انتصرت ارادة المقاومة في غزه بالرغم من الحصار الجائر ،وطالت صواريخها العمق الاسرائيلي وادهشت العالم بقدرتها وصمودها امام الآله العسكرية الاسرائيلية المتفوقة بطائراتها ومدفعيتها .وقد استخلصنا من المعركه دروسا كثيره .اولها عمق الدعم الامريكي للكيان الصهيوني خلال المعركة، وبعدها في منع مجلس الامن من اصدار قرار او بيان يوقف العدوان .والذي استمر لمدة عشر ايام في الدمار والقتل والتشريد ،ثم اصدار التصريحات المتكرره والمشجعة للمعتدي من قادة الولايات المتحده وذلك (ان لاسرائيل حق الدفاع عن النفس، وان الولايات المتحده ملتزمه بالدفاع عن اسرائيل ،وان لا سلام الا باعتراف دول المنطقة باسرائيل، وبيهودية الدوله العبريه) . وهذه اللغه والمواقف، لا تقود لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينيه ،ولا نيه فيها لتقرير المصير ،وحق العودة للآجئين . معاهدة اوسلو لم تحقق التسوية ولا السلام ،بل مفاوضات عبثيه ومضلله لعدة سنوات، وفي ظلها استولى الاحتلال على 85% من اراضي الضفه الغربيه ،بين استيطان واستيلاء على الاراضي وهدم المنازل ،وهناك على طاولة الاحتلال قانون ضم الاغوار والمستوطنات .
واذا اعاد المجتمع الدولي الطرفين للمفاوضات السلمية ،فلا بد من وجود فريق قدير على ادارة هذه المفاوضات ويمثل جميع الفلسطينيين ،ويأخذ بدور المقاومة والكفاح المسلح بجانب هذه المفاوضات وان تكون هذه المفاوضات برعاية ست دول عربيه واسلاميه واجنبيه وتحت مظلة الامم المتحده.وقد قام مصطفى البرغوثي بجهود مضنية للمصالحه الوطنية ،وكانت مواقفه منطقيه وصادقه وفهم جيد للمرحلة.
بينت المعركة تضامن الفلسطينيين في داخل اسرائيل مع اخوانهم في المعركة ،وهم يحتاجون للدعم وتثبيت صمودهم والدفاع عن حقوقهم ،وهم الذين يخشاهم العدو ويحاول تهجيرهم .
اما اعمار غزه فهو هدف انساني ووطني ويحتاج لادامة فتح المعابر وازالة الحصاراو تخفيفه ان امكن ،وان يكون للاعمار خطة في بناء الملاجئ المسلحه ،ومنازل مقاومة للقصف والابتعاد عن بناء الابراج التي تكون هدف سهل وعرضه للهدم ، حيث المعارك مستمره مع عدو عنصري متمرد ومدعوم من قوى عظمى ظالمه تدعي حقوق الانسان والديمقراطيه وهي بعيده عنها .لابد من الاهتمام بمواقف الشعوب العربيه والاسلاميه ،التي هبت ضد العدوان وناصرت الثوره والحقوق الفلسطينيه وتساهم في اعمار غزه.
وعلى الدول التي تتعاون مع اسرائيل و تدعمها ,ان توقف تعاملها معها للضغط عليها وكبح تصرفاتها .
وحيث يوجد اكثر من مليون لاجئ في غزة , وآلاف اللاجئين في الضفة الغربية , لا بد من عودتهم لديارهم وهم الان في فلسطين ذاتها .
واذا لم تسفر المحادثات عن إتجاه لحلٍ عادل وشامل , لا بد من التفكير بإقامة دولة مختلطة في فلسطين, يستطيع الفلسطينيون الحصول على حقوقهم بأنفسهم .