إلى تعاضد وتماسك ووضع خارطة طريق ونسب مستهدفة وسياسات عليا واضحة للجيمع، كما أنها تتطلب وجود مسؤولين جريئين يتصفون بالمسؤولية والشفافية والمصداقية، وشعب حاضر مشارك في صنع مستقبله، مطلع على جميع القرارات، ومدرك أن الجميع يعمل لمصلحة الوطن، ولا شيء سوى الوطن   .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد