التشتت الرقمي وضعف التركيز

mainThumb

10-10-2021 01:35 PM

 اقتحمت الرقمنة حياتنا عنوة!!! وبات الاعتماد عليها في الغالبية العظمى من شؤون حياتنا العملية والخاصة على حدِ سواء، ما ادى الى فقدان العديد من المهارات لدى العديد من ابرزها: مهارات الكتابة، الذاكرة والتذكر، النوم، التركيز، الاخلاء بالنفس، الابداع، التنقل، الاصغاء، التعلم وبناء العلاقات وغيرها من المهارات التي شواهدها واضحة للعيان ومن امثلتها خطوط الكتابة لدى العديد والتي تتصف غالبيتها بالخربشات وانظر حال الناس العديد من الاماكن مثل قاعات الانتظار والمساجد، وحال ابنائنا في كل مكان، فالكل منهم مشغول بهاتفه النقال، وانا على يقين تام ان الغالبية العظمى من ابنائنا بات التركيز لديه في الحد الادنى ومثال ذلك اسأل ابنك عن حاجة يحضر لك حاجة اخرى ليس لها علاقة!! وعند سؤاله ما هذا؟ تكون اجابته "فكرتك هيك بدك"!!! فهو لم يصغي اليك اصلا فالنتيجة اكيد مختلفة!!! ويكاد ذلك لا يخفى على احد.

 

 من الناحية العملية ومع انتشار الهواتف الذكية وتطورها اللامتناهي أصبح هناك امتداد لا نهائي ليوم العمل؛ وذلك بسبب توقع أن الجميع متصل دائما بالبريد الالكتروني. ويترتب على ذلك، توقع أن أي رسالة سيتم الرد عليها بسرعة.
 
الغالبية العظمى تعاني من متلازمة امساك الهاتف باليد والرنين الوهمي، ففي الحالة الاولى اليد دائما تحمل الهاتف واصبح احدنا يعاني من فراغ باليد في حال كان الهاتف ليس بيده، وفي الحالة الثانية عند سماع اي رنين مشابه ايا كان مصدره نتطلع تلقائيا على هواتفنا!!! هذه وغيرها ليس الا اشارات بسيطة على التمسك الشديد بالهاتف وبات بالتالي يشكل جزء لا يتجزأ امتداد وجودنا.
 
الحد الادنى من التفكير باي شيء بات يعتمد بالكامل على الرقمنة، فابسط المسائل الحسابية تتم عبر الهاتف، واقرب الاماكن الينا والتي كانت محفورة بالذاكرة نذهب اليها بواسطة الخرائط الذكية، والادهى والامر من ذلك اضحت فتاوانا الدينية عبر الوسائط الرقمية ولا نعرف ما مصدرها!!!.
 
لو كل واحد منا سأل نفسه مجموعة من الاسئلة حول استخدام الهاتف النقال مثلا على سبيل المثال لا الحصر: ما هي الحدود اللازمة للهاتف الخليوي؟. متى واين يجب ان اغلقه؟.  كيفية ادارة العلاقات الاجتماعية على الانترنت؟. ماهي المواقع الاجتماعية الاكثر هدرا للوقت؟ هل يجب دائما ان يرافقني الهاتف اينما وجدت؟ هل في حالات الفرح والانبساط يجب عليّ مصاحبة الهاتف كي ينقل لي اخبار غير سارة؟ وغيرها الكثير من التساؤلات التي تحتاج الى اجابة كي ننظم علاقاتنا بالشكل الصحيح في تعاملنا مع ثورة الاتصالات المتنامية.
ان الجلوس لفتراة طويلة على الانترنت واستخدام ما يتضمنه من مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي الى غير ذلك يؤدي الى التراجع العقلي والذي يقود الى القصور وتسطيح القدرات التفكيرية لدى العديد واحيانا كثيرة يقود الى العزلة والميل الى التوحد، فلا بد من ادارة وتنظيم تلك العلاقات الرقمية والتي بالغالب لا تضيف لك شيء وانما تؤدي الى المزيد من التشتت واضعاف التركيز. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد